حسين رفاعي: التحول الرقمي فرصة لتعزيز الشفافية والحوكمة وتحسين تجربة العميل

الاستثمار في التكنولوجيا محور إستراتيجي في خطتنا للتحول إلى بنك رقمي متكامل

بارة عريان ويارا الجنايني _ قال حسين رفاعي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك التنمية الصناعية، إن التكنولوجيا أصبحت ركيزة أساسية لتطور القطاع المصرفي ودعم التنمية الاقتصادية، حيث إنها تمثل فرصة كبيرة لتوسيع قاعدة العملاء مع البنوك، وتحسين كفاءة العمليات، وتقديم خدمات أكثر سرعة ومرونة تتماشى مع احتياجات العملاء، لافتًا إلى أن التحول الرقمي يمثل فرصة لتعزيز الشفافية والحوكمة وتحسين تجربة العميل من خلال حلول مبتكرة مثل الهوية الرقمية، الدفع الإلكتروني، والتحليل الذكي للبيانات.

استطرد: “في المقابل، لا تخلو هذه الرحلة من تحديات، أبرزها الحاجة إلى الاستثمار المستمر في البنية التحتية التكنولوجية، وتعزيز أمن المعلومات، وبناء ثقافة رقمية قوية لدى الموظفين والعملاء على حد سواء، ونحن في بنك التنمية الصناعية نعمل على تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو، من خلال تطوير قدراتنا التقنية، بما يضمن تقديم خدمات آمنة ومتكاملة تواكب تطلعات عملائنا وتسهم في تحقيق رؤية الدولة نحو اقتصاد رقمي متكامل”.

E-Bank

500 مليون جنيه استثمارات التطوير التكنولوجي في 2025.. نخطط لزيادتها إلى 3 مليارات خلال 5 سنوات

وقال إن بنك التنمية الصناعية يعتبر الاستثمار في التكنولوجيا محورًا إستراتيجيًّا رئيسيًّا في خطته للتحول إلى بنك رقمي متكامل، مؤكدًا أنه يستثمر بشكل مستمر في تحديث البنية التحتية التكنولوجية وأنظمة التشغيل الداخلية، ورفع كفاءة نظم المعلومات وأتمتة الإجراءات داخل البنك.

ولفت إلى أن استثمارات البنك في مجال التطوير التكنولوجي بلغت نحو 500 مليون جنيه في عام 2025، مؤكدًا أن البنك يخطط لزيادة هذه الاستثمارات إلى نحو 3 مليارات جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، ضمن خطة شاملة لتحديث البنية التحتية الرقمية للبنك وتعزيز جاهزيته المستقبلية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

إدخال تقنيات الروبوتات ساعد على رفع مستوى الكفاءة التشغيلية والدقة

وأوضح حسين رفاعي أن أوجه الإنفاق تتركز في عدد من المحاور الحيوية، تشمل تحديث تطوير الأنظمة البنكية الأساسية وتوسيع القنوات الرقمية عبر الإنترنت والموبايل البنكي، وتعزيز منظومة الأمن السيبراني، إلى جانب الاستثمار في التحليل الذكي للبيانات (Data Analytics)، والذكاء الاصطناعي (AI).

إطلاق منصة الهوية الرقمية سيحدث ثورة حقيقية في التجربة المصرفية

وأشار إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا ليس هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة لتمكين الإنسان وتعظيم دوره، فالتكنولوجيا تمنح فرق العمل القدرة على الإبداع والتفكير خارج الأطر التقليدية، ما ينعكس إيجابًا على تجربة العميل، وكذلك على تنافسية البنك.

بنك التنمية الصناعية يعمل على تطوير المنظومة الرقمية بشكل تدريجي ومدروس

ونوه رفاعي إلى أن التكنولوجيا أحدثت تحولاً جوهريًا في طريقة عمل البنوك، وأصبحت ركيزة أساسية لرفع الكفاءة، وتحسين جودة الخدمة، موضحا أنه على مستوى بنك التنمية الصناعية، كان لتطبيق الحلول الرقمية وأتمتة العمليات أثر مباشر في تعزيز الدقة وخفض التكاليف التشغيلية، وتحسين تجربة العملاء، من خلال تبسيط الإجراءات وتسريع تقديم الخدمات دون الحاجة إلى معاملات ورقية، بالإضافة إلى أتمتة سير العمل (Workflow Automation)، و(Robotics).

ونوه إلى أن إدخال تقنيات الروبوتات ساعد على رفع مستوى الكفاءة التشغيلية والدقة، وفي الوقت ذاته ساهم في تحرير وقت الموظفين من المهام الروتينية، حتى يتفرغوا إلى المهام الأكثر إبداعًا وقيمة، مثل تطوير الخدمات والابتكار في تلبية احتياجات العملاء.

