ملف.. تسوية التجارة بالعملات المحلية خطوة فعالة لتقليل الاعتماد على الدولار
مع تصدير أول شحنة باستخدام نظام PAPSS
باره عريان _ تسعى مصر بشكل واضح لتخفيف الضغط على الدولار، وتقليل الاعتماد عليه، وهو ما يتجلى في بدء تصدير أول شحنة سلع غذائية إلى دولة غانا باستخدام نظام المدفوعات والتسويات لعموم إفريقيا (PAPSS) بالعملات المحلية.
وفي هذا السياق أكد متخصصون في التجارة والقطاع المصرفي، أن تلك الخطوة تمثل نقلة نوعية في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، الأمر الذي من شأنه تقليل الاعتماد على الدولار، وتسريع حركة التجارة، إضافة إلى تخفيض تكاليف التحويلات البنكية وزمنها، وزيادة التبادل مع دول غير دولارية بنظام سهل وآمن.

وقالوا إن نظام (PAPSS) يعد من العوامل الرئيسية التي تعمل على تعزيز سيولة التجارة والتسويات المالية، لافتين إلى أن هذا النظام تشجعه البنوك المركزية الإفريقية، حيث إنه يأتي بضمانة بنك التصدير والاستيراد الإفريقي «Afreximbank»، مؤكدين أنه يسهم في تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، ذلك فضلًا عن كونه ينعش الاقتصاد.
وأشاروا إلى أبرز القطاعات المستفيدة من تلك الخطوة، والتي تتمثل في الصناعات الغذائية والزراعية، والمنسوجات، والصناعات الكيماوية والأسمدة، ومواد البناء والصناعات البلاستيكية، ذلك فضلًا عن الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأجمعوا أن إفريقيا تتسم بكونها من الأسواق الواعدة، التي ما زالت تمثل مستقبلًا كبيرًا جدًّا، وهو ما يبرهنه التوزيع السكني والديموجرافي للقارة، الذي يظهر أن طبقة الشباب تمثل الشريحة الأكبر، لافتًا إلى أنهم يحتاجون إلى الكثير من المنتجات، خاصة السلع الكاملة، مثل الأسمنت، والحديد، والأجهزة الكهربائية، مما يعكس قدرة مصر على تحقيق مكاسب كبيرة جدًّا من توطيد تلك العلاقة.
ومن الجدير بالذكر أن مصر بدأت تصدير أول شحنة سلع غذائية إلى دولة غانا باستخدام نظام المدفوعات والتسويات لعموم إفريقيا (PAPSS) بالعملات المحلية، وذلك في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، علمًا بأن هذا التحرك يأتي عقب موافقة البنك المركزي المصري على تفعيل النظام، فيما يجرى حاليًا استكمال بعض الإجراءات الفنية بين البنك المركزي والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد والبنك التجاري الدولي المعني بالعملية الأولى.
ويُعد نظام PAPSS منصة دفع إفريقية موحدة، ويهدف إلى تيسير حركة التجارة البينية الإفريقية من خلال تسوية المدفوعات بالعملات المحلية دون الحاجة لاستخدام الدولار أو اليورو، مما يسهم في خفض تكلفة التحويلات وتقليص زمن تنفيذ المعاملات بين الدول.
وتعتبر اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية هي أكبر اتفاقية تجارية من حيث عدد الدول المشاركة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية، أطلقت رسميًّا في يناير 2021 بمشاركة 54 دولة إفريقية، وتهدف الاتفاقية إلى زيادة التجارة البينية من 15% إلى 60% بحلول 2035، وكان قد قامت الدول الأعضاء بتخفيض الجمارك على 90% من منتجاتها إلى صفر جمارك ضمن الفئة (أ).
خالد أبو المكارم: تصدير أول شحنة بنظام المدفوعات الإفريقي بالعملات المحلية نقلة نوعية
رشا نصر: السوق الإفريقية تستحوذ على 26% من صادرات الصناعات الطبية المصرية
فرج عبد الحميد: تسوية التجارة بالعملات المحلية خطوة محورية في تخفيف الضغط عن ميزان المدفوعات
ماجد فهمي: توسيع نطاق التطبيق يعظم الاستفادة من تسوية التجارة بالعملات المحلية
محمد بدرة: أهمية تعزيز التعاون مع البرازيل والمكسيك والهند في ضوء اتفاقية دول البريكس