محمود محيي الدين: الذكاء الاصطناعي يعزز دور القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

الذكاء الاصطناعي يؤثر إيجابًا على 79% من أهداف التنمية المستدامة

حابي_ أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء لتقديم حلول لأزمة الدين العالمية، أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في دفع مساهمة القطاع الخاص نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وخصوصًا في مجالي التمويل والمناخ.

جاء ذلك خلال مداخلته في المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، الذي نظمته جامعة القاهرة يوم السبت الموافق 18 أكتوبر 2025.

E-Bank

وتناول محيي الدين الشرح بشأن الكتاب الصادر حديثًا بعنوان «الأعمال المستدامة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: جسر يربط بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وأهداف التنمية المستدامة»، الذي اشترك في تأليفه مع الدكتورة ماريا أليخاندرا جونزاليس-بيريز، والدكتور محمد زهران، والصادر ضمن سلسلة دراسات الجراف في المناهج الأخلاقية والواعية للقيادة والأعمال. يقدم الكتاب دليلًا شاملًا لفهم دور الذكاء الاصطناعي في دعم الأعمال وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال محيي الدين إن الكتاب يبرز نقطة التحول في العلاقة بين التكنولوجيا والاستدامة، ويتجاوز التحليل النظري ليقدم استراتيجيات قابلة للتنفيذ للشركات التي تسعى لدمج الذكاء الاصطناعي بمسئولية لتعزيز الكفاءة والنمو المستدام.

الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون معززًا للقدرات البشرية لا بديلاً عنها

تابعنا على | Linkedin | instagram

وشدد المؤلفون على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون معزِّزًا للقدرات البشرية بدلًا من أن يكون بديلاً للبشر، كما أكدوا على أهمية الاستخدام الأخلاقي والشامل للذكاء الاصطناعي للحد من المخاطر وتعظيم الفوائد.

وأوضح محيي الدين أن الذكاء الاصطناعي هو سيف ذو حدين، حيث يمكن أن يؤثر إيجابيًا على 79% من أهداف التنمية المستدامة، ولكنه في الوقت نفسه ينطوي على مخاطر تقويض 35% منها، لا سيما فيما يتعلق بتوسيع الفجوة الرقمية وزيادة عدم المساواة.

ونوَّه الكتاب إلى جدوى دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال مع عرض أدلة تجريبية وحالات دراسية تبرهن على أن دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال يمكن أن يؤدي إلى خفض بنسبة 30% في استهلاك الطاقة وتحسين بنسبة 45% في كفاءة سلاسل التوريد. كما ركز الكتاب على الحاجة الملحّة لأطر حوكمة قوية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مسترشدًا بمعايير مثل قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، لضمان الشفافية والمساءلة وتجنب التحيز الخوارزمي.

وقال محيي الدين إن الكتاب استعرض ثلاثة سيناريوهات مستقبلية محتملة: ثورة الذكاء الاصطناعي المسئولة، والتقدم غير المتكافئ، وتباعد الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه السيناريوهات تستدعي التفكير والتخطيط لرسم مسارات أكثر استدامة.

وأضاف محيي الدين أن الكتاب بمثابة مرجع للباحثين وصناع السياسات وقادة الأعمال على حد سواء للتعامل مع هذا التحدي والفرصة المعقدة، وأنه إهداء إلى «مستقبل لا يترك أحدًا خلف الركب»، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يمتلك من القوة ما يجعله محفزًا تحويليًا لتحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة، غير أن هذه القوة تتطلب تنفيذًا مسؤولًا وأخلاقيًا لتحقيق أهدافها ودرء أضرارها.

الرابط المختصر