بنوك وول ستريت تتوقع استمرار ارتفاع العملة الأوروبية

سي إن بي سي_ تتوقع بنوك وول ستريت ، بعد رحلة الصعود أمام الدولار، أن يستمر أكبر ارتفاع لعملة اليورو منذ عام 2017، حيث يشير تحول واسع النطاق من جانب المستثمرين العالميين للتحوط من تعرض عملتهم الخضراء إلى أن العملة الأوروبية الموحدة سترتفع قريباً فوق مستوى 1.20 دولار.

ارتفع اليورو بأكثر من 12% مقابل الدولار الأمريكي هذا العام، حيث أدى مزيج من التفاؤل المتجدد بشأن نمو منطقة اليورو والمخاوف بشأن أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ما وصفته رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بـ”لحظة اليورو العالمية”.

E-Bank

وبلغ اليورو أعلى مستوى له في أربع سنوات فوق 1.19 دولار هذا الشهر.

وفق رؤية بنوك استثمارية كبرى، بما في ذلك غولدمان ساكس وجيه بي مورغان ويو بي إس، فإن اليورو، الذي انخفض قليلاً منذ ذلك الحين إلى 1.17 دولار، سيتجاوز عتبة 1.20 دولار في الأشهر المقبلة مع استمرار مجلس الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، مما يقلل من بعض فوائد الاحتفاظ بالأصول الدولارية.

وكان أحد العوامل المهمة وراء تحرك اليورو نحو الارتفاع هو اندفاع المستثمرين للتحوط من تعرضهم للدولار، من خلال عقود تمثل في الواقع رهاناً على اليورو مقابل الدولار.

تابعنا على | Linkedin | instagram

في هذا الإطار، قال بيتر شافريك، الخبير الاستراتيجي العالمي في أسواق رأس المال في آر بي سي: “لقد رأينا للتو غيضاً من فيض” المستثمرين العالميين الذين يتحوّطون لمخاطر الدولار.

وأضاف: “هذا هو السبب الرئيسي وراء ضعف الدولار الذي شهدناه، وهناك المزيد في المستقبل”.

ويرصد المحللون، أن صناديق التقاعد الكبيرة في بعض الدول ترفع مستويات تحوّطها بالدولار من مستوى منخفض. ويتوقع بنك غولدمان ساكس أن يصل اليورو إلى 1.25 دولار خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

بدوره، يتوقع بنك جيه بي مورجان أن يصل إلى 1.22 دولار بحلول مارس. أما بنك يو بي إس UBS للاستثمار فيشير إلى إمكانية أن يصل إلى 1.23 دولار قبل نهاية هذا العام.

على المدى المتوسط، يتوقع خبراء بنوك الاستثمار أن تخترق العملة الموحدة مستوى 1.20 دولار في الربع الثالث من العام المقبل.

وهذا الارتفاع من شأنه أن يُثقل كاهل مُصدّري المنطقة، ويختبر أيضاً مدى ارتياح البنك المركزي الأوروبي لارتفاع قيمة العملة.

ترتبط تكلفة تحوّط المستثمرين الأوروبيين لمخاطر تعرضهم للدولار بأسعار الفائدة الأمريكية، والتي من المتوقع أن تنخفض خلال العام المقبل، مما سيُسدّ بعض الفجوة مع سعر الفائدة الرسمي للبنك المركزي الأوروبي. ووفق توقعات خبراء النقد الأجنبي قد يُغذّي هذا موجةً أخرى من التحوّط بالدولار.

وبحسب  رئيسة قسم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة تشاتام فاينانشال الاستشارية، جاكي باوي: “مع انكماش هذا الفارق في أسعار الفائدة، قد يصبح التحوّط أكثر قبولاً”.

بالفعل، دقّ المُصدّرون الأوروبيون ناقوس الخطر بالفعل بشأن الضرر الذي لحق بأرباحهم من قوة اليورو، وحذّروا من أن أي ارتفاع طويل المدى سيُثقل كاهلهم.

من جانب آخر، سيُثير تجاوز اليورو مستوى 1.20 دولار، تساؤلات لدى البنك المركزي الأوروبي حول ما إذا كان ينبغي عليه الموافقة على خفض أسعار الفائدة لكبح جماح العملة، بالنظر إلى احتمالية الضغط النزولي على التضخم نتيجة قوة اليورو.

في هذا الإطار، قال توماس فيلاديك، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي الأوروبي في تي رو برايس، إن مستوى 1.20 دولار لا يزال “خطاً أحمر” بالنسبة لصانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي.

وفي يوليو، صرّح لويس دي غيندوس، المسؤول عن تحديد أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي، بأن تجاوز سعر الصرف لهذا المستوى سيكون “أكثر تعقيداً بكثير”.

لكن دومينيك بونينغ، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في نومورا، رأى أن الارتفاع البطيء في سعر الصرف سيكون أقل إثارة لقلق صانعي السياسات، نظراً لقدرته على موازنة الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع الطلب الاقتصادي.

وأضاف بونينغ أن مصدر القلق الأكبر سيكون “في حال ارتفاع اليورو بسرعة في وقت يضعف فيه الطلب المحلي، حيث ستُفاقم قوة العملة الضغوط الانكماشية”.

الرابط المختصر