نجيب وسميح ساويرس: هدف مهرجان الجونة تشجيع صناعة السينما والسياحة وليس الربح

المساندة مطلوبة ماديا وعبر بث الحدث بالقنوات الحكومية

ياسمين منير ورضوى إبراهيم _ طالب رجلا الأعمال المهندس نجيب ساويرس والمهندس سميح ساويرس بزيادة الدعم المقدم من الدولة لمهرجان الجونة السينمائي، لمساندة هذا الحدث الذي يستهدف ترويج اسم مصر خارجيًّا وتشجيع صناعة السينما للعودة لساحة المنافسة الإقليمية، سواء عبر زيادة الدعم المادي، أو تبني الحدث وبثه عبر القنوات التلفزيونية الرسمية.

نجيب ساويرس: الثقافة والسينما تضعان مصر في مكانة خاصة يصعب المساس بها

E-Bank

أكد المهندس نجيب ساويرس في تصريحات خاصة لجريدة حابي أن الثمار الرئيسية للمهرجان تنصب على النشاط السياحي، من خلال تسليط الأضواء عالميًّا على مصر ومدينة الجونة ذات المعالم الجمالية، خاصة أن استضافة نجوم السينما العالمية يعطي رسائل طمأنة متنوعة، بتوافر الأمان وكذلك الثقافة والتحضر، بالإضافة إلى أن مشاركة عدد كبير من الأفلام الأجنبية يساهم في الترويج الخارجي، كما يساهم البث التلفزيوني لفاعليات المهرجان في تقديم صورة حية لمصر دوليًّا.

 إشغالات الفنادق وصلت لمعدلاتها القصوى في الغردقة

وأشار ساويرس إلى التأثير الإيجابي للمهرجان على معدلات إشغال الفنادق، التي تصل إلى طاقتها القصوى، سواء بمدينة الجونة أو على مستوى الغردقة بشكل عام، في ظل الكثافة العالية التي تشهدها المدينة وتمتد للفنادق المحيطة، والتي بدورها تستفيد بتقديم مستويات سعرية مرتفعة للإقامة، خاصة أن المهرجان يستغرق اسبوعًا كاملًا، مما يساهم في تنشيط السياحة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأكد أن المهرجان يساهم في دعم صناعة السينما من خلال الفاعليات المختلفة والندوات التي تجمع بين كل أطراف الصناعة، وكذلك يساهم في طرح المشروعات والأفكار التي يتحول كثير منها إلى اتفاقات فعلية تقدم بعد عدة سنوات في صورة أعمال متكاملة تشارك في مسابقات المهرجان وتحصد الجوائز.

وذكر ساويرس أن التحدي الرئيسي الذي يواجه المهرجان هو غياب دعم الدولة عن تغطية الحدث عبر القنوات التلفزيونية الرسمية، مشددًا على أهمية الاعتداد به كحدث وطني له تأثيرات إيجابية متعددة لمصر وليس «آل ساويرس» كما يزعم البعض، لافتًا إلى أن هذا العام شهد أيضًا تراجع إحدى القنوات الفضائية التابعة لدولة شقيقة عن تغطية الحدث قبل انطلاقه مباشرة دون إبداء أسباب.

وحول العائد الاقتصادي من المهرجان، قال ساويرس «المهرجان ليس مشروعًا استثماريًّا يهدف لتحقيق أرباح، والعائد غير المباشر يتمثل في وضع مصر ومدينة الجونة على خريطة المعالم السياحية الهامة، في حين أن تكلفته تتجاوز مئات الملايين وتساهم الشركات الراعية في تحمل جزء متواضع من هذه التكلفة».

وحدد عددًا من التحديات التي تواجه الإنتاج السينمائي خلال هذه المرحلة، من بينها قلة عدد الافلام الناجحة ذات المردود الاقتصادي الإيجابي مقارنة بإجمالي الأعمال المنتجة، وكذلك تزايد عدد المنصات الخاصة التي تعرض الأفلام تلفزيونيًّا، بالتوازي مع تراجع الاهتمام بدور العرض السينمائي التي تتسم بارتفاع التكلفة في مقابل تراجع العائد منها.

