السمدوني: حريق سنترال رمسيس عطل أنظمة الشحن والمتابعة الدولية.. والخسائر قد تظهر إذا استمرت الأزمة
أنظمة التتبع تعطلت والبنوك أوقفت التحويلات مؤقتا
يارا الجنايني – أكد عمرو السمدوني سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، ورئيس مجلس إدارة شركة “فينيكس” لخدمات الشحن، أن حريق سنترال رمسيس أدى إلى اضطرابات واضحة في أنظمة تتبع الشحنات ووسائل الاتصال مع العملاء، مشيرًا إلى أن التأثير الفوري لم يكن بالغًا نظرًا لتوقيت الحادث الذي تزامن مع نهاية يوم العمل الرسمي، إلا أن التداعيات امتدت إلى ما بعد ذلك، خاصة فيما يتعلق بالتواصل الدولي وإدارة العمليات العابرة للحدود.
وأوضح السمدوني في تصريحات لبوابة “حابي” أن جزءًا كبيرًا من المتابعات التشغيلية في قطاع الشحن واللوجستيات لا يرتبط بساعات العمل التقليدية، إذ يتم التواصل مع وكلاء الشحن حول العالم على مدار الساعة، وهو ما يجعل من استقرار الشبكات والأنظمة الرقمية عنصرًا حاسمًا.

وأضاف أن الشركات واجهت صعوبات كبيرة في استخدام البريد الإلكتروني وأنظمة تتبع الشحنات، حيث استمرت الأعطال التقنية حتى اللحظة

وفيما يتعلق بالتعاملات المالية، أشار السمدوني إلى أن البنوك أرسلت تعليمات بعدم تنفيذ التحويلات الإلكترونية مؤقتًا، في ظل مخاوف من وقوع أخطاء أو فقدان بيانات خلال فترة اضطراب الشبكات.
وأكد أن خدمات الدفع الرقمي عبر التطبيقات البنكية مثل “إنستاباي” والـOnline Banking ما زالت متوفرة، لكنها تعاني من بطء شديد يؤدي إلى تأخير في تنفيذ العمليات، واحتمالية لحدوث أخطاء في التحويلات، بينما تظل المعاملات البنكية المباشرة داخل الفروع تعمل بصورة مستقرة نسبيًا.
الطيران الأكثر تضررًا من أزمة سنترال رمسيس.. والحجوزات الإلكترونية متوقفة
كما لفت إلى أن قطاع الطيران التجاري كان من أكثر القطاعات تضررًا، حيث توقفت الحجوزات الإلكترونية تقريبًا بالكامل، نظرًا لاعتمادها الكامل على منصات رقمية تتطلب اتصالًا ثابتًا بالشبكة، ما أدى إلى تأجيل بعض الرحلات وتعطل عمليات الحجز، في حين لم يظهر حتى الآن تأثير مباشر على الشحن الجوي، نظرًا لتوقيت وقوع الأزمة.
وأشاد السمدوني بمشروع البنية التحتية السيبرانية الذي تتبناه الدولة في العاصمة الإدارية الجديدة، معتبرًا أن وجود هذه المنظومة الحديثة كان له دور في منع انقطاع الإنترنت بشكل كامل على مستوى الجمهورية، موضحًا أن الأزمة أحدثت بطئًا وتعطيلًا جزئيًا، لكنها لم تصل إلى مرحلة الانقطاع التام.
وحول التأثير على الإفراجات الجمركية، أوضح السمدوني أن المنظومة لا تزال تعمل، لكن هناك تأخيرًا نسبيًا في الرد على الطلبات المقدمة عبر النظام الإلكتروني، حيث تحوّل زمن الاستجابة من فوري إلى ما يتراوح بين خمس دقائق وربع ساعة، وهو ما يُعد تأخيرًا مقبولًا نسبيًا.
وأكد أن الخسائر المادية لم تُسجّل حتى الآن في قطاعي الشحن والملاحة، مرجعًا ذلك إلى توقيت الحادث الذي حال دون تأثير مباشر على العمليات التشغيلية، مشيرًا إلى أن التأثير كان معلوماتيًا وإداريًا بالأساس، ولم يمتد إلى الخسائر التنفيذية أو الواقعية.
وحذر السمدوني من أنه في حال استمرار الانقطاع أو تعطل الشبكات لمدة يومين أو ثلاثة، فإن حجم التأثير سيتضاعف وسينتقل من مستوى اضطراب المعلومات إلى توقف فعلي في العمليات، مشددًا على غياب خطط الطوارئ البديلة لدى العديد من الشركات،
وقال: “إذا استمرت الأزمة، فسنضطر إلى العودة لوسائل بدائية مثل الفاكس والاتصال الأرضي، ما قد يتسبب في حالة ارتباك شديدة وتعطل واسع النطاق”.