نهال حلمي: تمكين الشركات الناشئة من الوصول للخارج يتطلب بناء منظومة متكاملة
حاجة إلى أدوات متنوعة كصناديق رأس المال الجريء والتمويل الميسر للتوسع الخارجي وآليات ضمان مخاطر التصدير
بارة عريان _ قالت نهال حلمي، الشريك المؤسس لشركة «فليند» لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن تمكين الشركات الناشئة من الوصول إلى أسواق خارجية جديدة، يتطلب بناء منظومة متكاملة ترتكز على تهيئة بيئة تنظيمية مرنة، ودعم النفاذ إلى المعلومات السوقية، وبناء شراكات دولية عبر حاضنات ومسرّعات أعمال عابرة للحدود.
أضافت أنه يجب تفعيل أدوات الدبلوماسية الاقتصادية لدعم رواد الأعمال المصريين من خلال المكاتب التجارية بالخارج، وتنظيم بعثات ترويجية (Roadshows) بدعم حكومي إلى النظم الريادية في الولايات المتحدة وأوروبا، لعرض قصص النجاح المحلية وبناء شراكات تمويلية واستثمارية جديدة.

محدودية التمويل في مراحل النمو والبيروقراطية التنظيمية وصعوبة الاندماج مع سلاسل القيمة للشركات الكبرى.. أبرز التحديات
وعلى صعيد الفرص التمويلية، أكدت أن الشركات تحتاج إلى أدوات متنوعة تشمل صناديق رأس المال الجريء، والتمويل الميسر للتوسع الخارجي، بالإضافة إلى آليات ضمان مخاطر التصدير، والشراكات المشتركة بين القطاعين العام والخاص، فضلًا عن أدوات التمويل غير التقليدية مثل التمويل الجماعي والتوريق.
وأشارت إلى أن الشركات الناشئة تواجه عدة تحديات رئيسية، أبرزها محدودية التمويل في مراحل النمو، ونقص الكفاءات المتخصصة، وكذلك البيروقراطية التنظيمية، وصعوبة الاندماج مع سلاسل القيمة للشركات الكبرى.
وأوضحت أن تحقيق التمكين يتطلب تعاونًا متعدد الأطراف بين الحكومة من جانب، لتبسيط الإجراءات وتقديم الحوافز، والقطاع المالي من جانب آخر، لتطوير أدوات تمويل مرنة، بالإضافة إلى القطاع الخاص من جهته لإطلاق صناديق مشتركة، والجامعات لتخريج كفاءات رقمية، وذلك فضلًا عن دعم الجهات الدولية التنموية.
وعلى الصعيد الدولي، نوهت إلى أنه يمكن الاستفادة من النماذج الناجحة مثل سنغافورة في بناء بيئة متكاملة لريادة الأعمال، والإمارات في جذب الاستثمارات عبر المناطق الحرة، وفنلندا في برامج التسريع للتوسع الخارجي. ولفتت إلى أن رواندا تبرز كنموذج إفريقي ملهم بفضل رؤيتها الوطنية للتحول الرقمي، وإنشائها Kigali Innovation City، وبرامج التمويل مثل Rwanda Innovation Fund، إلى جانب تنظيمها Roadshows دولية لربط الشركات الناشئة بشبكات المستثمرين في أوروبا والولايات المتحدة. وأشارت إلى أن هذه العناصر مجتمعة تمثل الإطار العملي الذي تحتاجه الشركات الناشئة المصرية لتتحول من الابتكار المحلي إلى قدرة تنافسية عالمية مستدامة.