الطاقة الدولية: إمدادات النفط العالمية أقل مما تبدو رغم مؤشرات الفائض

العربية نت_ قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة، إن الإمدادات في سوق النفط العالمية ربما أقل مما تبدو عليه، رغم أن التوازن بين العرض والطلب يشير إلى فائض، وذلك مع زيادة المصافي وتيرة نشاط التكرير لتلبية الطلب على السفر والكهرباء في فصل الصيف.

وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، في تقريرها الشهري، إنها تتوقع ارتفاع الإمدادات العالمية من الخام بمقدار 2.1 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري، بزيادة قدرها 300 ألف برميل عن التوقع السابق. وأضافت الوكالة أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 700 ألف برميل فقط، مما يشير إلى فائض كبير.

E-Bank

ورغم إدخال تلك التغييرات على توقعاتها، قالت الوكالة إن ارتفاع معدلات تكرير النفط في المصافي لتلبية الطلب على السفر وتوليد الطاقة خلال فصل الصيف يؤدي إلى شح المعروض. وأضافت أن الزيادة الأحدث التي أعلنتها مجموعة أوبك+ يوم السبت لم يكن لها تأثير كبير، وفقًا لـ”رويترز”.

Zaldi-06-2025

وقالت في التقرير الشهري: “قرار أوبك+ بشأن المزيد من التسريع في وتيرة التخلي عن خفض الإنتاج لم يحرك الأسواق بطريقة كبيرة بالنظر إلى ما تشير إليه العوامل الأساسية من شح في المعروض”. وأضافت الوكالة: “تشير مؤشرات الأسعار أيضاً إلى شح أكبر في سوق النفط الفعلية من الذي يوحي به الفائض الكبير في حساباتنا”.

وقبل أيام، قال وزراء ومسؤولون تنفيذيون من دول أوبك ورؤساء شركات نفط غربية كبرى إن زيادات الإنتاج لا تقود لزيادات في الاحتياطيات، مما يشير إلى تعطش الأسواق للمزيد من النفط. ويوم الاثنين، ارتفع النفط بما يقرب من 2% واتجه نحو مستوى 70 دولاراً للبرميل على خلفية قرار أوبك+، على الرغم من الزيادة التي تبنتها بأكثر من المتوقع في الإنتاج ومخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على وتيرة نمو الاقتصاد العالمي. ويتحرك السعر اليوم في حدود 69 دولاراً للبرميل.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وساقت الوكالة أمثلة على مؤشرات الأسعار التي تدل على شح المعروض، منها ارتفاع هوامش التكرير والأسعار في إطار آلية تطبيق العلاوات على شحنات النفط المخصصة للتسليم الفوري إذا طلب البائعون تأخير تسليمها. وقالت الوكالة: “تلك الآلية واضحة بشكل كبير حالياً وهوامش التكرير لا تزال قوية رغم ما يفترض عن زيادة المخزونات”.

زيادة الطلب في الصيف

يزيد الطلب على النفط عادة في فصل الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي، إذ يزيد السفر ومعدلات قيادة المركبات في العطلات. وقالت الوكالة إن بالنظر إلى الزيادة الموسمية في الطلب، تسجل معدلات التكرير في المصافي زيادة 3.7 مليون برميل يومياً في الفترة من مايو إلى أغسطس لتلبية الطلب على السفر في هذا النصف من العالم.

وفي نفس الوقت، أشارت الوكالة إلى أن شح المعروض سيرتفع أيضاً بسبب الزيادة الكبيرة في معدلات استهلاك المصافي لتلبية الطلب على توليد الكهرباء، لسد الاحتياجات لتكييف الهواء على وجه الخصوص، لتبلغ 900 ألف برميل يومياً تقريباً.

لكن الوكالة قالت إن توقع نمو الطلب العالمي لهذا العام، وهو عند 700 ألف برميل يومياً، هو الأقل منذ 2009، باستثناء 2020 عندما انكمش الطلب بسبب جائحة كوفيد-19.

وقالت الوكالة إن على الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً على تأكيد إبطاء الرسوم الجمركية الأمريكية للطلب على النفط، تشير أحدث البيانات إلى أن أكبر الانخفاضات تأتي من دول “في مرمى نيران اضطرابات الرسوم الجمركية بشكل مباشر” مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمكسيك.

وتنبؤات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط عند الحد الأدنى في القطاع، إذ تتوقع انتقالاً أسرع لمصادر طاقة بديلة مقارنة بجهات أخرى في القطاع. وتتوقع أوبك ارتفاع الطلب 1.3 مليون برميل يومياً هذا العام، أي ما يقرب من مثلي ما تتوقعه الوكالة.

بالنسبة للعام المقبل، توقعت الوكالة أن ينمو الطلب على النفط بمتوسط 720 ألف برميل يومياً بما يقل بنحو 20 ألف برميل يومياً عن توقعها السابق، كما توقعت زيادة النمو في الإمدادات 1.3 مليون برميل يومياً، مما يشير أيضاً إلى فائض.

الرابط المختصر