خبراء: الوكيل الذاتي جيل جديد من الهجمات الآلية يفتح عصر حرب سيبرانية بلا بصمة بشرية
شوشة عبد الواحد _أكد خبراء الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، خلال جلسة «الذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي» ضمن فعاليات PAFIX في معرض Cairo ICT، أن العالم يواجه تحولاً جذريًا مع ظهور هجمات تُنفَّذ بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، دون أي تدخل بشري مباشر.
واعتبروا أن هذا التطور يفرض على المؤسسات إعادة بناء أنظمتها الدفاعية من الأساس، استعدادًا لمرحلة جديدة تتصارع فيها الخوارزميات مع الخوارزميات.

هجوم يُخطط وينفذ نفسه
وكشف المشاركون أن إحدى الشركات العالمية رصدت أول هجوم سيبراني «شبه مستقل» يستند إلى ما يُعرف بالوكيل الذاتي (Agentic AI)، واستهدف 30 مؤسسة حول العالم، حيث نُفذت ما بين 80% و90% من مراحل الهجوم — من الاستطلاع وتحليل الثغرات إلى التسلل وتهريب البيانات — بشكل تلقائي تمامًا.
وأكدوا أن هذا المشهد غير المسبوق يثبت أن الآلة لم تعد مجرد أداة، بل أصبحت خصمًا قادرًا على اتخاذ قرارات هجومية متسارعة.
هجمات أدق… وخصم أكثر احترافًا
وأوضح أحمد أشرف، مهندس الحلول في «كاسبرسكي»، أن أدوات الذكاء الاصطناعي الهجومية مثل WormGPT وFraudGPT فتحت الباب أمام موجة جديدة من الهجمات فائقة الدقة، خصوصًا في رسائل التصيد وهجمات الاحتيال عبر البريد الإلكتروني (BEC)، بعد أن أصبحت قادرة على تقليد أسلوب كتابة المدراء التنفيذيين.
وأشار إلى أن المشهد تضاعفت خطورته مع ظهور برمجيات خبيثة ذات «سلاسل قتل مستقلة» يمكنها تعديل شيفرتها ذاتيًا والتكيف مع بيئة الضحية دون أي عنصر بشري، مثل PromptStealer وPromptFiber وPromptFlux.
اتساع مساحة الهجوم… ومسؤولية المستخدم
من جانبه، شدد أحمد علاء، مدير «تريند مايكرو» مصر، على أن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات خلق مساحة هجوم أوسع للمخترقين، مؤكدًا أن المسؤولية القانونية تقع في النهاية على المستخدم أو المنظمة.
وأشار إلى ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بإطار ضوابط واضح يحكم الاستخدام الداخلي.
منظمة جاهزة للذكاء الاصطناعي… 3 ركائز أساسية
وأوضح إسلام أحمد، مدير المبيعات الإقليمي في Group-IB، أن بناء «منظمة جاهزة للذكاء الاصطناعي» يعتمد على ثلاث ركائز متكاملة: الناس، العمليات، والتقنية.
وحذر من أن البيانات المسربة عبر الـDark Web أصبحت تُستغل في تنفيذ هجمات احتيال عالية الدقة، داعيًا إلى تبنّي نموذج حماية قائم على الذكاء (Intelligence-Based Stack) بدلًا من الاعتماد على الأدوات التقليدية.
الذكاء الاصطناعي نفسه تحت الهجوم
وقال محمد إسماعيل، مدير هندسة التكنولوجيا في Silicon21، إن جيلًا جديدًا من الهجمات بدأ يستهدف نماذج الذكاء الاصطناعي ذاتها، مؤكدًا أن الدفاعات AI-native ضرورية ولكنها لا تغني عن التدخل البشري المستمر.
وأوضح محمد أسامة، خبير الأمن الإقليمي في «فورتينت»، أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ خطوات معقدة خلال ثوانٍ تفرض ضرورة رفع مستوى الوعي والجاهزية الأمنية داخل المؤسسات.











