العربية نت _ في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، عاد الذهب ليؤكد مكانته كملاذ آمن للبنوك المركزية حول العالم. ففي شهر مايو الماضي، أضافت البنوك المركزية نحو 20 طناً من الذهب إلى احتياطاتها، مسجلة ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بشهر أبريل، وإن كانت الوتيرة لا تزال دون المتوسط السنوي البالغ 27 طناً، بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي .
تصدرت كازاخستان قائمة المشترين بإضافة 7 أطنان إلى احتياطاتها، تلتها تركيا وبولندا بـ6 أطنان لكل منهما.

اللافت أن بولندا لا تزال أكبر مشتر للذهب في عام 2025 حتى الآن، بإجمالي 67 طناً منذ بداية العام. كما سجلت الصين والتشيك مشتريات بـ2 طن لكل منهما، بينما أضافت كل من قيرغيزستان وكمبوديا والفلبين وغانا طناً واحداً.

في المقابل، قادت سنغافورة المبيعات بـ5 أطنان، تلتها أوزبكستان وألمانيا بطن واحد لكل منهما. وتبقى أوزبكستان أكبر بائع للذهب هذا العام بإجمالي 27 طناً.
وكشفت نتائج استطلاع احتياطيات الذهب للبنوك المركزية لعام 2025 عن توجه متزايد نحو الذهب كأصل استراتيجي. فقد أشار 43% من المشاركين إلى نيتهم زيادة احتياطياتهم من الذهب خلال الـ12 شهراً المقبلة – وهي أعلى نسبة مسجلة على الإطلاق – بينما توقع 95% استمرار ارتفاع الاحتياطيات الرسمية عالمياً.
ولا يقتصر هذا التوجه على الأسواق الناشئة، بل يمتد إلى الاقتصادات المتقدمة، مع تزايد التوجه نحو تنويع المحافظ وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي. إذ يتوقع 73% من البنوك المركزية انخفاض حصة الدولار في احتياطاتها خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل ارتفاع متوقع في حصة الذهب.
وتشير البيانات إلى تحول هيكلي في طريقة إدارة الذهب، حيث بات 44% من البنوك المركزية تدير احتياطيات الذهب بشكل منفصل – ارتفاعاً من 37% في 2024 – ما يعكس اهتماماً متزايداً بإدارة هذا الأصل الحيوي بمرونة.