العربية نت _ أكد تقرير حديث أن السعودية استحوذت على مراكز متقدمة في قائمة أكبر عشرة مستثمرين نشاطًا في أسواق رأس المال الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال النصف الأول من العام الحالي.
المملكة استحوذت على 160 مليون دولار من قيمة الاستثمارات الجريئة

وقالت مديرة قسم الأبحاث في شركة “ماجنيت”، فرح النحلاوي، إن المملكة استحوذت على 160 مليون دولار من قيمة الاستثمارات الجريئة خلال النصف الأول من العام الجاري، أي ما يمثل 56% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة، مسجلةً نمواً نسبته 116% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
المملكة تصدرت عدد المستثمرين النشطين بزيادة 54%
وأوضحت في مقابلة مع العربية Business” اليوم الثلاثاء، أن المملكة تصدرت من حيث عدد المستثمرين النشطين، حيث بلغ عددهم 117 مستثمراً، بزيادة قدرها 54% على أساس سنوي.
“حصانة” و”جدوى للاستثمار” و”واعد فنتشرز” بقائمة كبار المستثمرين برأس المال الجريء
وأوضح تقرير “ماجنيت” أن أبرز الكيانات السعودية في القائمة هي شركة حصانة للاستثمار، STV، “جدوى للاستثمار”، و”واعد فنتشرز”، في دلالة واضحة على تنامي تأثير المملكة في تشكيل تدفقات رأس المال الجريء في المنطقة.
وأشارت “ماجنيت” إلى أن أبرز الحوافز لنمو دور السعودية في استثمارات رأس المال الجريء هي تضاعف استثمارات الصناديق السيادية السعودية في القطاعات الاستراتيجية وتزايد نشاط الشركات الاستثمارية المحلية والمكاتب العائلية.
ارتفاع قيمة الاستثمارات الجرئية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 92%
ولفتت النحلاوي إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت نمواً لافتاً في الاستثمارات الجريئة خلال النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة تقارب 92% على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأضافت النحلاوي أن عدد المستثمرين الفاعلين في منظومة الاستثمار الجريء بالمنطقة ارتفع بنسبة 9%، ليصل إلى 322 مستثمراً خلال الأشهر الستة الأولى من العام. وأشارت إلى أن ما يميز هذه الفترة هو الزيادة الكبيرة في نسبة المستثمرين الدوليين، الذين استحوذوا على 54% من إجمالي عدد المستثمرين المسجلين، كما ساهموا بـ 34% من إجمالي قيمة الاستثمارات الجريئة في المنطقة.
وأكدت أن جزءاً من هذا النشاط يعود إلى عودة بعض المستثمرين الدوليين إلى المنطقة بعد غياب، موضحةً أن العوامل الاقتصادية، وانخفاض أسعار الفائدة منذ الربع الأخير من العام الماضي، إضافةً إلى المبادرات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي، ساهمت في تعزيز جاذبية المنطقة للاستثمار.
كما لفتت إلى أن الروابط الدبلوماسية وزيارات القادة الإقليميين والدوليين دعمت بشكل كبير توجهات المستثمرين، خصوصاً في القطاعات التقنية بما يتماشى مع رؤى التنمية مثل رؤية السعودية 2030.
وعن أبرز المستثمرين، قالت النحلاوي إن شركة Plus VC كانت الأكثر نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد الصفقات، بينما جاءت Antler في المرتبة الأولى بين المستثمرين الدوليين من حيث النشاط. أما من ناحية قيمة الاستثمارات، فقد تصدرت شركة ألتيا الفرنسية.
الصناديق السيادية ضخت ما بين 8 و10 مليارات دولار منذ 2015 في منظومة الاستثمار الجريء بالمنطقة
وتطرقت النحلاوي إلى دور الصناديق السيادية في دعم هذا النمو، مشيرةً إلى أن تقرير “ماجنيت” الصادر صباح اليوم أظهر أن هذه الصناديق ضخت ما بين 8 و10 مليارات دولار منذ عام 2015 وحتى الآن في منظومة الاستثمار الجريء بالمنطقة.
وأوضحت أن من بين أبرز هذه الصناديق، صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وجهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، ومبادلة، وأبوظبي القابضة (ADQ).
صندوق الاستثمارات العامة السعودي دعم أكثر من 30 صندوقاً استثمارياً في المنطقة
وأضافت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي على سبيل المثال دعم أكثر من 30 صندوقاً استثمارياً في المنطقة، مما عزز بشكل مباشر نشاط الشركات الناشئة وزيادة الصفقات.
وأكدت أن تركيز الصناديق السيادية يتجه بشكل متزايد نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة (Deep Tech)، بما يتماشى مع الرؤى الاستراتيجية لدول الخليج وفي مقدمتها رؤية السعودية 2030، إضافة إلى الاستراتيجيات الوطنية في الإمارات وقطر.