مدبولي: مصر تواجه محاولات لإعادة رسم خريطة المنطقة.. والقطاع الخاص يضخ 65% من الاستثمارات
نؤمن احتياجات الدولة من الغاز ومصادر الطاقة الأخرى حتى 5 سنوات
حابي_ عقد الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء، لقاء موسعًا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية، لمناقشة القضايا الراهنة محليًا وعالميًا، والاستماع إلى آرائهم وأفكارهم.
وأكد مدبولي أن مصر تواجه محاولات لإعادة رسم خريطة المنطقة، مشددًا على أن قوة الدولة وعدم القدرة على المساس بها تبدأ من الداخل، عبر التماسك بين جميع مؤسسات الدولة والمواطنين، رغم التحديات والسلبيات التي يجري العمل على تحسينها.

وأشار إلى خطورة الحروب غير التقليدية، خصوصًا الشائعات التي تستهدف بث الإحباط والتشكيك في جهود الدولة، مؤكدًا ضرورة تعزيز وعي المواطن بحجم التحديات.
تطرق رئيس الوزراء إلى الأوضاع في قطاع غزة، محذرًا من تداعياتها على الأمن القومي العربي، ومؤكدًا أن موقف مصر ثابت ويحظى بتقدير قادة العالم، مشيرًا إلى أن الأحداث الإقليمية والدولية تستدعي تعاونًا مشتركًا لمواجهة التحديات.
الملف الاقتصادي: مؤشرات إيجابية واستثمارات يقودها القطاع الخاص
انتقل مدبولي للحديث عن الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن المؤشرات الحالية أفضل مقارنة بسنوات سابقة، حيث يتراوح معدل النمو بين 4.2% و4.3% مقابل 2.4% العام الماضي، مع تراجع البطالة وتحسن ميزان المدفوعات والصادرات.
وأضاف أن التضخم انخفض إلى 12%، بينما تتجه التوقعات للهبوط إلى أقل من 10% بحلول 2026، وهو ما يعكس ثمار الإصلاحات الاقتصادية. وأوضح أن الاحتياطي النقدي وسعر الصرف سجلا تحسنًا، ما انعكس على أداء الصادرات.
ولفت إلى أن القطاع الخاص أصبح يقود نحو 65% من الاستثمارات في السوق المصرية، بينما يظل دور الدولة مكملًا في القطاعات التي تتجاوز قدرات القطاع الخاص، مع منح المستثمرين الفرصة الأكبر.
وأشار رئيس الوزراء إلى “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية”، موضحًا أنها تمثل خطة شاملة لخمس سنوات، تتضمن أهدافًا كمية لقطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات، مع ثلاثة سيناريوهات تراعي الظروف الجيوسياسية.
وأكد أن مصر تستهدف خفض الدين العام والخارجي إلى أدنى مستويات خلال السنوات الخمس المقبلة، بعدما انخفضت نسبة الدين من 96% منذ عام ونصف إلى مستويات أقل بنهاية العام المالي الماضي.
وتحدث مدبولي عن الجهود المبذولة في تحسين جودة حياة المواطنين، مستشهدًا بإنجازات في الإسكان الاجتماعي، وتطوير العشوائيات، وتغطية الصرف الصحي، إضافة إلى مشروعات الطرق وشبكات النقل الجماعي. وأكد أن الدولة نجحت في القضاء على المناطق غير الآمنة ونقل 300 ألف أسرة – أي نحو 1.5 مليون مواطن – إلى مناطق أكثر أمانًا وخدمات أفضل.
كما أشار إلى نجاح الدولة في برامج الحماية الاجتماعية، حيث استفادت 7 ملايين أسرة من “تكافل وكرامة”، فضلًا عن إنجازات الصحة العامة، أبرزها القضاء على فيروس “سي” تقريبًا، وتنفيذ مبادرات مثل “100 مليون صحة” والقضاء على قوائم الانتظار التي شملت 2.8 مليون عملية.
نؤمن بشكل تام احتياجات الدولة المصرية من الغاز ومصادر الطاقة الأخرى حتى السنوات الخمس القادمة
وفي ملف الطاقة، أكد رئيس الوزراء تأمين احتياجات مصر من الغاز ومصادر الطاقة الأخرى للسنوات الخمس المقبلة، مشيرًا إلى زيادة مساهمة الطاقات المتجددة إلى نحو 22% من مزيج الطاقة، مع تسريع الخطط للوصول إلى 42% قبل 2030، ما يتيح توجيه الغاز للصناعة والتصدير.
مستحقات الشركاء الأجانب انخفضت إلى النصف ونستهدف المزيد من السداد مع نهاية العام الجاري
ولفت إلى أن مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول انخفضت للنصف، مع استهداف المزيد من السداد بنهاية العام الجاري، ما يعزز جذب استثمارات جديدة في الاستكشاف والإنتاج.
في ختام اللقاء، شدد رئيس الوزراء على أن بناء الدول يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرًا، مشيرًا إلى أن الصين استغرقت أكثر من 50 عامًا لتصل إلى وضعها الحالي، رغم إعلانها مؤخرًا تجاوز الفقر المدقع، مؤكدًا أن استمرار الإصلاحات سيقود مصر لتحقيق مستويات النمو المستهدفة.
حضر اللقاء المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.