وقال: «الثقافة والسينما تضعان مصر في مكانة خاصة يصعب المساس بها، فالقوى الناعمة كانت أحد مميزات مصر الرئيسية على مستوى الوطن العربي لسنوات طويلة، لذلك من الهام أن تولي الدولة الاهتمام بمهرجان الجونة السينمائي كغيره من المهرجانات التابعة للدولة».

سميح ساويرس: المهرجان الوحيد على مستوى العالم الذي يضم نحو 7 آلاف مشترك أغلبهم شباب

ومن جهته، قال المهندس سميح ساويرس في تصريحات لجريدة حابي، أن مهرجان الجونة لا يحقق عائدًا اقتصاديًّا، بل يوجه الانتباه لمكانة مصر في عالم السينما، ويشجع المواهب الجديدة، مشيرًا إلى أنه يعد المهرجان الوحيد على مستوى العالم الذي يضم نحو 7 آلاف مشترك من قطاعات صناعة السينما، أغلبهم من الشباب.

وأضاف أن هذا الأمر يعطي دفعة جيدة للصناعة ويدعم استفادة الأجيال الجديدة من خبرات الكبار، وكذلك يدعم التواصل بين زملاء الصناعة من مختلف المجالات والجنسيات، بما يساهم بدوره في تشجيع حركة الإنتاج السينمائي، وبالتالي تشجيع صناعة كانت مصر متفوقة بها في وقت ما، حيث كانت تعد أكبر مصدر للأفلام في الوطن العربي.

المنافسة أصبحت قوية مع العالم العربي.. وتكلفة المهرجان بلغت نحو 4 ملايين دولار

وأكد أن المنافسة أصبحت قوية على مستوى الدول العربية، خاصة في ظل الإمكانيات المحدودة للسوق المحلية مقارنة بدول الخليج، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تفوق مهرجان الجونة بفارق كبير على مهرجاني تونس والمغرب على صعيد الحجم والأهمية، في حين أن المنافسة أصعب مع الدول ذات الإمكانيات المالية الكبيرة مثل السعودية.

وقال ساويرس: «هذا الوضع لا يمنع من العمل على الاهتمام بصناعة السينما في مصر، ومهرجان الجونة أحد الأدوات المؤثرة في دعم وتشجيع هذه الصناعة».

وكشف ساويرس عن أن تكلفة مهرجان الجونة هذا العام بلغت نحو 4 ملايين دولار، أي ما يوازي 200 مليون جنيه، لافتًا إلى أن تزايد عدد الرعاة ساهم بصورة كبيرة في خفض التكلفة، خاصة مع ارتفاع قيمة الرعاية واستقطاب كيانات كبرى متعددة.

وذكر أن الدعم المالي من الدولة يعد رمزيًّا، ويحتاج إلى زيادة، مؤكدًا أهمية تكاتف أذرع الدولة لمساندة المهرجان خاصة وزارتي الثقافة والسياحة.

وأكد أن التحدي الأساسي أمام مهرجان الجونة بعد أن أصبح معترفًا به عالميًّا ويتمتع بتقديم أفلام جيدة وفاعليات هامة متعددة، أن يتم ترويجه بصورة أكبر بين الأوساط الفنية العالمية، بهدف تشجيع زيادة الإقبال عليه من مختلف دول أوروبا وآسيا خلال السنوات المقبلة، متوقعًا أن تشهد الدورة المقبلة خطة أكثر تركيزًا لجذب شرائح أكبر من الوفود الأجنبية المنتمية لهذه الصناعة. وحول تحديات توسع رجال الأعمال بمجال الإنتاج السينمائي،

أكد ساويرس أن غياب الأعمال الناجحة عن الساحة المصرية لفترة طويلة أبرز الأسباب، مؤكدًا أن تزايد الأعمال المميزة ذات الإقبال الجماهيري سواء في مصر أو بالخارج، سيدفع رؤوس الأموال نحو الاستثمار في الإنتاج، خاصة أن رأس المال متحفظ بطبعه، ما يتطلب فترة من التطور المستمر على صعيد الإخراج والتمثيل وكذلك الكتابة.

وقال: «الأعمال المصرية غابت عن المنافسة في مهرجان الجونة لعدة سنوات، في حين أن الدورة الأخيرة شهدت عددًا كبيرًا من الأفلام المصرية، التي حصد بعضها جوائز، ما يبشر بوجود تقدم مستمر يدعو للتفاؤل، ويدلل على النتائج الإيجابية للمهرجان».

الرابط المختصر