هيئة الاستثمار تبحث تطوير مصانع الأسمدة لتتوافق مع ألية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون CBAM
تعاون بين القطاعين الحكومي والخاص للحفاظ على تنافسية صادرات القطاع إلى الاتحاد
استضافت هيئة الاستثمار والمناطق الحرة مؤتمرًا بعنوان “تطوير مصانع الأسمدة والالتزام بقواعد الاتحاد الأوروبي ونشر المعايير الخاصة بآليةCBAM “، وذلك بالتعاون مع وزارة الصناعة، وهيئة الرقابة على الصادرات، وجهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة، واتحاد الصناعات المصرية، وممثلي القطاع الخاص من المعنيين بتطبيق الآلية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة داليا الهواري- نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن الهيئة تقوم بعقد سلسلة من المؤتمرات المرتبطة بالاستدامة البيئية التي تستهدف القطاع الخاص للتعامل مع التداعيات المترتبة علي تطبيق آليه تعديل حدود الكربون (CBAM)، والتي أعلن الاتحاد الأوروبي عن دخولها حيز النفاذ بدءاً من يناير 2026.

الآلية تفرض متطلبات جديدة من القطاع الخاص قد يمتد تأثيرها علي الآلاف من الشركات المصرية
وأكدت أن تطبيق الآلية تفرض متطلبات جديدة من القطاع الخاص من مصنعين ومصدرين قد يمتد تأثيرها علي الآلاف من الشركات المصرية في القطاعات المتأثرة بالآلية وخاصة في القطاعات كثيفة الانبعاثات وفي مقدمتها الأسمدة، والحديد والصلب، والألمونيوم، والأسمنت.
صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي من المنتجات المشمولة في آليه CBAM تمثل 6.94% من إجمالي الصادرات المصرية
وأشارت إلى أن صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي من المنتجات المشمولة في آليه CBAM ما نسبته 6.94% من إجمالي صادرات مصر، و 21.8% من صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي. أما صادرات الأسمدة إلى الاتحاد الأوروبي فقد بلغت قيمتها أكثر من 46% من إجمالي قيمة صادرات الأسمدة المصرية.
صادرات الأسمدة إلى الاتحاد بلغت قيمتها أكثر من 46% من إجمالي قيمة صادرات القطاع
وأكدت الهواري أن الهيئة تؤمن أن الآلية علي الرغم مما تفرضه من تحديات، إلا أنها تمثل فرصه لتبني ممارسات تصنيع مستدامة. لافتة أن الهيئة وضعت خطة عمل داخلية تتوافق مع الخطة العامة للدولة للتعامل مع الآلية.
هيئة الاستثمار وضعت خطة عمل داخلية تتوافق مع الخطة العامة للدولة للتعامل مع الآلية
واختتمت الدكتورة داليا كلمتها بالتأكيد علي الالتزام بدعم القطاع الخاص وعلي أهمية أن يسهم المؤتمر في تعزيز الوعين وبناء الشراكات، وتطوير الحلول العملية لوضع مصر على خريطة الاقتصاد الأخضر وسلاسل الإمداد العالمية.

وفي كلمته ألقي الدكتور شريف الجبلي – رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات الضوء على أهمية الصناعات الكيماوية وبالأخص الأسمدة في الصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي.
مصر في المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث حجم صادرات الأسمدة إلى السوق الأوروبي
وأشار إلى أن مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث حجم صادرات الأسمدة إلى السوق الأوروبي، مؤكدا على أن التحديات التي تفرضها الآلية تتطلب ضرورة التحرك العاجل من قبل كافة الجهات المعنية لطرح الحلول العملية للتعامل مع تداعيات الآلية.
ضرورة البدء في إجراء تقييم فني وشامل لكل مصنع من مصانع الأسمدة في مصر
ودعى الجبلي إلى ضرورة البدء في إجراء تقييم فني وشامل يتسم بالدقة لكل مصنع من مصانع الأسمدة في مصر، بهدف الوقوف على الوضع القائم لكل منشأة، وتحديد جاهزيتها للامتثال لمتطلبات آلية تعديل الكربون (CBAM) لضمان استمرار النفاذ التنافسي للأسواق الخارجية.

وفي العرض التقديمي الذي قدمته الدكتورة نرمين أبو العطا- مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة للتنمية المستدامة، ورئيس الأمانة الفنية للمجموعة الوزارية المشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء للتعامل مع آليه CBAM، ناقشت الدكتورة نرمين الجهود التي تقوم بها الأمانة الفنية التي تضم كافة الجهات المعنية في الدولة وممثلي القطاع الخاص لتعزيز الجاهزية في التعامل مع الآلية.
وأوضحت أن آلية CBAM تأتي في إطار مجموعة من القوانين والآليات المناخية التي تندرج في إطار الصفقة الخضراء الأوروبية حتى عام 2030، وسلطت الضوء على أبرز محاور الخطة التنفيذية الوطنية، ومدى اتساقها الزمني مع الجدول المعلن لبدء تطبيق الآلية من قبل الاتحاد الأوروبي بما يضمن استعدادًا وطنيًا فعّالًا لمواكبة المتغيرات التنظيمية والبيئية القادمة.
وفيما يتعلق بالشق العملي والمعني به شركات الأسمدة، قدم السيد المهندس محمد البدري – المسئول الفني لملف الأسمدة بالهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات عرضاً تفصيلاً بشأن كيفية إعداد تقرير CBAM طبقًا لتحديثات المفوضية الأوروبية لقطاع الأسمدة، أعقبه عرضاً من الدكتور محمود الشريدي – المدير الفني لمعمل الأسمدة بالهيئة عن إمكانيات الهيئة في فحص واختبار الاسمدة المختلفة طبقاً للمواصفات المصرية والعالمية.
ومن جهاز شئون البيئة قدمت الدكتورة أحلام فاروق – رئيس الادارة المركزية لحماية وتحسين الصناعة والطاقة عرضاً ناقشت فيه كيفية تطبيق آلية تعديل حدود الكربون في صناعه الأسمدة نحو صناعة خضراء، أعقبه عرض الدكتور نادر علي – مدير عام الطاقة المستدامة عن دور الطاقة الجديدة والمتجددة في تعزيز التنافسية لصناعة الاسمدة في ضوء تطبيق آلية تعديل حدود الكربون الكربون.
واختُتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية تكاتف الجهات الحكومية والخاصة لتحديث الصناعات الكيميائية، وخاصة الأسمدة بما يتوافق مع المتغيرات العالمية ومتطلبات التصدير للأسواق الأوروبية.