سفير أوكرانيا: مفاوضات لإطلاق اتفاقية تجارة تفضيلية بين القاهرة وكييف

مليار دولار حجم التجارة الثنائية خلال 7 شهور الأولى من 2025 منها صادرات أوكرانية بقيمة 887.4 مليون دولار

سمر السيد _ تجري حاليًا مناقشات بين القاهرة وكييف لإطلاق مفاوضات بشأن عقد اتفاقية تجارة تفضيلية، وتوسيع نطاق السلع القابلة للتداول، وإنشاء مركز غذائي ولوجستي أوكراني في مصر، والذي يمكن أن يخدم ليس فقط الاحتياجات المصرية، بل ويعمل أيضًا كبوابة للمنتجات الأوكرانية للأسواق الإفريقية، حسبما صرح ميكولا ناهورني سفير أوكرانيا بالقاهرة.

قال السفير إن العلاقات بين مصر وأوكرانيا تتسم بالود والاحترام المتبادل في مختلف المجالات، مضيفًا أنه حتى في ظل الظروف الدولية الراهنة الصعبة، يحافظ البلدان على حوار سياسي نشط على مستوى الرؤساء ووزيري الخارجية، والتعاون البناء في المنظمات الدولية، كما يلتزمان بمواصلة تطوير الشراكة القائمة بينهما.

E-Bank

أضاف في حوار خاص لجريدة «حابي» عبر البريد الالكتروني، أنه لطالما كان المجال الاقتصادي يمثل حجر الزاوية في علاقات البلدين الثنائية، لافتًا إلى أنه لا تزال مصر أحد أهم شركاء أوكرانيا التجاريين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة في مجال السلع الزراعية، حيث ضمن هذا التعاون الأمن الغذائي واستقرار سلاسل التوريد.

نوه إلى زيارة العمل التي قام بها وزير السياسة الزراعية والأغذية الأوكراني، فيتالي كوفال، إلى مصر في الفترة من 1 إلى 5 فبراير الماضي، برفقة وفد تجاري، والتي كانت خطوةً مهمةً نحو تعزيز التعاون الثنائي.

ولفت إلى أنه خلال الزيارة، عقد الوفد الأوكراني اجتماعات مع وزراء الزراعة، والتموين والتجارة الداخلية، والتخطيط، والمالية المصريين، بالإضافة إلى رؤساء الجهات الحكومية الرئيسة وجمعيات الأعمال.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأشار إلى أن المناقشات ركزت على استكشاف فرص توسيع التجارة الزراعية، والإنتاج المشترك، والاستثمارات المتبادلة، والتعاون البيطري، وغيرها من المجالات.

وقال إنه تم التوصل إلى اتفاقيات لوضع خارطة طريق للتعاون، وإزالة الحواجز التجارية، واستكشاف التمويل من المؤسسات الدولية مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

أوضح أن برنامج الزيارة تضمن زيارات ميدانية لمرافق البنية التحتية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمشاركة في منتدى أعمال، ومناقشات حول إمكانية استخدام مرافق الموانئ في دمياط والإسكندرية للصادرات الأوكرانية.

وقال إن إجمالي حجم التجارة الثنائية في السلع سجل نحو 1.855 مليار دولار أمريكي بنهاية عام 2024، منها صادرات أوكرانية إلى مصر بقيمة 1.636 مليار دولار.

أشار إلى أن السلع الزراعية -تقليديًّا- تستحوذ على هيكل صادرات أوكرانيا إلى مصر، وتشكل الحبوب ما يقرب من 70% من إجماليها.

وأوضح أن بلاده ورّدت نحو 3.3 ملايين طن من الذرة، و1.9 مليون طن من القمح، ونحو 800 ألف طن من فول الصويا إلى السوق المصرية العام الماضي.

في المقابل، تتركز الصادرات المصرية إلى أوكرانيا، وإن كانت متواضعة الحجم نسبيًّا، في المنتجات الزراعية الغذائية عالية الطلب، مثل الحمضيات والبطاطس والمكسرات.

وقال إن حجم التجارة الثنائية سجل خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، قرابة مليار دولار أمريكي، منها صادرات أوكرانية بنحو 887.4 مليون دولار.

أضاف أن القاهرة وكييف اتفقتا على تكثيف الجهود لتحسين كفاءة ومرونة وشفافية سلاسل الإمداد الغذائي، وخاصة فيما يتعلق بالحبوب وزيت دوار الشمس.

