هاني جنينة: تسارع النمو رد فعل طبيعي بعد عام من التباطؤ

مصانع الأدوية والغذاء والأسمنت تستعيد طاقتها الإنتاجية بعد تحرير سعر الصرف

فاطمة أبو زيد ويارا الجنايني _ وصف هاني جنينة رئيس وحدة البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، التسارع الواضح في معدلات النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث من العام المالي 2024/2025 برد الفعل الطبيعي لتعافي الاقتصاد بعد عام استثنائي من «تباطؤ التسارع».

أشار إلى أن العام المالي السابق شهد أحد أضعف معدلات النمو في تاريخ مصر الحديث، حيث سجل النمو حينها 2.4%، وهو معدل اعتبره منخفضًا للغاية في ضوء معدل النمو السكاني الذي يناهز 2% سنويًّا، ما يعني فعليًّا انعدام النمو على مستوى نصيب الفرد من الناتج المحلي.

E-Bank

أوضح جنينة في تصريحات لجريدة «حابي» أن هذا الضعف في النمو خلال العام السابق كان نتيجة تراكم عدد من التحديات، أبرزها نقص السيولة الدولارية، وارتفاع أسعار الفائدة، وتراجع تحويلات المصريين في الخارج، والتي كانت تتجه في معظمها إلى السوق الموازية آنذاك، بالإضافة إلى ضعف أداء قطاع السياحة وقطاع الطاقة، حيث شهدت البلاد انقطاعات في إمدادات الغاز، وتأثر عدد من الصناعات الحيوية.

Zaldi-06-2025

ورأى جنينة أن صفقة رأس الحكمة مثلت نقطة التحول الجوهرية، حيث أعادت ترتيب المشهد الاقتصادي وساهمت في ضبط سوق الصرف والقضاء على السوق السوداء، وضخ استثمارات دولارية مباشرة، ما أعاد الحيوية إلى القطاعات الإنتاجية التي كانت تعمل سابقًا بجزء محدود من طاقتها التشغيلية. وقال إن العديد من الصناعات كانت تعمل آنذاك بنسبة لا تتجاوز 50% من طاقتها الإنتاجية، لكنها بدأت الآن الإنتاج بنسبة 80 إلى 90% بعد استقرار البيئة الاقتصادية.

وأكد جنينة أن قطاع السياحة كان من أبرز محركات التسارع في النمو، حيث سجل القطاع نموًّا سنويًّا يتراوح بين 26% و30% من حيث أعداد السائحين والإيرادات، لافتًا إلى أن السياحة تُشغل بشكل مباشر وغير مباشر نحو 2 إلى 2.5 مليون شخص، ما يعني أن لها تأثيرًا مضاعفًا على باقي القطاعات المرتبطة بها، مثل النقل والخدمات والتجارة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأشار إلى أن القطاع الصناعي شهد انتعاشة كبيرة مثل قطاع صناعة الأدوية، حيث بدأت مصانع كانت شبه متوقفة بسبب عدم توافر المواد الخام وعدم جدوى التسعير القديم المثبت في العودة إلى طاقتها الإنتاجية القصوى. أضاف أن مصانع الأسمنت على سبيل المثال كانت تعمل بطاقة أقل من قدراتها، لكن العام الحالي شهد طفرة في الصادرات نتيجة ارتفاع الطلب من الأسواق الإقليمية وتنافسية سعر العملة، ما زاد من تنافسية الصادرات المصرية.

وفي السياق ذاته، نوه إلى نجاح شركات في قطاع الأغذية مثل «عبور لاند» و»دومتي» في توسيع نشاطها التصديري إلى أسواق الخليج وليبيا والسودان واليمن وسوريا، بدعم من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وهو ما أتاح لها الدخول في منافسة قوية على مستوى الأسعار والجودة.

الصادرات السلعية تقود التعافي.. والمؤشرات الخارجية أكثر إيجابية من الداخلية

ولفت هاني جنينة إلى أن التعافي الذي يشهده الاقتصاد المصري حاليًا يبدو أكثر وضوحًا في المؤشرات الخارجية مقارنة بالداخلية، مشيرًا إلى أن الصادرات السلعية حققت قفزات واضحة في عدد من القطاعات، ما يعزز النظرة الإيجابية للنمو خلال الفترات القادمة.

الرابط المختصر