وزير الاتصالات: نستهدف مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة 7.7% في الناتج المحلي بحلول 2030
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن وضوح الرؤية كان سمة رئيسية في النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي من خلال وضع مستهدفات محددة خلال السنوات الخمس المقبلة (2025-2030)، والتى من أبرزها أن تصل نسبة مساهمته للناتج المحلي الإجمالي لمصر إلى 7.7%.
6 محاور للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي

وأوضح الوزير، أن الاستراتيجية ترتكز على 6 محاور، وهي أولًا: امتلاك بنية تحتية وموارد حوسبية لتلبية متطلبات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة مع إشراك 250 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ثانيًا: وضع إطار حوكمي لتبادل البيانات انطلاقًا من أهمية وجود مصفوفة بيانات لإثراء اللوغاريتمات المختلفة لتمكين المجتمع المعلوماتي المصري من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتضمنت المحاور، ثالثا: بناء الإطار الحوكمي والتنظيمى والذى تضمن إصدار قانون حماية البيانات الشخصية، وإطلاق سياسة الحوسبة السحابية أولًا، والميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسئول، وسياسة البيانات المفتوحة؛ فيما يعنى المحور الرابع بالتطبيقات ذات الأثر التنموي، حيث تم البدء بمجموعة من القطاعات أبرزها الرعاية الصحية من خلال إطلاق منظومة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وقطاع العدل من خلال إطلاق تطبيق لتحويل النص المنطوق إلى مكتوب؛ مؤكدا استمرار الجهود الرامية إلى إطلاق المزيد من التطبيقات فى مختلف القطاعات.
أضاف طلعت، أن المحور الخامس يعنى ببناء القدرات وتوسيع قاعدة الكوادر من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كان من المستهدف خلال العام الماضى تدريب 500 ألف متدرب على مدار عام في مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما يستهدف تدريب 30 ألف متخصص في مجال الذكاء الاصطناعى حتى 2030.
وأشار إلى أن المحور السادس معنى بنشر الوعى المجتمعى حول الذكاء الاصطناعى، حيث يستهدف أن يتمكن ربع العاملين فى الحكومة من إحداث أثر نوعى فى أداء أعمالهم من خلال الاعتماد على أدواته، وأن يكون 36% من المواطنين قادرين على استخدام تطبيقاته في مختلف مناحي الحياة.
جاء ذلك في كلمته خلال الاحتفال السنوى لجمعية “اتصال”، الذى عُقد في قصر الأمير محمد على؛ بحضور وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقين الدكتور محمد سالم، والمهندس هاني محمود، والمهندس عاطف حلمي، والمهندس خالد نجم، والدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية الأسبق، والمهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” ، والدكتور حسام عبد المولى نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للشئون الفنية والجودة، والمهندس حسام مجاهد رئيس مجلس إدارة جمعية اتصال، والدكتور محمد شديد المدير التنفيذى للجمعية، والسادة رؤساء وأعضاء منظمات المجتمع المدنى بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد وزير الاتصالات، أن تنامي قدرة مصر على جذب المزيد من استثمارات الشركات العالمية والإقليمية العاملة في مجال التعهيد هو نتاج الجهود المثمرة التى يبذلها أبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للنهوض به وتعزيز مكانته؛ موضحًا أن الحراك التدريبي والتقني والإبداعي يعد من أهم عوامل جذب الشركات العالمية لإنشاء مراكز تعهيد لها في مصر.
نمو صادرات التعهيد 80% لتصل إلى 4.3 مليار دولار في 2024
وأشار إلى أنه خلال 3 سنوات نمت صادرات التعهيد بنسبة 80% لتصل إلى 4.3 مليار دولار في 2024، كما ارتفع عدد العاملين في قطاع التعهيد إلى أكثر من 160 ألف متخصص بنسبة نمو 70%، بالإضافة إلى زيادة عدد الشركات العاملة في هذا المجال في مصر 3 أضعاف، حيث ارتفع من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة.