شركة نفتوجاز استثمرت نحو 700 مليون دولار على مدار 19 عامًا تضمنت إنشاء وحدتين لمعالجة النفط والغاز وخط أنابيب

وعلى صعيد الاستثمارات الأوكرانية العاملة بالسوق المحلية، قال إن لكييف حضورًا استثماريًّا قويًّا في مصر، ومن الأمثلة الرئيسة على ذلك نفتوجاز Naftogaz، وهي شركة النفط والغاز الوطنية الأوكرانية، التي تعمل محليًّا منذ عام 2006 بموجب اتفاقية تقاسم الإنتاج مع الهيئة المصرية العامة للبترول EGPC لاستكشاف وتطوير الهيدروكربونات في منطقة امتياز علم الشاويش شرق بالصحراء الغربية.

أوضح أنه على مدار التسعة عشر عامًا الماضية، استثمرت شركة نفتوجاز نحو 700 مليون دولار في مصر، حيث أنشأت عددًا من المنشآت الصناعية بما في ذلك وحدتان لمعالجة النفط والغاز، وخط أنابيب، ومعسكر ميداني دائم.

أضاف أنه في شهر أبريل 2021، نجحت نفتوجاز في إدخال تقنية التكسير الهيدروليكي في آبار تجريبية بالصحراء الغربية، مما عزز إنتاج النفط بنسبة 20% (نحو 600 برميل يوميًّا) وحقق إيرادات شهرية إضافية قدرها 400 ألف دولار أمريكي.

ولفت إلى أن برنامج التطوير السنوي المعتمد الخاص بعمل الشركة محليًّا ينص على إجراء المزيد من المسوحات الزلزالية، وحفر آبار جديدة، وتكثيف الإنتاج.

ونوه إلى أن نشاط نفتوجاز في مصر يتجاوز النشاط الصناعي؛ فعلى سبيل المثال، في عام 2020، قدمت الشركة بيانات جيولوجية للسلطات في أسيوط، مما ساعد على تحديد احتياطيات المياه العذبة الجوفية للمجتمعات المحلية.

إمكانات كبيرة لتوسيع الاستثمارات الأوكرانية محليًّا عبر قطاعات الطاقة والزراعة والخدمات اللوجستية والنقل والبنية التحتية

وأكد أنه يرى إمكانات كبيرة لتوسيع الاستثمارات الأوكرانية في مصر عبر مجموعة واسعة من القطاعات، مشيرًا إلى أن الطاقة تحتل الصدارة سواءً في قطاع النفط والغاز التقليدي، أو في الطاقة المتجددة، حيث يمكن لأوكرانيا الإسهام بتقنياتها وخبراتها.

أضاف أن قطاعي الزراعة والخدمات اللوجستية يمثلان اتجاهًا إستراتيجيًّا آخر، خاصة في سياق ضمان الأمن الغذائي وتعزيز سلاسل التوريد، كما يتضمن قطاعا النقل والبنية التحتية فرصًا وافرة.

وتابع: بجانب ذلك، تتمتع الشركات الأوكرانية بمكانة جيدة تؤهلها للمشاركة في مشاريع تحديث الترام والمترو والموانئ، مما يدعم أجندة مصر التنموية الطموحة، مضيفًا أنه يمكن إيجاد سبل واعدة للتعاون في تكنولوجيا المعلومات والهندسة وإدارة المياه، وهي مجالات يمكن أن تحقق فيها خبرة أوكرانيا وابتكارها فوائد ملموسة.

استعدادات للاجتماع التاسع للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين

وكشف السفير الأوكراني عن الاستعداد حاليًا للاجتماع التاسع للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين القاهرة وكييف، لاسيما أن دورتها الأخيرة كانت قد انعقدت بالقاهرة في ديسمبر 2021.

وقال إنه يأمل أن تكون الدورة القادمة للجنة بمثابة منصة مهمة لتعميق شراكة البلدين الثنائية، مضيفًا أنه من بين الأولويات التي يستهدف تعزيزها هي إطلاق مناقشات حول تحرير التجارة الثنائية، بهدف طويل الأجل يتمثل في التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول التفضيلي إلى أسواق كل من البلدين.

وقال إن هذا الاجتماع سيساعد على المضي قدمًا في العديد من الاتفاقيات الثنائية المهمة مثل تلك المتعلقة بالتعاون الجمركي، والنقل البري الدولي، وتحديث معاهدة الازدواج الضريبي.

وتوقع الانتهاء من هذه الاتفاقيات وتوقيعها إما خلال اجتماعات اللجنة أو في فعالية مشتركة أخرى رفيعة المستوى.

