سمر السيد وشوشة عبدالواحد_ شهد منتدى المجتمع الأخضر جلسات نقاش موسعة بمشاركة قيادات شركات كبرى وخبراء في مجالات الصناعة والاستدامة، حيث استعرض المتحدثون استراتيجيات شركاتهم وخططهم لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الصناعة المصرية وسبل ربطها بالزراعة وتحقيق تنافسية عالمية.
ومن جانبه قال هاني أمان، الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية “إيسترن كومباني”، إن جودة الشركات اليوم تُقاس بأدائها ودورها المجتمعي، مؤكداً أن “إيسترن” تتصدر السوق المحلي في الجودة وتحسين الأداء.

وأوضح أمان، خلال مشاركته في منتدى المجتمع الأخضر، أن الشركة حققت أرباحاً صافية بلغت 3 مليارات جنيه في 2024، فيما سجلت الأرباح قبل الضرائب نحو 12 مليار جنيه، مشيراً إلى أن 70 – 75% من الإنتاج يذهب مباشرة إلى الخزانة العامة.
وأضاف أن الشركة تمتلك أكبر محطة طاقة شمسية في مصر، ومجمعاً صناعياً ضخماً على مساحة 250 فدان يضم 9 مصانع ومطابع ومخازن ومحطة كهرباء، مؤكداً أن هذه البنية ساعدت “إيسترن” على التحول من شركة محلية إلى عالمية مع خطط للتوسع في أسواق كبرى مع الالتزام بالاستدامة.
الأهرام: بلاستيك قابل للتحلل وحلول بديلة للتلوث
من جانبه، شدد الدكتور هاني حليم، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الأهرام، على أن الحل الأمثل لمشكلة التلوث هو إعادة تدوير البلاستيك والمخلفات. وقال إن الشركة استوردت معدات متطورة لتحقيق ذلك.
وأضاف حليم أن “الأهرام” بدأت قبل 30 عاماً بمصنع صغير، وكانت من أوائل المصانع في مصر التي اعتمدت إعادة تدوير المخلفات عام 2008، وأول من أنتج البلاستيك القابل للتحلل في الصعيد.
وأكد أن البلاستيك يجب أن يكون جزءاً من الحل وليس أصل المشكلة، مشيراً إلى أن الشركة تعتمد حالياً على 100% بلاستيك قابل للتحلل، وتبتكر منتجات جديدة مثل إعادة استخدام قشر الموز.
خبير: الثورة الصناعية في مصر ما زالت بطيئة
وقال أحمد عبد الحي، خبير استراتيجيات التصنيع الغذائي، إن الربط بين الصناعة والزراعة ضرورة أساسية، لكنه اعتبر أن الثورة الصناعية في مصر ما زالت تسير ببطء.
وأوضح أن السوق يحتاج إلى كوادر بشرية مدربة قادرة على العمل التطبيقي، مطالباً وزارة التعليم بإعداد شباب جاهزين لسوق العمل وليس دارسي نظريات فقط.
وشدد عبد الحي على ضرورة خفض أسعار الطاقة للمزارع والمصانع لدعم التنافسية عالمياً، مؤكداً أن التمويل يجب ألا يتجاوز 2% فائدة حتى لا ترتفع تكلفة الإنتاج.
الشمس: وقود بديل وتقليل الاعتماد على الأحفوري
أما أحمد ساهر، الرئيس التنفيذي لشركة الشمس، فأكد أن الشركة تركز على مسؤوليتها المجتمعية من خلال إعادة تدوير الكرتون والبلاستيك وتحويلها إلى مواد أولية أو وقود بديل.
وأشار إلى أن غياب الفصل المنزلي للمخلفات يمثل عائقاً كبيراً، لافتاً إلى أن الملابس والسجاد حالياً يدخل في تصنيعها خامات معاد تدويرها.
وأوضح ساهر أن الاعتماد على الوقود الأحفوري تراجع ليصل إلى 1% فقط من الوقود المستخدم في مصر، محذراً من خطورة تفاقم الاحتباس الحراري.
كما أشار إلى تشديد وزارة البيئة على المصانع الملوثة عبر فرض غرامات تصل إلى الحبس، داعياً إلى دعم شركات إعادة التدوير للاستثمار في تكنولوجيا حديثة تواكب المعايير العالمية.