وفى كلمته؛ أعرب طلعت عن سعادته بالمشاركة في احتفالية جمعية “اتصال” بمناسبة مرور 21 عامًا على تأسيسها، باعتباره محفلًا يضم أبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويوفر منصة للتواصل وتبادل الخبرات والرؤى؛ مشيرًا إلى أن الاحتفال يتزامن مع مرور 120 عامًا على تأسيس قصر الأمير محمد على الذى يستضيف الاحتفالية ويتسم بسمات رئيسية تتشابه مع السمات المميزة لاستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهى: وضوح الرؤية، وإبداع الفكرة، والإتقان، والعمل الجماعى.
وذكر الوزير أن سمة الإتقان تبرز في جهود الوزارة لتنمية صناعة الهواتف المحمولة فى مصر؛ مضيفا أنه تم البدء منذ العام الماضي فى إجراء دراسات بالتعاون مع مجموعة من الشركات العاملة في هذه الصناعة في مصر، وتم وضع استراتيجية لمدة 5 سنوات تستهدف تنمية الصناعة من خلال التوسع فى عدد المصانع، وتنمية أعداد الأجهزة التى يتم تصنيعها، وتشجيع التصدير إلى الخارج، وتعميق القيمة المضافة محليا.
يوجد حاليًا 14 مصنعًا للهواتف المحمولة في مصر
وأشار طلعت إلى أنه يوجد حاليًا 14 مصنعًا للهواتف المحمولة في مصر، والتى من المقرر أن تقوم بالتصدير إلى الخارج بدءًا من نهايات العام الحالى ومطلع العام المقبل.
إنتاج 3.5 مليون وحدة العام الماضي والتزامات المصانع تصل إلى 9 ملايين وحدة خلال 2025
وأوضح أن العام الماضي شهد إنتاج 3.5 مليون وحدة، بينما تصل التزامات المصانع إلى 9 ملايين وحدة خلال 2025؛ مؤكدًا أنه من المستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية خلال الأعوام المقبلة، وتعميق القيمة المضافة محليًا، إلى جانب التوسع فى التصدير بالاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى تمنح المصنعين فى مصر ميزة تنافسية.
وأوضح طلعت أن العمل الجماعي تجلى بصورة واضحة مع تخريج أول دفعة من جامعة مصر للمعلوماتية منذ أيام قليلة؛ مضيفًا أنها تعد أول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أفريقيا، وتمنح خريجيها شهادات مزدوجة من خلال التعاون الوثيق مع كبرى الجامعات الدولية.

ومن جانبه قال المهندس حسام مجاهد، رئيس جمعية اتصال، أن السنوات الماضية شهدت العديد من الإنجازات التي نفخر بها، بدءًا من إطلاق مبادرات لتعزيز قدرات شركاتنا الأعضاء، مرورًا بتوسيع مجالات التعاون مع شركاء محليين ودوليين، وصولًا إلى دعم التحول الرقمي وريادة الأعمال في مصر.
وتابع: لنا في تقرير جاهزية مصر للذكاء الاصطناعي خير شاهد على ذلك. ولا يتأتي ذلك إلا بالتعاون الوثيق بين كافة مكونات المنظومة؛ المجتمع المدني، الشركات والحكومة. إن لقاء اليوم هو حافز كبير لنا جميعًا لمواصلة العمل الجاد، ودفعة قوية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة القطاع وشركاته، وتدعم تنافسية الاقتصاد المصري في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أضاف، أننا نتطلع خلال المرحلة المقبلة إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار والابتكار، ومواصلة دورنا كمنصة جامعة تدعم أعضائنا وتُسهم فى تحقيق رؤية مصر الرقمية.
وخلال الاحتفالية، قام الدكتور عمرو طلعت، والمهندس حسام مجاهد، والدكتور على منيسى رئيس شركة SEE بتسليم جائزة مسابقة الراحل الدكتور طارق كامل في مجال ريادة الأعمال والإبداع فى دورتها للعام 2024/2025 إلى محمد طارق ونجلاء محمد مؤسسى شركة P Vita الناشئة، وهى شركة مصرية تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي من خلال تحويل المخلفات إلى أسمدة.