وبحسب السفير، يخطط الجانبان لعقد جلسة خاصة لفريق العمل المشترك لمعالجة الحواجز الجمركية وتعزيز التجارة الثنائية في المنتجات الزراعية التي تعد ركنا أساسيا في تعاون الطرفين، مؤكدًا أنه يرى قيمة كبيرة في الجمع بين هذه الجلسة مع منتدى الأعمال -الذي يجمع القطاع الخاص في كلا البلدين- لخلق فرص جديدة.

أكد السفير اهتمام أوكرانيا بالتنسيق مع مصر بشأن قائمة أوسع من الشهادات البيطرية وشهادات الصحة النباتية، بهدف فتح أسواق جديدة للأعمال.

وفي هذا الصدد، أفاد بتوجيه طلبات إلى الجانب المصري تتعلق بمتطلبات الحصول على تصاريح تصدير الحيوانات الصغيرة كالأغنام والماعز، بالإضافة إلى تصدير منتجات لحوم الأبقار المُصنّعة، ومنتجات الأسماك، وبيض المائدة ومنتجاته، وأغذية الحيوانات الأليفة الجافة والرطبة، بالإضافة إلى مسودات نماذج الشهادات البيطرية المطلوبة لهذه الصادرات.

وفيما يتعلق بالاستثمارات المصرية العاملة بالسوق الأوكرانية، قال إنه لا يزال الحضور الاستثماري المصري ببلاده محدودًا نسبيًّا مقارنةً بحجم التجارة الثنائية؛ فوفقًا للبيانات المتاحة، يبلغ إجمالي حجم تدفقات رأس المال المصري إلى أوكرانيا عدة ملايين من الدولارات الأمريكية، والتي تتركز بشكل رئيس في قطاعات الأغذية والزراعة والتجارة والخدمات.

شركات مصرية أبدت اهتمامها بالمجمع الزراعي الصناعي الأوكراني نظرًا لإمكاناته التصديرية العالية وقدراته التصنيعية

وحسبما أفاد السفير، أبدت عدة شركات مصرية اهتمامها بالمجمع الزراعي الصناعي الأوكراني، نظرًا لإمكاناته التصديرية العالية وقدراته التصنيعية المتقدمة، مضيفًا أن هناك أيضًا حالات تعاون في مجالات الخدمات اللوجستية والسياحة والصناعات الخفيفة.

وقال إن الإمكانات الكاملة للاستثمار المصري في أوكرانيا لم تتحقق بعد، لكنها تفتح أيضًا آفاقًا جديدة لمشاريع مشتركة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة ومواد البناء والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقال إن البلدين أعربا عن اهتمامهما بتشجيع الشركات المصرية الخاصة والعامة على اعتبار أوكرانيا وجهة استثمارية طويلة الأجل، ومن المتوقع أن تُوفر الاجتماعات المقبلة للجنة الحكومية المشتركة منصةً إضافيةً لدفع مشاريع ومقترحات استثمارية محددة.

وأكد أن أوكرانيا تتمتع بخبرة واسعة وإنجازات مبتكرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك في مجال رقمنة الخدمات العامة، وهي على أهبة الاستعداد لمشاركة هذه الخبرة مع مصر.

وقال إنه على الرغم من التحديات المستمرة في ضوء الحرب القائمة، لا يزال سوق أوكرانيا يوفر فرصًا واسعة للمستثمرين الأجانب، مرحبًا بالمستثمرين المصريين للمشاركة في المشاريع الاستراتيجية لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، والتي لن تساهم فقط في إعادة بناء البنية التحتية الحيوية، بل ستفتح أيضًا آفاقًا جديدة للشراكة طويلة الأمد والنمو المتبادل المنفعة.

وقال إن أحد المسارات ذات الأولوية في المجال التجاري والاقتصادي هو بدء مفاوضات حول تحرير التجارة، بهدف إبرام اتفاقية تجارة تفضيلية؛ حيث أن مثل هذه الاتفاقية مع مصر لن تؤدي إلى تعزيز تحرير التجارة من خلال تخفيض أو إلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية فحسب، بل ستسمح أيضًا لكلا الجانبين بتنسيق مواقفهما في مجال الاستثمار، ومواءمة معايير الاستثمار، وضمان الامتثال للوائح الدولية، وإنشاء إطار قانوني واضح للاستثمار، وخلق مناخ استثماري مواتٍ.

وقال إن وزارة السياسة الزراعية الأوكرانية تلقت خلال شهر أبريل 2024 معلوماتٍ عن اهتمام الجانب المصري بتنفيذ مشروع مركز حبوب في مصر لتخزين الحبوب الأوكرانية وتوزيعها في الأسواق المحلية والإقليمية.

