الأسهم الأمريكية تنتعش بعد تصريحات ترامب المهدئة تجاه الصين

سي إن بي سي_ ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بقوة ختام تعاملات الإثنين، مدفوعة بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدّأ فيها المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية مع الصين، قائلاً إن العلاقات “ستكون بخير”، ما ساهم في استعادة جزء كبير من خسائر الجمعة الحادة.

قفز مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 621 نقطة، أي بنسبة 1.4%، مستعيداً ما يقارب 70% من خسائره التي تكبدها يوم الجمعة.

E-Bank

أما مؤشر S&P 500 فقد ارتفع بنسبة 1.6%، ليعوض حوالي 60% من تراجعه السابق.

في حين سجل مؤشر ناسداك المركب صعوداً بنسبة 2.3%، مدفوعاً بعودة الزخم إلى أسهم التكنولوجيا التي كانت الأكثر تضرراً خلال موجة البيع الأخيرة.

وجاء الانتعاش بعد موجة بيع عنيفة يوم الجمعة، إثر إعلان ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، وإلغاء لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. هذه التصريحات أعادت التوتر التجاري إلى الواجهة، وتسببت في خسائر بلغت نحو 2 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم الأمريكية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

لكن منشور ترامب يوم الأحد، الذي قال فيه إن “الصين ستكون بخير” و”لا أحد يريد ركوداً”، أعاد بعض الثقة إلى الأسواق، وقلل من احتمالات تنفيذ التهديدات الجمركية، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم في الأسهم الأمريكية.

ويترقب المستثمرون اللقاء المحتمل بين ترامب وشي في منتدى APEC نهاية أكتوبر، والذي قد يشكل نقطة تحول في مسار العلاقات التجارية بين البلدين.

وفي ظل هذا التباين، تبقى الأسواق عرضة للتقلبات، لكن تصريحات التهدئة الأخيرة فتحت الباب أمام موجة ارتداد مؤقتة في وول ستريت.

وكانت افتتحت بورصة وول ستريت تعاملات يوم الإثنين على ارتفاع ملحوظ، مدفوعة بتصريحات ترامب، حيث قال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في وقت مبكر من صباح الاثنين: “سنكون على ما يرام مع الصين”، في إشارة إلى تراجع محتمل عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على المنتجات الصينية.

مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يُعد الأوسع نطاقاً، ارتفع بنسبة 1.1%، مستعيداً نحو نصف خسائره التي تكبدها يوم الجمعة.

كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 413 نقطة، أي بنسبة 0.9%، بحلول الساعة التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 1.3%، مدفوعاً بمكاسب قوية في أسهم شركات التكنولوجيا.

وجاءت هذه المكاسب بعد منشور لترامب على منصته للتواصل الاجتماعي يوم الأحد، قال فيه: “لا تقلقوا بشأن الصين”، مضيفاً أن الرئيس الصيني شي جين بينغ “لا يريد كساداً لبلاده، وأنا أيضاً لا أريد. الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها”. هذه التصريحات شكّلت تحولاً واضحاً عن لهجة الغضب التي اتسم بها خطابه يوم الجمعة، حين اتهم الصين بـ”العار الأخلاقي” بسبب سياساتها التجارية، واعتبر أن القيود التي تفرضها بكين على صادرات المعادن النادرة تمثل “رسالة عدائية للغاية”.

وكان ترامب قد لوّح حينها بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتباراً من الأول من نوفمبر المقبل، ما أثار قلقاً واسعاً في الأسواق ودفع المستثمرين إلى عمليات بيع مكثفة. لكن تراجعه عن هذا التهديد أعاد الأمل في إمكانية التوصل إلى تفاهم بين أكبر اقتصادين في العالم، يسمح باستمرار تدفق التجارة العالمية دون مزيد من التصعيد.

وتعيد هذه التحركات إلى الأذهان تقلبات السوق في أبريل الماضي، عندما فاجأ ترامب المستثمرين بإعلان فرض رسوم شاملة على الواردات، قبل أن يتراجع لاحقاً ويمنح الدول وقتاً للتفاوض على اتفاقيات تجارية منفصلة. ويبدو أن الأسواق اعتادت هذا النمط من التصريحات المتقلبة، وتستجيب له بسرعة، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على نهاية قريبة للتوترات التجارية.

UBS: تراجعات الأسهم فرصة لتعزيز الاستثمار طويل الأجل

قالت مجموعة UBS المالية إن التراجعات الأخيرة في سوق الأسهم الأميركية، الناتجة عن تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، قد تمثل فرصة للمستثمرين الذين لم يخصصوا بعد حصة كافية للأسهم، لإعادة النظر في تعزيز تعرضهم طويل الأجل لهذا النوع من الأصول.