وأشاد بقيام البنك المركزي المصري بإطلاق منصة هوية الرقمية، مؤكدًا أن تلك الخطوة المتقدمة تمثل نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي للقطاع المصرفي المصري، موضحا أن هذه المنصة ستحدث ثورة حقيقية في تجربة العميل المصرفية، إذ تتيح فتح الحسابات بشكل فوري وسلس دون الحاجة إلى توقيع ورقي، مع ضمان أعلى مستويات الأمان والتحقق الرقمي، منوهًا إلى أنها بذلك تسهم في تعزيز كفاءة العمليات المصرفية وتسريع الوصول إلى الخدمات المالية في أي وقت ومن أي مكان.

التركيز على توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية الحالية وتعزيز أداء المنصات الرقمية

وتابع: “نؤمن أن هذه المبادرة ستدعم جهود الدولة في تعميق الشمول المالي من خلال تمكين فئات جديدة خاصة الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من الاندماج في المنظومة المصرفية بسهولة ويسر”، لافتًا إلى أن المنصة تعد خطوة داعمة لإستراتيجيات بنك التنمية الصناعية، في التحول إلى بنك رقمي متكامل يقدم خدمات أكثر مرونة وأمانًا تستند إلى التكنولوجيا الحديثة.

وقال إن التكنولوجيا أتاحت قنوات متنوعة وفعالة لتعزيز الخدمات المصرفية، وكان لذلك انعكاس واضح وإيجابي على أداء بنك التنمية الصناعية، موضحًا أن التوسع في القنوات الرقمية، سواء من خلال الإنترنت والموبايل البنكي أو نقاط الخدمة الذاتية ساهم في تحسين تجربة العملاء، وزيادة معدلات التفاعل، ورفع كفاءة الخدمة بشكل كبير.

وأوضح أن المنصات الرقمية ساعدت في تعزيز التواصل مع العملاء الحاليين وتسهيل حصولهم على الخدمات بصورة أكثر سلاسة ومرونة، مع التمهيد لمرحلة قادمة من التوسع في تقديم الخدمات الرقمية بشكل أوسع دعما لأهداف الشمول المالي.

وتابع: “شهدنا خلال الفترة الأخيرة تضاعفًا في عدد مستخدمي الخدمات الرقمية، وزيادة ملحوظة في معدلات التفاعل، وهو ما يعكس ثقة العملاء المتزايدة في الحلول الرقمية التي يقدمها البنك، كما نعمل حاليًا على توسيع نطاق خدماتنا الإلكترونية تدريجيًّا لتشمل معاملات مالية متكاملة”.

وأكد أن بنك التنمية الصناعية يعمل على تطوير المنظومة الرقمية بشكل تدريجي ومدروس، لتواكب احتياجات العملاء وتتماشى مع المعايير التي يضعها البنك المركزي المصري للتحول الرقمي الآمن والمستدام، لافتا إلى أنه سيتم التركيز في المرحلة القادمة على توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية الحالية وتعزيز أداء المنصات الرقمية لتصبح أكثر تفاعلاً وسلاسة واعتمادية، مع ضمان أعلى درجات الأمان السيبراني وحماية البيانات.

الالتزام بتطبيق أعلى معايير الحماية والتكامل مع منظومة NEST

وفيما يتعلق بالتحديات والمخاطر السيبرانية، أشار إلى أن البنك المركزي المصري يقدم دورا رياديا في ترسيخ معايير الأمن السيبراني داخل القطاع المصرفي، من خلال مبادرة NEST التي تمثل منظومة وطنية متكاملة لمتابعة ورصد المخاطر الإلكترونية وتعزيز جاهزية البنوك في مواجهتها، لافتًا إلى إسهام هذه المنصة في توحيد الجهود على مستوى البنوك المصرية، وتوفير بيئة تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات الفنية، بما يضمن بناء قدرات وطنية قادرة على حماية البنية التحتية المالية الرقمية.

ونوه إلى أن بنك التنمية الصناعية يلتزم بتطبيق أعلى معايير الحماية والتكامل مع منظومة NEST، من خلال فريق متخصص في الأمن السيبراني يعمل على مدار الساعة، على مراقبة الأنظمة وتحديث الإجراءات الوقائية، وإجراء اختبارات واختراقات دورية لضمان صلابة الدفاعات الرقمية، كما يعمل على تعزيز الثقافة الأمنية داخل البنك عبر تدريب العاملين ورفع الوعي بأهمية حماية البيانات.

أضاف أن البنك يولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر البشرية وتطوير مهاراتها في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي لضمان الاستخدام الأمثل لهذه الاستثمارات وتحقيق قيمة حقيقية ومستدامة، منوهًا إلى أن البنك يتعاون مع عدد من الجامعات لتوظيف خريجين جدد من أصحاب الكفاءات في المجالات التكنولوجية، بهدف تكوين فريق رقمي متكامل يعمل كمنظومة ابتكار داخل البنك بمثابة Digital Factory لتصميم وتطوير الحلول الرقمية المستقبلية.

 

الرابط المختصر