وأضاف أنه تمّ التطرق إلى هذه المسألة بشكلٍ أكبر في أكتوبر 2024، عقب الجولة الإقليمية التي قام بها وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، والتي شملت زيارته لمصر.

ونتيجةً لذلك، شُكّلت مجموعة عمل وزارية مشتركة في أوكرانيا لبحث آفاق إنشاء مراكز غذائية ولوجستية أوكرانية في كلٍّ من إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

أضاف أن فكرة إنشاء مثل هذا المركز في مصر شكّلت محورَ محادثاتٍ بين وزير السياسة الزراعية والأغذية الأوكراني، فيتالي كوفال، ونظيريه المصريين – وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، ووزير التموين والتجارة الداخلية، شريف فاروق.

وتابع أنه في ضوء الدور الأوكراني كضامن موثوق للأمن الغذائي العالمي، سيركز على مبادرة إنشاء «مركز الغذاء الهجين» الذي سيشكل منصة فريدة تجمع بين عمليات التسليم الإنسانية والتجارية للمنتجات الزراعية الأوكرانية الضرورية إلى مصر ودول إفريقية أخرى.

وقال إنه من خلال هذه المبادرة، تؤكد أوكرانيا ليس فقط التزامها بالحفاظ على إمدادات غذائية مستقرة في ظل حالة عدم اليقين العالمية، بل أيضًا عزمها على العمل بشكل وثيق مع مصر لتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون.

وفي سياق آخر، قال إنه قبل اندلاع الحرب، كانت مصر من أبرز وجهات السفر للأوكرانيين، مشيرًا إلى أنه في عام 2021 وحده، زار مصر نحو 1.45 مليون أوكراني.

وأضاف أنه في عام 2022، انخفض العدد بصورة كبيرة إلى 200 ألف سائح فقط، مضيفًا أن الفترة بين يناير 2023 وديسمبر 2024، شهدت زيارة نحو 540 ألف أوكراني مصر لقضاء عطلاتهم.

قال إن هذه الأعداد تدل على انتعاش مطرد، وتشير إلى الإمكانات الهائلة التي تنتظر الجانبين بمجرد عودة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين بكامل طاقتها.

ولفت إلى الرقم القياسي التاريخي الذي تحقق في عام 2019، قبل جائحة كوفيد-19، عندما زار نحو 1.6 مليون أوكراني مصر، مشيرًا إلى أنه بناءً على هذه المعدلات فإنه يرى أن السياحة الأوكرانية إلى مصر ستعود إلى مستويات ما قبل الحرب، بل وستتجاوزها، في المستقبل.

وقال إنه بالنظر إلى إحصائيات السياحة خلال عام 2025، تعد الصورة مُشجعة أيضًا؛ فوفقًا لشركة تنظيم الرحلات السياحية «Join UP!”، سافر أكثر من 145 ألف أوكراني معهم إلى وجهات سياحية شهيرة، بما في ذلك مصر، خلال النصف الأول من العام فقط – حتى شهر يونيو تقريبًا.

وتابع: مع ذلك، فإن هذا لا يعكس سوى الرحلات التي تم حجزها عبر شركة واحدة، ولا يشمل إجمالي عدد الوافدين عبر جميع القنوات، مما يعني أن العدد الحقيقي للسياح الأوكرانيين القادمين إلى مصر أعلى بالتأكيد.

وبخصوص الوجهات السياحية الأكثر تفضيلًا للسياح الأوكرانيين في مصر، قال إن منتجعات شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر تظل الوجهات السياحية الأكثر شعبية للسياح الأوكرانيين في مصر؛ فهي تجذب الزوار بمناخها الدافئ على مدار العام، وشواطئها المريحة، وفرصها المتنوعة للغوص والغطس، بالإضافة إلى أسعارها المعقولة ورحلاتها السياحية الجذابة.

وقال إن هذه المنتجعات أصبحت بالنسبة لغالبية المسافرين الأوكرانيين، المراكز الرئيسية للترفيه على شاطئ البحر.

واختتم حواره مسلطًا الضوء على مبادرة السيدة الأولى لأوكرانيا، أولينا زيلينسكا، التي تشجع على إدخال الأدلة الصوتية باللغة الأوكرانية في المتاحف الرائدة حول العالم.

واقترح توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مصر من خلال إطلاق مشاريع مماثلة في المتحف المصري الكبير والمتحف الوطني للحضارة المصرية، وبالتالي تعميق الروابط الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين.

الرابط المختصر