سي إن بي سي_ تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات جلسة يوم الثلاثاء، مع استئناف موجة البيع التي شهدتها وول ستريت أواخر الأسبوع الماضي، في ظل تجدد المخاوف التجارية بسبب تصاعد التوترات بين أمريكا والصين.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 297 نقطة، أو بنحو 0.6%. وانخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.9%، كما هبط مؤشر ناسداك المركب بنحو 1.4%.

وقادت أسهم الذكاء الاصطناعي موجة البيع، وبعد أن كانت المحرك الرئيسي للسوق الصاعدة، وكانت أيضاً أكبر الخاسرين خلال هبوط يوم الجمعة. انخفض سهم إنفيديا أكثر من 3%، وتراجعت أسهم شركتي تسلا وأوراكل بنسبتي 2.5% و1.4% على التوالي.
وفرضت الصين عقوبات على خمس شركات تابعة لشركة هانوا أوشن الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة. وسيمنع هذا الإجراء المؤسسات والأفراد في الصين من التعامل مع الشركات المتضررة. وقالت الحكومة الصينية إن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز أمن الصين.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، يوم الاثنين، لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن خطوة فرض عقوبات على الشركات التابعة للولايات المتحدة تشير إلى ضعف الاقتصاد الصيني، مضيفاً أن قادة الصين “يريدون جرّ الجميع معهم إلى الهاوية”.
وارتفع مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو التجارية – ما يُسمى بمقياس الخوف في وول ستريت – فوق مستوى إغلاق يوم الجمعة، مما يشير إلى تجدد القلق في وول ستريت من استحالة التوصل إلى حل سهل لهذه الحرب التجارية مع الصين، وأن التحوط من الخسائر المستقبلية باستخدام الخيارات قد يكون منطقياً.
ووصل مؤشر التقلبات إلى أعلى مستوى له فوق 22، وهو أيضاً أعلى مستوياته في أربعة أشهر.
وتتصاعد التوترات التجارية منذ أواخر الأسبوع الماضي، عندما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعرفات جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات من الصين، مما أدى إلى انخفاض حاد في الأسهم. وخسر مؤشر داو جونز يوم الجمعة أكثر من 800 نقطة، بينما سجل مؤشر إس آند بي 500 أكبر خسارة يومية له منذ 10 أبريل.
ومع ذلك، خفف الرئيس الأمريكي من حدة خطابه يوم الأحد، قائلاً في منشور على منصة “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي التابعة له: “لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام”.
وأدى هذا التعليق إلى ارتفاع كبير في أسعار الأسهم الأمريكية خلال تعاملات جلسة يوم الاثنين. وصعد مؤشرا إس آند بي 500 وداو جونز بأكثر من 1% خلال الجلسة، وسجل الأول أكبر مكسب يومي منذ 27 مايو ، وحقق داو جونز أفضل أداء يومي له منذ 11 سبتمبر، منهياً سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام.
وعوض ارتفاع الاثنين أكثر من نصف انخفاض مؤشر إس آند بي 500 يوم الجمعة، وثلثي الخسائر الحادة التي مُني بها مؤشر داو جونز.
وقالت الرئيسة العالمية لقسم الأسهم في إدارة الثروات العالمية في يو بي إس، أولريكه هوفمان-بورشاردي، عبر مذكرة: “لا تزال السياسة التجارية محركاً رئيسياً للأسواق المالية الأمريكية هذا العام، وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً حاداً في التوترات بين الولايات المتحدة والصين”.
وأضافت أولريكه هوفمان-بورشاردي: “مع تشدد المواقف من كلا الجانبين، نتوقع زيادة تقلبات سوق الأسهم حتى نهاية الشهر.
ومع ذلك، يشير تاريخ مفاوضات ترامب وشي إلى أن التصعيد غالباً ما يتبعه هدنات تكتيكية، وقد يؤدي التفاوض على المعادن الأرضية النادرة مقابل رسوم الشحن في النهاية إلى إبرام اتفاق”.
وجاءت تحركات المؤشرات خلال تعاملات يوم الثلاثاء على الرغم من صدور نتائج أعمال ربع سنوية لعدد من الشركات والتي جاءت قوية في معظمها. وأعلنت شركة جونسون آند جونسون، وبنك جيه بي مورغان تشيس، وبنك ويلز فارغو عن أرباح فاقت توقعات المحللين. كما تجاوزت أرباح غولدمان ساكس التوقعات.