عبد العزيز السيد: معدلات أسعار الدواجن الحالية تلامس التكلفة الفعلية
طن العلف وصل إلى 22 ألف جنيه.. والبيع بأقل من التكلفة يهدد بخروج المنتجين من السوق
فاطمة أبو زيد ومحمد أحمد _ طالب الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة باتحاد الغرف التجارية، بضرورة وضع آليات عادلة لضبط سوق الدواجن ودعم المنتجين المحليين، مشددًا علي أهمية تبني سياسة تسعير منضبطة، تضمن تحقيق حد أدنى من الربح للمنتجين، وتحمي في الوقت نفسه المستهلك من تقلبات الأسعار.
أكد السيد أن المنتجين لا يتهربون من مسؤولياتهم، بل على استعداد تام للعمل بجد، مشيرًا إلى أن ما يحتاجونه فقط هو آليات عادلة تتيح استمرار هذه الصناعة الحيوية واستقرارها.

وصف السيد، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الثلاثية لإنتاج الدواجن في تصريحات لجريدة حابي، الدعوات المطالبة بمزيد من خفض الأسعار بـ»غير المنطقية»، مؤكدًا أنها تقترب من تكلفة الإنتاج، وأن بعض المنتجين يبيعون بخسارة، ما يجعل استمرارهم في السوق مهددًا.
أضاف إن متوسط سعر طن العلف وصل إلى نحو 22 ألف جنيه، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على المربين، خاصة في ظل استقرار أسعار البيع عند مستويات لا تحقق هامش ربح كاف.
وتابع قائلًا: «من غير المنطقي أن يُطلب من المنتجين المزيد من خفض الأسعار، بينما هم لا يغطون حتى تكاليفهم، منوهًا بأن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى خروج المزيد من المنتجين من المنظومة، ما يؤثر سلبًا على حجم المعروض».
وكشف السيد عن تراجع سعر كيلو الدواجن في المزارع إلى ما بين 60 و62 جنيهًا بعد أن تجاوز 90 جنيهًا خلال شهر رمضان الماضي، مؤكدًا أن هذا التراجع لم يصل إلى المستهلك بالصورة الكاملة بسبب وجود حلقات وسيطة تقتطع هامش ربح مبالغًا فيه على حساب كل من المنتج والمواطن.
أضاف أن الفارق بين السعر في المزرعة وسعر البيع النهائي للمستهلك يتراوح بين 10 و15 جنيهًا، في حالة الدواجن المذبوحة، أما المعبأة فقد يصل السعر إلى 100 أو 105 جنيهات للكيلو.
السوق تعافت من أزمة 2022 والإنتاج يسجل 1.5 مليار دجاجة و14 مليار بيضة سنويًّا بعد عودة 40% من المنتجين
وأشار السيد إلى تعافي الإنتاج المحلي من أزمة 2022، حيث وصل الإنتاج السنوي إلى نحو 1.5 مليار دجاجة و14 مليار بيضة، بعد أن كان نحو 40 % من المنتجين قد خرجوا من السوق.
وشدد على أهمية إنشاء منافذ حضارية تشبه ما يتم في الحدائق العامة، بحيث تخصص كل شعبة أماكن ثابتة لعرض منتجاتها بأسعار عادلة، بدلًا من الاعتماد الكامل على القطاع الخاص أو التجار الوسطاء.
بعض الكيانات الكبرى تسعى للهيمنة على السوق.. وضرورة التوزيع الجغرافي للمجازر
وانتقد رئيس الشعبة أداء اتحاد منتجي الدواجن، مشيرًا إلى وجود ممارسات احتكارية من بعض الكيانات الكبرى التي تسعى إلى الهيمنة على السوق، مؤكدًا أنهم كانوا يأملون أن يكون الاتحاد مظلة داعمة للمنظومة بأكملها، لا منصة لمصالح فردية.
وطالب بضرورة تنظيم الإنتاج وفق احتياجات كل محافظة، وتوزيع المجازر جغرافيًّا بشكل عادل للحد من تداول الدواجن الحية، وتحقيق الانضباط في المنظومة.
وأثنى رئيس شعبة الثروة الداجنة، على جهود الدولة في مجال إنتاج الأمصال واللقاحات، مشيرًا إلى إنشاء مدينة متكاملة لإنتاج اللقاحات في الإسماعيلية، بالتعاون مع شركات القطاع الخاص، وهو مشروع من المتوقع أن يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض للدول المجاورة.
وعن التحديات المناخية، أكد السيد أن موجات الحر الشديدة تسببت في خسائر كبيرة، من بينها نفوق شحنة تضم أكثر من 22 ألف طائر خلال الأيام الماضية.
وأوضح أن نظم التربية التقليدية المفتوحة لم تعد مناسبة في ظل التغيرات المناخية، داعيًا إلى التوسع في النظم المغلقة التي تضمن التحكم في درجات الحرارة وتحسين عوامل الأمان الحيوي.