مجدي الوليلي: نمو مرتقب في القدرات التصديرية نحو إفريقيا بعد توطين صناعة الصوامع

نسبة المكوّن المحلي في القطاع تتجاوز 80% وتشمل المواد الخام والعمالة والطاقة والنقل والتعبئة

محمد أحمد _ وصف مجدي الوليلي، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، ورئيس مجلس إدارة شركة الوليلي للحاصلات الزراعية، قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تأسيس شركة «فيرم مصر» لتوطين صناعة صوامع تخزين الحبوب في مصر، بأنه قرار شديد الأهمية.

ويرى الوليلي في تصريحاته لجريدة حابي، أن هذه الخطوة، رغم تأخرها كثيرًا، تمثل تحولًا إستراتيجيًّا نحو تعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد في أحد القطاعات الحيوية المرتبطة بالأمن الغذائي.

E-Bank

أوضح أن فكرة توطين صناعة الصوامع ليست بالأمر المعقد أو المستحيل، لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية واستثمار جاد في التكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى أن مصر تأخرت في الدخول إلى هذا المجال رغم أنه كان مطروحًا منذ سنوات طويلة، تمامًا كما حدث مع صناعة الحاويات التي ظلت حكرًا على دول مثل كوريا الجنوبية، بينما لم تُبدِ مصر اهتمامًا كافيًا بها إلا مؤخرًا.

نحتاج إلى استيراد التكنولوجيا وليس المنتج النهائي لبناء قاعدة صناعية تحقق قيمة مضافة

وتابع الوليلي قائلًا: نحن في مصر لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة، بل إلى استيراد التكنولوجيا لا المنتج النهائي، لأن الهدف ليس فقط التوفير المالي، وإنما بناء قاعدة صناعية محلية تمتلك المعرفة والإمكانيات وتحقق قيمة مضافة حقيقية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

ونبَّه إلى أن توطين صناعة الصوامع داخل مصر سيحقق فوائد اقتصادية مباشرة، أبرزها وقف نزيف العملة الصعبة الناتج عن استيراد هذه المنتجات من الخارج، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة وزيادة القيمة المضافة للمواد الخام المحلية مثل الحديد والصلب.

ولفت رئيس مجلس إدارة شركة الوليلي للحاصلات الزراعية إلى أن هذا التوجه يعزز كذلك من قدرة مصر على تصدير هذه المنتجات مستقبلًا إلى الأسواق الإقليمية، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتمتع البلاد بدور محوري وموقع إستراتيجي متميز.

وفيما يتعلق بنسبة المكوّن المحلي المتوقعة، والتي قد تتجاوز 80%، أوضح مجدي الوليلي أن مفهوم المكوّن المحلي لا يقتصر على المواد الخام فقط، بل يشمل أيضًا العمالة، والطاقة، وخدمات النقل، ومواد التعبئة والتغليف، مما يجعل الأثر الاقتصادي أوسع من مجرد التصنيع.

توريد مكونات صوامع بسعة 1.5 مليون طن خلال 3 سنوات يعزز القدرات التخزينية للمحاصيل

أما بشأن الاتفاق الأخير الذي يتضمن توريد مكونات لصوامع بسعة إجمالية تبلغ 1.5 مليون طن خلال 3 سنوات، فقد أكد الوليلي أهمية هذه الخطوة لتغطية الاحتياجات المحلية وتوسيع قدرات التخزين الإستراتيجي للبلاد، لكنه شدد على ضرورة النظر إلى البعد النوعي لتطوير منظومة تخزين الحبوب، وخاصة القمح.

ويرى رئيس مجلس إدارة شركة الوليلي للحاصلات الزراعية أن الهدف الأساسي من إنشاء وتوطين صناعة الصوامع هو تقليل الفاقد من القمح أثناء التخزين، موضحًا أن الاعتماد سابقًا على الشون الترابية كان يؤدي إلى فقد نسب تصل إلى 40 % من المخزون، نتيجة تعرض الحبوب للعوامل الجوية، والرطوبة، والآفات، والتقلبات المناخية، فضلًا عن الممارسات غير السليمة في التخزين، والتي كانت تكلف الدولة خسائر ضخمة.

وأضاف أن هذه النسبة من الفاقد ربما لم تكن تُحدث أزمة كبيرة في الماضي عندما كان سعر القمح منخفضًا، لكن اليوم، ومع تجاوز سعر الطن حاجز 10 آلاف جنيه، فإن أي نسبة فاقد تمثل خسائر باهظة للدولة والمزارعين على حد سواء.

وشدد الوليلي على أن مصر تمتلك الكفاءات والخبرة التي تؤهلها للريادة في هذا المجال إذا ما توفرت الإرادة والاستثمار في التكنولوجيا والتدريب.

الرابط المختصر