النفط يرتفع بأكثر من 5% عند التسوية بعد فرض عقوبات أمريكية على روسيا

سي إن بي سي_ صعدت أسعار النفط بأكثر من 5% خلال تعاملات الخميس، عند التسوية، مسجلةً أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، بعد فرض عقوبات أمريكية على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين العاملتين في مجال النفط، وذلك على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

وقد تنعكس هذه العقوبات على إمدادات النفط العالمية بالسلب، في ظل اعتبار روسيا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط الخام في العالم بعد أمريكا في عام 2024، وفقاً لبيانات الطاقة الأمريكية.

E-Bank

وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 3.40 دولار أو بنسبة 5.43 % إلى 65.99 دولار للبرميل عند التسوية.

أيضاً زادت العقود الآجلة للخام الأمريكي 3.29 دولار أو بنسبة 5.62% لتسجل عند التسوية 61.79 دولار للبرميل.

وسجل الخامان بذلك أكبر ارتفاعات يومية بالنسبة المئوية منذ منتصف يونيو، وأعلى تسوية لهما منذ الثامن من أكتوبر.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وقال كبير اقتصاديي المناخ والسلع في كابيتال إيكونوميكس، ديفيد أوكسلي: “يُمثل إعلان الولايات المتحدة عن عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل تصعيداً كبيراً في استهداف قطاع الطاقة الروسي، وقد يُحدث صدمة كبيرة بما يكفي لتحويل سوق النفط العالمية إلى عجز في العام المقبل”، بحسب وكالة رويترز.

وإلى جانب صعود أسعار النفط الخام، ارتفعت العقود الآجلة للديزل الأمريكي بنسبة تقترب من 7%، مما رفع هامش أرباح تكرير الديزل إلى أعلى مستوياته منذ شهر فبراير 2024.

ويقيس هامش ربح تركير الديزل الفرق بين سعر النفط الخام ومنتجاته التي تم تكريرها.

ومن جانبه، ذكر المحلل في ساكسو بنك، أولي هانسن، إن عقوبات الولايات المتحدة تشير إلى أن مصافي التكرير الصينية والهندية، وهي من كبار المستوردين للنفط من روسيا، ستكون بحاجة إلى البحث عن بدائل للخام الروسي من أجل تفادي الاستبعاد من النظام المصرفي الغربي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر تجارية متعددة، يوم الخميس، قولهم إن شركات النفط الحكومية الكبرى في الصين أوقفت وارداتها من النفط الروسي المنقول عبر البحر من الشركتين الخاضعتين في الوقت الحالي لعقوبات أمريكية، مما وفر دعماً للأسعار.

وقال وزير النفط الكويتي،  طارق الرومي، إن منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط جاهزة لتعويض أي نقص في سوق الخام عبر إعادة النظر في تخفيضات الإنتاج.

مع ذلك، قال رئيس روسيا فلاديمير بوتين إن السوق العالمية ستأخذ وقتاً من أجل تعويض النفط الروسي.

وذكر أن العقوبات الجديدة هي محاولة للضغط على بلاد، لكن لا توجد دولة تحترم نفسها تُقدم على فعل أي خطوة تحت الضغط.

من جانبها، أعلنت الإدارة الأمريكية استعدادها لاتخاذ إجراءات أخرى، داعية روسيا إلى الموافقة بشكل فوري على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

قال محلل استراتيجيات الاستثمار في شركة Raymond James، بافيل مولتشانوف: “العقوبات الأمريكية والأوروبية المختلفة حتى الآن لم يكن لها أي تأثير يُذكر على قدرة روسيا على تصدير النفط، لذا نشكّ في أن تكون هذه الجولة الأخيرة من العقوبات نقطة تحوّل.

ومع ذلك، قد يضطر الكرملين إلى استخدام أساليب أكثر تعقيداً لشحن النفط الروسي سراً، مما سيزيد التكاليف”.

وأشار مولتشانوف إلى أن Raymond James “سيواصل مراقبة هذه المسألة” نظراً لأن الصادرات الروسية تُشكل نحو 7% من إمدادات النفط العالمية.

من جانبه، فرضت المملكة المتحدة، الأسبوع الماضي، عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين، كما وافق الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، على الحزمة الـ 19 من العقوبات ضد روسيا، والتي تتضمن حظراً على استيراد الغاز الطبيعي المسال من موسكو.

أيضاً أضاف التكتل الأوروبي مصفاتين صينيتين بطاقة إجمالية تصل إلى 600 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى شركة Chinaoil Hong Kong، وهي الذراع التجارية لشركة PetroChina ، إلى قائمة العقوبات التي يفرضها على روسيا، بحسب ما كشفت عنه الجريدة الرسمية للاتحاد يوم الخميس.

وقال المحلل في بنك UBS، جيوفاني ستونوفو، إن تداعيات العقوبات على أسواق النفط سيعتمد على رد الفعل الهندي ومدى استطاعة روسيا إيجاد مشترين بديلين.

وذكرت مصادر في قطاع النفط لوكالة رويترز، يوم الخميس، أن مصافي التكرير الهندية، التي أصبحت أكبر مستورد للنفط الخام الروسي المنقول عبر البحر في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، مستعدة لخفض مشترياتها من الخام الروسي بصورة حادة تطبيقاً لعقوبات الولايات المتحدة على لوك أويل وروسنفت، مما قد يزيل عقبة رئيسية أمام إبرام اتفاق تجاري بين نيودلهي وواشنطن.

وتسعى شركة Reliance Industries المملوكة للقطاع الخاص، أكبر مشترٍ هندي للنفط الخام الروسي، خفض وارداتها من النفط من روسيا أو وقفها بشكل تام، بحسب ما ذكره مصدران مطلعان على الأمر لرويترز.

الرابط المختصر