شوشة عبدالواحد_ ناقشت جلسة «الـ eSIM وأمن إنترنت الأشياء… تأمين المستقبل المتصل»، ضمن فعاليات معرض ومؤتمر Cairo ICT أحدث تطورات الشرائح المدمجة داخل الأجهزة، والتحولات العميقة التي تُحدثها في تأمين نظم إنترنت الأشياء (IoT)، خاصة في القطاعات الحيوية والمدن الذكية.
واتفق المتخصصون على أن الانتقال من الشرائح التقليدية إلى الـ eSIM يمثل تحولًا استراتيجيًا يوفر هوية رقمية صلبة، ويقلل التكاليف التشغيلية، ويدعم إدارة ملايين الأجهزة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بمبدأ «الأمن منذ التصميم».

أدار الجلسة الدكتور أحمد حسن، مدير الأمن السيبراني بشركة «الكان سي آي تي»، بمشاركة خبراء من مزودي الحلول وشركات الاتصالات.
وقال المهندس محمد كيوان، رئيس مجلس إدارة شركة «إيجيبت تراست»، إن الشرائح المدمجة تمثل نقلة نوعية لأنها قابلة للبرمجة والتحديث عن بُعد، وتدعم تعدد المشغلين، وتمنح عمرًا تشغيليًا يصل إلى 15 عامًا، فضلًا عن تقليل أعطال الاتصال المرتبطة بالشرائح التقليدية.
وأوضح أن الهوية المدمجة داخل الجهاز تُغلق الباب أمام نقل الشريحة أو استنساخها، ما يعالج ثغرات في أجهزة حساسة مثل نقاط البيع والعدادات، ويسمح بإدارة مركزية لهويات ملايين الأجهزة.
تحديات التشغيل على نطاق المدن
عرض المهندس عمرو نور، الرئيس التنفيذي لشركة «ICT Misr»، أبرز التحديات أمام مشروعات IoT واسعة النطاق، ومنها كثافة الأجهزة، واختلاف البروتوكولات، وحساسية البيانات، والحاجة إلى اتصال منخفض الكمون لخدمة التطبيقات الزمنية الحرجة.
وأكد أن موجات البيانات الصادرة من أجهزة IoT أصبحت عنصرًا حاسمًا لتشغيل الخدمات المدنية، ما يجعل الأمن «شرط وجود» وليس خيارًا إضافيًا.
قال الدكتور محمد عبد الفتاح، مدير تطوير الأعمال الإقليمي وخبير OT بشركة «فورتينت»، إن تكنولوجيا التشغيل (OT) تمثل العمود الفقري للبنية التحتية الحيوية، وإن ضعف أمن أجهزة IoT وOT قد يهدد سلامة المواطنين.
وأشار إلى أن الأجهزة غير الحاسوبية — مثل العدادات والمستشعرات — تنتج بيانات ضخمة لكنها تعاني ثغرات عديدة، ما يتطلب حلولًا متخصصة. وأوضح أن الـ eSIM عززت حماية الهوية بفضل تشفير أعلى ووسائل تحقق أقوى، مشددا على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية، ومنها NIST 800-213، وNIST 800-82، وISA/IEC 62443.
ناقشت الجلسة أيضًا تحديات دورة حياة الأجهزة، خاصة أن كثيرًا منها يعمل لأكثر من 20 عامًا.
وأوضح المتحدثون أن الـ eSIM تدعم هذه المدد الطويلة عبر التحديث عن بُعد وإدارة الملفات التعريفية دون تدخل ميداني، ما يقلل تكاليف الصيانة في العدادات والمواقع البعيدة.
قدم المهندس أسامة ثابت، مدير تسويق M2M وIoT بشركة «أورنج»، رؤية عملية من منظور المشغل، مؤكدًا أن الانتقال إلى الـ eSIM يقلص زمن نشر المشاريع، ويخفض الزيارات الميدانية، ويسهل إدارة الملفات التعريفية، ويدعم التحديثات عبر الهواء (OTA) للسيارات والأجهزة الصناعية، ويضمن قابلية التطوير بعد إغلاق شبكات 2G و3G.
اختتم الدكتور أحمد حسن الجلسة بالتأكيد على أن تأمين الهوية الرقمية وإنترنت الأشياء أصبح أولوية وطنية، داعيًا إلى تطبيق معايير الأمن منذ التصميم، إضافة إلى تأسيس منظومة مركزية لإدارة الهوية والأجهزة، وتقليل التدخل البشري، والتحديث المستمر للأنظمة وتقليل التعقيد، فضلًا عن تعزيز التنسيق بين المصنعين ومشغلي الاتصالات والجهات الأمنية.











