فرانس برس _ تعرضت سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا بأقصى الشرق الروسي، ليل الثلاثاء لزلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجات، وهو الأقوى في منطقة المحيد الهادئ منذ نحو ثلاثة وسبعين عاما، ما أدى إلى حدوث موجات تسونامي في روسيا نفسها واليابان وإطلاق تحذيرات في معظم أنحاء المحيط الهادئ.
ويخشى المختصون في الأحوال الجوية من وقوع هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7.5 درجات.

ومن المتوقع أن تضرب أمواج تسونامي أرخبيل جزر الماركيز، وفق ما أعلنه الأمين العام للمفوضية العليا للجمهورية في بولينيزيا الفرنسية، كزافييه ماروتيل، الذي طمأن الجميع قائلا: “لدينا متسع من الوقت لوضع السكان في مأمن”.
وفي تصريح لقناة تلفزيونية فرنسية، أوضح ماروتيل أن “أرخبيل الماركيز معني بشكل خاص، وتحديدا ثلاث جزر هي نوكو هيفا، وهيفا أوآ، وأوا أوكا، والتي يُتوقع أن تكون الأكثر تأثرا، حيث ستتراوح ارتفاعات الأمواج بين 1.10 و2.20 متر، ما يستوجب اتخاذ إجراءات لإجلاء السكان وحمايتهم في هذه الجزر”.
إجلاء موظفي محطة فوكوشيما النووية
هذا، وفي خطوة لتقليص الأضرار، أطلقت عدة دول من بينها اليابان وبيرو والصين، إنذارات تحذيرية من تسونامي.
في اليابان، أعلنت شركة “تيبكو” المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية التي دمرها تسونامي عام 2011، عن إجلاء الموظفين المتواجدين في الموقع بعد صدور إنذار بتسونامي أعقب الزلزال قبالة السواحل الروسية.
وقالت متحدثة باسم الشركة: “قمنا بإجلاء جميع العمال وموظفينا”، مضيفة أنه “لم يتم رصد أي خلل في الموقع”.
وتُعد محطة فوكوشيما دايتشي النووية، الواقعة في شرق اليابان، من المواقع المتضررة بشدة جراء الزلزال والتسونامي التاريخيين اللذين ضربا البلاد في مارس 2011، وهي حالياً في طور التفكيك.
وكانت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قد حذرت من وقوع كارثة طبيعية قائلة: “ستضرب موجات تسونامي بشكل متكرر. لا تُغامروا بالخروج إلى البحر ولا تقتربوا من السواحل ما دامت حالة التأهب لم تُرفع بعد”.
وأعلنت الوكالة عن إمكانية وصول ارتفاع الأمواج إلى متر واحد، قبل أن تعدل تقديراتها لاحقا إلى ثلاثة أمتار. وتشمل حالة التأهب اليابانية كامل السواحل الشمالية والشرقية للأرخبيل، وصولا إلى جنوب أوساكا، بالإضافة إلى الجزر الصغيرة المحيطة. أما في خليجي طوكيو وأوساكا، فقد يبلغ ارتفاع الموج متراً واحداً.
ارتفاع أقوى الأمواج 5 أمتار
من ناحيتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن خدمات الطوارئ إن مدينة سيفيرو كوريلسك المطلة على المحيط الهادئ شهدت أمواج مد عاتية يزيد ارتفاعها 3 أمتار فيما بلغ ارتفاع أقوى الأمواج 5 أمتار.
وقال أحد السكان في مقطع فيديو نشره موقع “إزفستيا” الروسي: “الموجة الرابعة من التسونامي تقتحم الساحل الآن. الموجة ضخمة جداً. كل شيء غارق، الساحل بأكمله مغمور بالمياه”. وواصل: “تراجعت المياه مرة أخرى، لكنها ستعود الآن. الميناء والمصانع الموجودة على الساحل دُمرت بالكامل”.
وروت مواطنة روسية أخرى من شبه جزيرة كامتشاتكا: “ركضنا جميعا بملابس النوم ومعنا الأطفال. ولحسن الحظ كنا قد جهزنا حقيبة طوارئ”.
وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق الزلزالية نشاطا في العالم حيث تلتقي الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية. وأردفت: “إنها المرة الأولى التي أعيش فيها زلزالاً بهذه القوة منذ أن أصبحت راشدة. بكيت من شدة الخوف… لقد كان الأمر مرعبا للغاية”.
لكن عمدة مقاطعة كوريلسك طمأن السكان قائلا: “تم إجلاء الجميع. كان لدينا وقت كاف، استمر لمدة ساعة كاملة. لذلك، جميع الناس الآن في منطقة محمية من تسونامي”.
مخاوف من وقوع هزات ارتدادية خطيرة
أما في جزر هاواي الأمريكية، فقد نشرت السلطات على موقع إيكس صورا لبعض المناطق التي غمرتها المياه، لاسيما في جزيرة أواهو، إضافة إلى الاختناق المروري الكبير الذي تسببه التسونامي. ويخشى المسؤولون الآن أن يتضرر ميناء سان لوي في ولاية لوس أنجلس بسبب ارتفاع منسوب المياه ومخاوف من وقوع أمواج خطيرة ومرتفعة.
وتعد هذه القوة الزلزالية الأعلى التي تسجل في منطقة كامتشاتكا منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1952، حين وقع زلزال بقوة 9 درجات تقريبا في نفس الموقع. مما تسبب في حدوث تسونامات مدمرة في جميع أنحاء المحيط الهادئ.
وقد حذر مرصد الزلازل والكوارث الطبيعية في كامتشاتكا من وقوع هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7.5 درجات.