مصطفى عبد العزيز: السيارات المجمعة محليا أثبتت قدرتها على منافسة المستوردة
تعميق المكونات محليًّا يقلص تكاليف الإمداد ويحد من تقلبات الاستيراد
محمد أحمد _ قال مصطفى عبد العزيز، مدير خدمات ما بعد البيع بشركة بيجو، إن تجربة إنتاج وتجميع السيارات في مصر أثبتت أن مستويات الجودة المحلية متوافقة تمامًا مع المعايير العالمية.
وأوضح في تصريحات لجريدة حابي، أن معايير الجودة في السيارات المجمعة محليًّا متطابقة تمامًا مع تلك المنتجة في الخارج، مشيرًا إلى أنها تخضع لذات اختبارات الجودة والاعتماد التي تمر بها السيارات المصنعة لدى الشركات العالمية سواء في ألمانيا أو أي دولة أخرى.

ونبه عبد العزيز إلى أن المستهلك لا يمكنه التمييز بين السيارة المجمعة محليًّا أو المستوردة، باستثناء رقم الشاسيه الذي يحدد بلد التصنيع، وهو ما يؤكد توحيد معايير الجودة على مستوى الإنتاج العالمي للعلامة.
وأوضح عبد العزيز أن التصنيع المحلي يمنح الشركات ميزة تنافسية تتمثل في خفض التكلفة تدريجيًّا مع توسع الطاقة الإنتاجية وزيادة الاعتماد على المكون المحلي.
ولفت إلى أن هذا التوجه يساهم في الحفاظ على ربحية الشركات دون الحاجة إلى رفع الأسعار بشكل مستمر، كما هو الحال في حالة الاستيراد الكامل التي تتطلب مراجعات دورية للأسعار وفق المتغيرات الاقتصادية الخارجية.
ولفت عبد العزيز إلى أن هذه الميزة تحد أيضًا من تأثير تقلبات سعر الصرف وارتفاع تكاليف الاستيراد والشحن، الأمر الذي ينعكس في النهاية على خفض السعر النهائي للسيارة وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق.
أضاف أنها لا تقتصر على السيارات فقط، بل تشمل أيضًا قطاع قطع الغيار، حيث يؤثر تعميق التصنيع المحلي على خفض تكلفة سلسلة الإمداد للموردين، بما يسمح بالحفاظ على أسعار قطع الغيار وعدم ارتفاعها بنفس وتيرة القطع المستوردة التي تتأثر مباشرة بتغيرات العملة ومتطلبات الشحن.
وحول أبرز التحديات التي تواجه توطين صناعة المكونات المحلية، أوضح عبد العزيز أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص المواد الخام المحلية واعتماد المصانع على الاستيراد، وهو ما يرفع تكلفة الإنتاج ويؤثر على سرعة دورة التصنيع.
ويرى مدير خدمات ما بعد البيع بشركة بيجو، ضرورة إنشاء معامل اختبار متطورة داخل مصر معتمدة دوليًّا، حتى لا تضطر الشركات لإرسال المكونات للخارج للحصول على شهادات الجودة اللازمة، وهو ما يستغرق وقتًا ويزيد أعباء التكلفة.
وشدد على أن توسيع قاعدة موردي المواد الخام محليًّا، إلى جانب توفير بنية تحتية قوية للمعامل والاختبارات، يمثلان محورين أساسيين لنجاح خطط تعميق التصنيع المحلي في قطاع السيارات، مؤكدًا ضرورة استمرار الحوار والتعاون بين الشركات والحكومة لإزالة العقبات وتسهيل الإجراءات بما يدعم نمو الصناعة الوطنية.
نقص الخامات المحلية يدفع المصانع للاعتماد على المستورد ويزيد أعباء الإنتاج
وأوضح أن شركة بيجو في مصر تتبع نظامًا صارمًا في اختيار الموردين المحليين، يتضمن الالتزام بالحصول على شهادات الجودة الدولية التي تضمن أعلى مستويات الأداء الصناعي، بالإضافة إلى امتلاك قدرة تقنية متقدمة في تصنيع المكونات الحساسة مثل الفلاتر وأنظمة الفرامل وأجزاء المحرك، فضلًا عن توافر قوة مالية كافية لدى الموردين لدعم استمرارية التعاون طويل الأجل والتعامل مع تقلبات السوق.
وذكر عبد العزيز أن القطاع واجه تحديات عالمية خلال الـ 5 سنوات الماضية، بداية من جائحة كورونا التي عطلت سلاسل الإمداد والإنتاج، ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على مكونات الطاقة والمكونات الإلكترونية، مرورًا بأزمة البحر الأحمر التي رفعت تكاليف الشحن ومدة النقل، وصولًا إلى تحديات تدبير العملة الأجنبية في عامي 2023 و2024.
وأوضح أن هذه الأحداث تركت أثرًا مباشرًا على توافر قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع في السوق، إلا أن الدولة تعاملت مع الموقف بواقعية عبر إعطاء الأولوية لدعم الصناعة وعمليات التصنيع، ثم دعم التوسع في مراكز الخدمة.
أضاف أن السوق المصرية تعافت بالكامل مع بداية العام الجاري بعد عودة وفرة النقد الأجنبي وتحسن التدفقات وتمكن الشركات من استعادة دورة التوريد بشكل طبيعي.













