عوائد سندات الخزانة الأمريكية ترتفع وسط احتمالات إعادة أموال الرسوم الجمركية

سي ان بي سي _ قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء مع بداية تعاملات شهر سبتمبر، بعدما أبطلت محكمة معظم الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ، مما أثار احتمال اضطرار الحكومة إلى إعادة الأموال التي جُمعت منها، وهو ما يزيد الضغوط على الوضع المالي الأمريكي المتوتر أصلاً.

ارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 6 نقاط أساس

E-Bank

وارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 6 نقاط أساس إلى 4.287%. وصعد العائد على السندات لأجل 30 عاماً بأكثر من 6 نقاط أساس إلى 4.978%. كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين بنحو 3 نقاط أساس إلى 3.652%. علماً بأن نقطة الأساس تساوي 0.01%، وأن العوائد تتحرك عكسياً مع الأسعار.

العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً قفز إلى أعلى مستوى منذ عام 1998

قفزت العوائد على السندات طويلة الأجل في الخارج أيضاً، حيث سجلت السندات لأجل 30 عاماً في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا أعلى مستوياتها منذ عام 2011، فيما قفز العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى منذ عام 1998، بحسب «دويتشه بنك».

تابعنا على | Linkedin | instagram

محكمة استئناف فيدرالية قضت بأن معظم هذه الرسوم غير قانونية

وتتركز الأنظار على رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية بعدما قضت محكمة استئناف فيدرالية يوم الجمعة الماضي بأن معظم هذه الرسوم غير قانونية. وأكدت المحكمة في قرارها الصادر بأغلبية 7 أصوات مقابل 4، أن صلاحية فرض الرسوم الواسعة النطاق تعود حصراً إلى الكونغرس. ورد ترامب واصفاً القرار بأنه «شديد التسييس»، مؤكداً عزمه الطعن فيه أمام المحكمة العليا الأمريكية.

وقالت المحكمة إن «السلطة الأساسية للكونجرس في فرض ضرائب مثل الرسوم الجمركية هي اختصاص حصري للسلطة التشريعية بموجب الدستور». ومع ذلك، تبقى هذه الرسوم سارية في الوقت الحالي.

وكانت رسوم ترامب قد أثارت في البداية مخاوف من التضخم، ما دفع العوائد إلى الارتفاع. لكن الصورة تغيّرت خلال الصيف، إذ اطمأن مستثمرو السندات إلى العائدات المالية التي حققتها هذه الرسوم. وبحسب مؤسسة الضرائب «Tax Foundation»، من المتوقع أن تدر الرسوم الجمركية نحو 172.1 مليار دولار في عام 2025، ما يشكل دعماً مالياً مهماً لبلد يعاني عجزاً متفاقماً في الميزانية.

وكتب إد ميلز من شركة «رايموند جيمس» في مذكرة: «إذا تم تثبيت هذا الحكم، فإن ردّ الرسوم الحالية سيكون مطروحاً، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في إصدارات سندات الخزانة وارتفاع عوائدها».

يبدو أن العوائد الأميركية تسير على خطى نظيراتها في الخارج، والتي ارتفعت بدوافع مختلفة.

موجة جديدة من المخاطر السيادية تجتاح اقتصادات أوروبا

وكتب إد يارديني، رئيس شركة «يارديني ريسيرش» وكبير خبرائها الاستراتيجيين للاستثمار، في مذكرة: «موجة جديدة من المخاطر السيادية تجتاح اقتصادات أوروبا، وتعد المملكة المتحدة وفرنسا الأكثر عرضة لها في ظل مواجهتهما هشاشة مالية وعدم استقرار سياسي وتراجع ثقة سوق السندات».

كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات اقتصادية رئيسية، أبرزها تقرير الوظائف غير الزراعية ومعدل البطالة لشهر أغسطس آب، المقرر نشرهما صباح الجمعة. وستكون لهذه البيانات الكلمة الفصل في قرار مجلس الفدرالي بشأن معدلات الفائدة في وقت لاحق من الشهر الحالي.

موجة بيع في السندات الألمانية والفرنسية طويلة الأجل

واصل المستثمرون القلق بشأن الأوضاع المالية في عدد من الدول الأوروبية وحول العالم، ما أثار موجة بيع في السندات الألمانية والفرنسية طويلة الأجل.

عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تسجل أعلى مستوياتها منذ 2011

وسجلت عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً أعلى مستوياتها منذ 2011، فيما بلغت نظيرتها الفرنسية أعلى مستوى منذ 2009، علماً أن العوائد تتحرك عكسياً مع أسعار السندات.

وقالت ماريا فيتمان، رئيسة أبحاث الأسهم في «ستيت ستريت ماركتس»: «جزء كبير من قصة الربع الأول كان قائماً على التوقعات بأن الحكومات ستبدأ في زيادة الإنفاق، ما من شأنه أن يعزز ربحية الشركات».

الرابط المختصر