إيمان الهنداوي: مطالب بعودة نسب دعم الصادرات إلى مستوياتها السابقة وسرعة صرفها
شاهندة إبراهيم ويارا الجنايني _ قالت إيمان الهنداوي، مدير قطاع التصدير بشركة كلورايد إيجيبت لبطاريات السيارات، إن توسع عدد شركات السيارات العاملة في السوق المصرية ودخول نحو شركات جديدة إلى مرحلة التجميع المحلي خلال العام الجاري انعكس إيجابًا على قطاع الصناعات المغذية، الذي يشهد حاليًا حالة انتعاش واضحة بعد سنوات من التباطؤ.
وأوضحت في تصريحات لجريدة “حابي”، أن كلورايد إيجيبت، التي تُعد من أوائل المصانع المصرية المتخصصة في إنتاج بطاريات السيارات منذ ثمانينيات القرن الماضي، تحوّلت خلال العامين الأخيرين من الاعتماد الكامل على السوق المحلية إلى التركيز بشكل متزايد على التصدير، مدعومة ببرامج حكومية لتشجيع الصادرات وتوسيع النفاذ إلى الأسواق الخارجية.

وأشارت إلى أن الشركة حققت خلال العامين الماضيين تقدمًا ملموسًا في الأسواق الإقليمية، وتستعد حاليًا للتوسع نحو الأسواق الأوروبية اعتبارًا من العام المقبل من خلال مفاوضات قائمة مع عدد من الكيانات الصناعية، مستفيدة من تحسن صورة الصناعة المصرية لدى المستوردين الأجانب والدعم الحكومي القوي للمنتجات الوطنية.
ولفتت إلى أن الدولة اتخذت خطوات جادة لتسهيل مهام المصدرين، سواء من خلال المعارض الخارجية أو مكاتب التمثيل التجاري أو تبسيط إجراءات المشاركة في المبادرات الترويجية، وهو ما انعكس على مستوى الثقة في المنتج المصري وعلى سرعة تجاوب الأسواق الخارجية معه.
وفيما يخص ملف دعم صادرات الصناعات المغذية، أفادت بأن القطاع لا يزال بحاجة إلى زيادات إضافية في نسب الدعم، إلى جانب تسريع وتيرة صرف المستحقات المتأخرة، مشيرة إلى أن نسب التحفيز انخفضت بنحو ثلاثة أرباع قيمتها خلال العام الماضي، ما تسبب في ضغوط على السيولة لدى العديد من الشركات. وترى أن العودة إلى مستويات الدعم السابقة تمثل خطوة ضرورية للحفاظ على تنافسية المنتج المصري في الأسواق الخارجية.
وعن المقارنة مع التجارب الإقليمية، ذكرت أن تركيا والمغرب نجحتا في بناء منظومات صناعية متكاملة بفضل الدعم الحكومي الواسع الموجّه للتصدير، حيث تحصل الشركات التركية على حوافز تصل إلى 25–30% من قيمة صادراتها، إلى جانب الاهتمام الكبير بالتسويق والعلامة التجارية الوطنية.
موقع مصر الجغرافي يمنح المنتجات المصرية أفضلية في الأسواق الإفريقية
في المقابل، تتمتع مصر بميزة تنافسية إستراتيجية تتمثل في موقعها الجغرافي وقربها من الأسواق الإفريقية التي تضع المنتج المصري ضمن أولوياتها عند الاستيراد، خاصة مع تطور البنية التحتية اللوجستية والاتفاقيات التجارية التي تربط القاهرة بمعظم دول القارة.
ونوهت مدير قطاع التصدير بشركة كلورايد إيجيبت بأن الجودة والانضباط في مواعيد التسليم أصبحا العنصرين الأكثر أهمية في المنافسة العالمية، لافتة إلى أن الشركات المصرية قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير نظم مراقبة الجودة وتحسين التوريد في الوقت المحدد، بما يعزز سمعتها في الأسواق الدولية.
الاتزام بالمواصفات والجودة عزز ثقة الأسواق العالمية في الصناعة المصرية
كما تطرقت إلى احتمالات دخول شركات صينية جديدة لإنتاج البطاريات في مصر، مؤكدة أن هذه الخطوة رغم ما قد تحمله من تحديات للمصنعين المحليين، فإنها تعكس في الوقت نفسه جاذبية السوق المصرية وقدرتها على استقطاب استثمارات نوعية في قطاع الصناعات المغذية. وأضافت أن الشركات المحلية تمتلك قاعدة قوية من الخبرة والسمعة تمكنها من الحفاظ على حصصها السوقية من خلال التركيز على الجودة والتسعير والخدمة.
أكدت الهنداوي أن الصناعات المغذية المصرية أمام فرصة تاريخية للتوسع، في ظل طفرة التجميع المحلي للسيارات، وتنامي الوعي بأهمية دعم سلاسل التوريد المحلية، مشددة على أن استدامة هذا النمو تتطلب سياسات تحفيزية مستقرة ودعمًا متواصلًا لبرامج التصدير والترويج الخارجي.













