أسعار الذهب تسجل أعلى مستوياتها التاريخية وعيار 21 يرتفع إلى 5240 جنيهًا

سعيد إمبابي: 490 جنيهًا مكاسب الذهب محليًا خلال سبتمبر

شاهندة إبراهيم – ارتفعت أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع دخول الحكومة الأمريكية في أول إغلاق لها منذ ما يقرب من سبع سنوات بعد فشل المشرّعين في التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل الحكومي.

تحرّكات الأسعار محليًا وعالميًا

E-Bank

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في بيع المجوهرات والذهب عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 60 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل عيار 21 مستوى 5240 جنيهًا.

أما على الصعيد العالمي، صعدت الأوقية بنحو 30 دولارًا إلى 3888 دولارًا، بعد أن لامست صباحًا مستوى 3900 دولار كأعلى سعر في تاريخها.

وأضاف أن عيار 24 سجّل 5989 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4491 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3487 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41920 جنيهًا.

تابعنا على | Linkedin | instagram

تعاملات شهرية: أفضل أداء منذ 16 عامًا

سجّل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال شهر سبتمبر، مدفوعًا بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إلى جانب توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة.

وبحسب تقرير “آي صاغة”، حقق الذهب اليوم مستوى قياسيًا جديدًا، لينهي سبتمبر بأفضل أداء شهري له منذ 16 عامًا، مدعومًا بمخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض الفائدة الفيدرالية، إلى جانب الطلب القوي على الأصول الآمنة.

وقال إمبابي إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت خلال سبتمبر بنسبة 11% وبقيمة 490 جنيهًا، إذ افتتح عيار 21 تعاملات الشهر عند 4690 جنيهًا وأغلق عند 5180 جنيهًا.

وفي المقابل، ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 12% وبقيمة 411 دولارًا، إذ افتتحت تعاملات الشهر عند 3447 دولارًا وأغلقت عند 3858 دولارًا.

ومنذ بداية العام، صعدت الأسعار محليًا بنحو 1490 جنيهًا وبنسبة 40%، بينما ارتفعت عالميًا بنحو 1264 دولارًا بنسبة 48%.

مشهد عالمي صاعد رغم تراجعات مؤقتة

اندفعت أسعار الذهب إلى قمم تاريخية اليوم الأربعاء مع بدء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بعد تعثر تمرير مشروع قانون تمويل السنة المالية الجديدة، ورغم أن تأثير الإغلاقات عادةً ما يكون محدودًا على الأسواق، فإن توقيت الإغلاق الحالي بالغ الأهمية؛ إذ يُرجَّح تأجيل نشر بيانات الوظائف الأمريكية المقرّرة يوم الجمعة، ما يُلقي بظلال من عدم اليقين على توقعات الاحتياطي الفيدرالي قبل أسابيع من اجتماعه المقبل.

كما هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستغلال الإغلاق لتسريح «عدد كبير» من الموظفين الفيدراليين، الذين عادةً ما يُمنحون إجازة مؤقتة خلال فترة الإغلاق ثم يعودون لأعمالهم بعد انتهائها، ولا يزال مدى استمرار الإغلاق غير واضح في ظل غياب مسار تفاوضي حاسم؛ علمًا أن فترة ولايته الأولى شهدت إغلاقًا جزئيًا دام 34 يومًا، وهو الأطول في التاريخ.

في هذا المناخ المُلتبس، تعرضت الأصول عالية المخاطر لضغوط، فيما واصل الذهب—بوصفه ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية—مساره الصاعد مسجّلًا قمة قياسية جديدة هذا العام.

هل يصل الذهب إلى 4000 دولار؟

تزايدت تغطية مكانة الذهب كملاذ آمن مع تسارع مكاسبه إلى قمم تاريخية اليوم، وعلى الرغم من أن محفز جلسة الأربعاء المباشر هو الإغلاق الحكومي الأمريكي، فإن مشهد المخاطر يمتد إلى صراعين رئيسيين مستمرّين، وعدم الاستقرار السياسي في فرنسا، وإعلانات تعريفات جمركية جديدة؛ وكلها عوامل ترسم لوحة غير مستقرة للمستثمرين تدفعهم للجوء إلى الذهب.

وترى مذكرات بحثية حديثة أن المعدن الأصفر يمكنه تجاوز 4000 دولار للأوقية، مدفوعًا بمشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات.

وفي مذكرة صباح الأربعاء، جادل جوني تيفز، الاستراتيجي في بنك «يو بي إس»، بأن الذهب لا يزال «غير مملوك بالكامل» من جانب المستثمرين، متوقعًا استمرار الارتفاع خلال الأرباع المقبلة مع اتساع قاعدة حيازات الذهب وبدء دورة تيسير نقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي—ما يعني ضعف الدولار وانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية كعوامل داعمة.

ويرجّح «يو بي إس» أن تتباطأ وتيرة الصعود بنهاية 2026 تحسّبًا لنهاية دورة التيسير وتحسن الظروف الاقتصادية، لكن مع التحول الهيكلي الذي بات يجعل الذهب جزءًا أساسيًا من تخصيصات الأصول الاستراتيجية، يُتوقع احتواء أي تصحيح لاحق واستقرار الأسعار عند مستويات تاريخية أعلى على المدى الطويل.

الرابط المختصر