إبراهيم النمر يكتب.. رحلة استثمارية
مقارنة بين الأسهم وأدوات الدين الثابت في السوق المصرية «2022-2025»
بقلم إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم القابضة للاستثمارات _ في عالم الاستثمار، يواجه المستثمرون دائمًا السؤال الأهم: أين يمكنهم تحقيق أفضل عائد على أموالهم؟ هل يضعونها في الأسهم التي تحمل إمكانيات واعدة ولكن بمخاطر عالية، أم في أدوات الدين الثابت التي توفر أمانًا نسبيًّا وإن كانت بعوائد محدودة؟
لنجعل الأمر أكثر وضوحًا، دعونا نأخذ رحلة عبر الزمن إلى بداية عام 2022، ونتخيل أن لدينا مبلغ 2 مليون جنيه مصري للاستثمار. كيف كان أداء كل إستراتيجية على مدار ثلاث سنوات ونصف؟

الإستراتيجية الاستثمارية المتبعة
لتوضيح الفكرة، قمنا بتطبيق إستراتيجية التنويع الكلاسيكية عبر توزيع المبلغ بالتساوي بين فئتين من الأصول:
مليون جنيه في سوق الأسهم، متتبعًا أداء مؤشر EGX30.
مليون جنيه في أذون الخزانة، كممثل لأدوات الدين الثابت.
الافتراضات والمنهجية
بالنسبة لسوق الأسهم:
اعتمدنا على أداء مؤشر EGX30 كمعيار للمقارنة، حيث:
نقطة البداية: 11,962 نقطة (3 يناير 2022).
نقطة النهاية: 34,129 نقطة (20 يوليو 2025).
بالنسبة لأدوات الدين:
تم الاعتماد على معدلات العائد التاريخية لأذون الخزانة لمدة سنة واحدة، وهي:
2022: 18.403%
2023: 27.194%
2024: 26.334%
2025 (7 أشهر): 26.608%
النتائج:
أداء الاستثمار في الأسهم:
شهدت الاستثمارات في سوق الأسهم نموًّا مذهلًا، فبعد أن كانت قيمتها مليون جنيه في البداية، وصلت القيمة النهائية إلى 2,852,000 جنيه مصري، مما يعني أن الاستثمار في الأسهم حقق نموًّا بمقدار 2.852 ضعفًا، بعائد إجمالي قدره 185.2%.
يُعد هذا النمو استثنائيًّا بالرغم من التقلبات والتحديات الاقتصادية التي واجهها الاقتصاد المصري في الفترة ما بين 2022 و2023.
أداء أدوات الدين الثابت:
سجلت أذون الخزانة تطورًا مستقرًّا، حيث زادت قيمتها من مليون جنيه في بداية الفترة لتصل إلى 2,182,000 جنيه تقريبًا في يوليو 2025، محققةً بذلك عائدًا إجماليًّا قدره 118.2%.
ويمكن توضيح مسارها الزمني كما يلي:
نهاية 2022: 1,184,030 جنيه
نهاية 2023: 1,506,204 جنيه
نهاية 2024: 1,902,749 جنيه
يوليو 2025: 2,182,000 جنيه (تقريبًا)
تحليل مقارن:
الأداء المتفوق للأسهم:
تظهر الأرقام أن الأسهم حققت عائدًا أعلى بفارق 670,000 جنيه مقارنة بأدوات الدين، وهو ما يعكس قوة السوق المصرية وقدرتها على تحقيق عوائد ممتازة حتى في ظل الظروف الصعبة.
استقرار أدوات الدين:
في المقابل، ورغم العائد الأقل نسبيًّا، قدمت أذون الخزانة ميزات هامة للمستثمرين المحافظين:
أمان نسبي بفضل ضمانة الدولة.
عوائد مضمونة دون تقلبات يومية.
استقرار في الدخل.
النتيجة الإجمالية:
بجمع عوائد الاستثمارات في كلا المجالين، نجد أن المحفظة الكاملة التي بدأت بـ 2 مليون جنيه، قد وصلت قيمتها إلى 5,034,000 جنيه، أي بعائد إجمالي للمحفظة قدره 151.7%.
دروس مستفادة:
التنويع هو الحكمة: أظهرت هذه التجربة أن الجمع بين الأسهم وأدوات الدين يحقق توازنًا مثاليًّا بين النمو والأمان.
التوقيت مهم: نتائج هذا الاستثمار كانت استثنائية لأنها تمت في فترة شهدت ظروفًا اقتصادية فريدة.
المخاطر والعوائد متلازمان: حققت الأسهم عوائد أعلى مقابل قبول مخاطر أكبر، بينما قدمت أدوات الدين عائدًا أقل ولكن مع أمان أكبر.
الصبر فضيلة: الاستثمار طويل الأجل أثبت أنه الطريق الأفضل لتحقيق نتائج مبهرة.
خلاصة:
تُظهر هذه المقارنة أن إستراتيجية التنويع بين الأسهم وأدوات الدين الثابت كانت قرارًا حكيمًا في السوق المصرية، فبينما تفوقت الأسهم في تحقيق العوائد، قدمت أدوات الدين الاستقرار المطلوب، مما أدى إلى محفظة متوازنة حققت نموًّا استثنائيًّا.
ملاحظة هامة: هذه التقديرات مبنية على البيانات التاريخية المتاحة، وقد تختلف النتائج الفعلية بناءً على التواريخ الدقيقة، ورسوم التداول، والضرائب التي لم يتم احتسابها في هذا التحليل.