نوع جديد من الصفقات يثير قلق موظفي الشركات الناشئة
بزنس انسايدر_ مع اجتياح نوع جديد من إبرام الصفقات وادي السيليكون، يجب على الموظفين توخي الحذر بشأن مدى ثقتهم بمؤسسي الشركات الناشئة.
على مدار العامين الماضيين، بدلًا من الاستحواذ المباشر على شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، دأبت شركات التكنولوجيا الكبرى على عقد صفقات مع أفضل المواهب، مما أدى أحيانًا إلى تقسيم موظفي الشركات الناشئة إلى مجموعات منفصلة من الأغنياء والفقراء. أولئك الذين يمتلكون أفضل مهارات الذكاء الاصطناعي يجنون مكاسبًا طائلة، بينما يكتنف الغموض من يبقون.
هذا ما حدث مؤخرًا لموظفي Windsurf بعد أن كانت شركة برمجة الذكاء الاصطناعي على وشك الاستحواذ عليها من قِبل OpenAI مقابل 3 مليارات دولار، ولكن بدلًا من ذلك تم تقسيمها إلى نصفين.
دفعت جوجل مليارات الدولارات لتوظيف الرئيس التنفيذي لشركة Windsurf وأفضل المواهب، بينما استحوذت شركة ناشئة أخرى، وهي Cognition، على مئات الموظفين المتبقين.
لسوء حظ موظفي الشركات الناشئة، يتوقع العديد من المستثمرين استمرار هذه الأنواع من الصفقات الجديدة، حيث أن سرعة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تجعل الشركات غير راغبة في الانتظار لأشهر أو سنوات للحصول على الموافقة التنظيمية.
نظرًا لأن عمليات الدمج والاستحواذ التقليدية قد تراجعت في الغالب، فمن المهم أكثر من أي وقت مضى أن يقوم موظفو الشركات الناشئة بواجبهم، كما ينصح ستيف بروتمان، الشريك الإداري في Alpha Partners.
وقال بروتمان: “في ضوء ما رأيناه للتو مع Windsurf، من الضروري فهم ديناميكيات الملكية”. لا ترغب في العمل 100 ساعة أسبوعيًا لتكتشف أن خياراتك محدودة أو أن فرصك في الخروج محدودة. وتذكر: الشركات التي تتسم بالشفافية والدقة في الحوكمة تميل إلى أن تكون خيارًا أفضل على المدى الطويل، سواءً لمسيرتك المهنية أو لرأس مالك.
تابع بروتمان: “اطرح أسئلة دقيقة حول فترة الانطلاق، والإيرادات، واستنزاف رأس المال، وجودة تحالف المستثمرين. من هم أعضاء مجلس الإدارة؟ هل هم مُهيأون للنمو طويل الأجل أم للتحول السريع؟”
أهم ما يجب على المرشحين تقييمه هو مدى ثقتهم بالمؤسس، وفقًا لديدي داس، المستثمر في Menlo Ventures.
قال داس: “لا أحد يرغب في الحديث عن حقيقة أن المؤسسين يتحكمون في كل شيء تقريبًا يحدث في الشركة، بما في ذلك كيفية حصولك على راتبك، وموعد حصولك عليه، وكيفية استحقاق حقوق الملكية، ومتى يمكنك بيع حقوق الملكية”. “الأمر كله يتعلق بالمؤسس، لذا فإن الثقة بقدرة مؤسسك على اتخاذ القرار الصائب تجاه الفريق أمر بالغ الأهمية.”
وكما يبحث المستثمرون عادةً عن مؤسس قبل كتابة شيك لإحدى شركاتهم العديدة في محفظتهم الاستثمارية، ينبغي على الموظفين المحتملين الاستفسار عن المؤسسين الذين قد يرتبطون بهم لسنوات، كما يقول هاري راغافان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أوتوغراف.
ويضيف راغافان: “يجب عليهم التأكد من أن هذا الشخص يتمتع بالنزاهة. ابذلوا قصارى جهدكم لمعرفة: هل سيعتني بي هؤلاء الأشخاص؟”.
ويقترح راغافان أن يوقع المؤسسون على تعهد كتابي يوافقون فيه على معاملة الموظفين معاملة حسنة فيما يتعلق بخيارات الأسهم وسيناريوهات الخروج.
ويقول: “هذه أمور ينبغي على أي مؤسس جيد القيام بها، والغالبية العظمى من المؤسسين الجيدين يفعلونها، لكنني أعتقد أن مجرد وضع هذه القواعد فكرة جيدة”.
وفقًا لجيك سابر، الشريك العام في شركة Emergence Capital، لا ينبغي للموظفين المحتملين أن يترددوا في “استجواب” المؤسس حول طريقة تفكيره في الخروج.
يقول سابر: “اسأل المؤسسين عن رأيهم في البقاء مستقلين، أو الاستحواذ التقليدي، أو اتفاقية ترخيص تُبرز شخصيات رئيسية. فإجاباتهم تُخبرك بالكثير عن المسار الذي تنخرط فيه”.
وأضاف سابر أن التدقيق في الشروط والأحكام أصبح أكثر أهمية.
ويقول سابر: “تأكد من أن خطابات عروض الأسعار واتفاقيات الأسهم تُوضح تسريع الاستحقاق، ومعالجة الخيارات، ومكافآت الاحتفاظ بالموظفين في حال انتقال “أغلب” أعضاء الفريق”. “كانت هذه البنود مهمة في Inflection وWindsurf، وستظل مهمة مرة أخرى”.
في عام 2024، عيّنت مايكروسوفت مؤسس Inflection AI، مصطفى سليمان، وبعض موظفي الشركة الناشئة للمساعدة في قيادة جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي.
في يونيو، دفعت ميتا 14 مليار دولار أمريكي مقابل حصة 49% في شركة تصنيف البيانات “سكيل إيه آي”، وعيّنت مؤسسها، ألكسندر وانغ، لإدارة مجموعة الذكاء الخارق. كما عيّنت ميتا بعض باحثي الشركة الناشئة.
في الأسبوع الماضي، سرّحت “سكيل إيه آي” 14% من قوتها العاملة، أي 200 موظف، وكشفت أنها غير مربحة.
وأخيرًا، يدعو سابر إلى إعادة النظر في نموذج العمل الأساسي للشركات الناشئة لضمان استمراريته.
قال سابر: “إذا كانت الإيرادات المتكررة تتمتع بنفوذٍ كافٍ للحفاظ على استقلاليتها، فإنّ الأصول الرئيسية للشركة هي فريق بحثٍ متميزٍ ومرن، لذا يجب أن تفترض أنّ شركات التكنولوجيا الكبرى ستُبادر بالبحث.”