وفي مذكرة للعملاء صدرت الإثنين، أوضح محللو UBS:”نعتقد أن السوق الصاعدة لا تزال قائمة، وبالتالي فإن التراجعات توفر فرصة للمستثمرين الذين يقل تعرضهم للأسهم للنظر في إضافة مراكز طويلة الأجل.”

جاءت هذه التصريحات بعد هبوط حاد في الأسواق يوم الجمعة، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه فرض “رسوم ضخمة” على الصين، وإلغاء لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك رداً على قرار بكين بتقييد صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.

وقد أدى هذا الإعلان إلى خسائر ضخمة في السوق، حيث فقدت الأسهم الأميركية نحو 2 تريليون دولار من قيمتها السوقية، وهبط مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7% عند إغلاق الجمعة.

ورغم هذه التراجعات، يرى محللو UBS أن احتمال اندلاع حرب تجارية شاملة لا يزال ضعيفاً، مشيرين إلى أن اللقاء المرتقب بين ترامب وشي في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) يوم 31 أكتوبر قد يسهم في تهدئة التوترات.

وتعكس هذه الرؤية تفاؤلاً حذراً بشأن مستقبل السوق، مع التركيز على فرص الشراء في ظل انخفاض الأسعار، خاصة في ظل استمرار العوامل الداعمة للسوق الصاعدة، مثل قوة أرباح الشركات واستقرار السيولة النقدية.

ويأتي هذا التقييم في وقت يراقب فيه المستثمرون عن كثب تطورات العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لما لها من تأثير مباشر على حركة الأسواق العالمية، وثقة المستثمرين في الأصول عالية المخاطر.

العملات المشفرة تنتعش بعد موجة تصفية قياسية بسبب تهديدات ترامب التجارية

شهدت أسواق العملات المشفرة انتعاشاً ملحوظاً في تعاملات الإثنين 13 أكتوبر، بعد أن تكبد المتداولون خسائر غير مسبوقة في عمليات التصفية، إثر تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية ضخمة على الصين، ما أثار اضطرابات واسعة في الأسواق المالية.

وبحسب بيانات شركة التحليلات CoinGlass، تم تصفية أكثر من 19 مليار دولار من المراكز ذات الرافعة المالية في سوق العملات الرقمية خلال فترة 24 ساعة بدأت يوم الجمعة، ما أثر على أكثر من 1.6 مليون متداول. وتراجعت أسعار بتكوين وإيثيريوم خلال تلك الفترة بنسبة وصلت إلى 8% و15% على التوالي، قبل أن تبدأ في التعافي.

رغم التراجعات الحادة، سجلت العملات الرقمية انتعاشاً طفيفاً خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للأصول الرقمية بنسبة 1.3% لتصل إلى نحو 4 تريليون دولار، وفقاً لبيانات CoinGecko.

ويعكس هذا التحرك تقلبات حادة في السوق، وسط ترقب المستثمرين لتطورات التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وتأثيرها المحتمل على الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفرة. ومن المتوقع أن تظل الأسواق في حالة تأهب خلال الأيام المقبلة، مع استمرار الضبابية بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

هوارد ماركس: طفرة الذكاء الاصطناعي ليست فقاعة… حتى الآن

رفض المستثمر الأمريكي البارز هوارد ماركس وصف الطفرة الحالية في أسهم الذكاء الاصطناعي بأنها “فقاعة”، مؤكداً أن الحماس الكبير في السوق لم يصل بعد إلى مستوى “الهوس المؤقت” الذي يميز الفقاعات المالية الحقيقية.

ماركس، الشريك المؤسس لشركة Oaktree Capital Management، قال في تصريحات يوم الإثنين إن “التقييمات مرتفعة… لكنها ليست جنونية”، مضيفاً أن “الغلاء لا يعني بالضرورة أن الأسعار ستنهار غداً”. وأوضح أن التفاؤل الاستثماري لا يعني تلقائياً وجود مبالغة غير عقلانية، مشيراً إلى أن “المكون الأساسي في الفقاعات هو الإفراط النفسي، نوع من الهوس المؤقت، وهذا ما لا أراه حالياً”.

وتأتي تصريحات ماركس في وقت تشهد فيه أسهم شركات الذكاء الاصطناعي موجة صعود قوية، مدفوعة بتوسع الاستخدامات التجارية والتقنية، وتزايد اهتمام المستثمرين بهذا القطاع. ورغم ارتفاع التقييمات، يرى ماركس أن السوق لم يصل بعد إلى “الكتلة الحرجة من الهوس”، التي تستدعي إطلاق وصف “فقاعة” على هذه المرحلة.

الرابط المختصر