وزير الزراعة: أبواب المراكز البحثية مفتوحة أمام طلاب الجامعات والباحثين الشباب
حابي_ دعا علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، طلاب الجامعات إلى زيارة المراكز البحثية الزراعية والمعامل المتطورة التابعة للوزارة، لاكتساب الخبرات العملية والتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات الزراعة الحديثة، خلال افتتاحية اليوم الثاني من قمة المرأة المصرية، التي تنعقد في نسختها الرابعة برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
جاء ذلك خلال جلسة تفاعلية بعنوان «الابتكار الزراعي بين يد الشباب»، والتي افتتحت بها فعاليات اليوم الثاني من القمة، حيث ناقشت الجلسة ملامح المستقبل الزراعي في مصر، والدور المتنامي للتكنولوجيا والبحث العلمي في تحقيق الاستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع الزراعي عالميًا.

وركزت الجلسة على خطط وزارة الزراعة واستراتيجياتها المرتبطة بالزراعة الذكية، وسلاسل الإمداد، والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب استعراض الفرص النوعية التي يتيحها القطاع أمام الشباب في مجالات تتقاطع بشكل مباشر مع البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، وذلك بمشاركة ممثلين عن القطاع الحكومي، وشركات القطاع الخاص، وباحثين في مجالات الزراعة الحديثة.

وشارك في الجلسة كل من علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحسن البلتاجي رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيلكو، وحاتم العزاوي العضو المنتدب لشركة بيكو الزراعية، ومحمود عيسى المدير العام لشركة أيدي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما أدارت الجلسة نرمين الطاهري عضو مجلس أمناء جامعة النيل.
وأعلن وزير الزراعة إطلاق مبادرة لفتح أبواب المراكز البحثية والمعامل التكنولوجية التابعة للوزارة أمام طلاب الجامعات والباحثين الشباب، بهدف إتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرات والتعرف على جهود التطوير، وفتح مجال أوسع لقدراتهم وطموحاتهم بما يسهم في تعزيز الابتكار الزراعي.
وأكد الوزير، خلال مشاركته في ندوة قمة تمكين الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي استضافتها جامعة النيل، بحضور نخبة من المستثمرين وممثلي الشركات الناشئة وطلاب التخصصات العلمية والتكنولوجية، أن وزارة الزراعة تعد حاضنة للأفكار، وتحرص على استقبال الشباب والاستفادة من طموحاتهم وقدراتهم، مشددًا على أن الهيكلة الجديدة للوزارة تضع تمكين الشباب وتحديث المعامل في مقدمة أولوياتها.
ووجه وزير الزراعة دعوة مباشرة لطلاب الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم طلاب جامعة النيل، ليكونوا نواة لهذه المبادرة، من خلال تنظيم زيارات علمية وميدانية تشمل المراكز البحثية والمعامل المتطورة للتعرف على أحدث تكنولوجيات استنباط البذور والتقاوي، ومعامل الحجر الزراعي والخدمات البيطرية للاطلاع على معايير الجودة وسلامة الغذاء، إلى جانب المزارع الكبرى والمشروعات القومية لاكتساب خبرات عملية في إدارة المساحات الواسعة والميكنة الحديثة.
واستعرض جهود الوزارة في تحويل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مثل التغيرات المناخية وندرة المياه والملوحة وتفتت الحيازة، إلى فرص تنموية، من خلال تعزيز التحول الرقمي، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، وتطوير كارت الفلاح ليصبح كارتًا بنكيًا متكاملًا، وإطلاق منصات الإرشاد الزراعي الرقمي، فضلًا عن تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة لتقليل الفجوة الإنتاجية.
وأكد أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات لتشجيع المستثمرين وتحسين مناخ الاستثمار، انطلاقًا من اعتبار القطاع الخاص شريكًا أساسيًا في تحقيق التنمية.
وفي كلمته، قال محمود عيسى، المدير العام لشركة أيدي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ينقلان الزراعة المصرية إلى عصر البيانات، موضحًا أن الشركة تعمل في مجال التكنولوجيا الزراعية وتسهم بشكل مباشر في دعم هذا التحول، وأنها بدأت عملها في مصر منذ أربع سنوات، بينما تمتد عملياتها حاليًا إلى أكثر من ستين دولة حول العالم.
وأشار إلى أن تطور البنية التحتية في مصر يمثل عاملًا حاسمًا في تمكين التحول الرقمي، متوقعًا أن تصبح مصر من الدول الرائدة إقليميًا في مجال التكنولوجيا الزراعية خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن إتاحة البيانات الدقيقة تسهم في تحسين الإنتاجية ورفع كفاءة استخدام الموارد.
وقال حاتم العزاوي، العضو المنتدب لشركة بيكو الزراعية، إن التكنولوجيا وتحليل البيانات أصبحا بوابة الدخول الآمن للزراعة التصديرية، في ظل اشتداد المنافسة العالمية وتأثير التغيرات المناخية، مؤكدًا أن الاعتماد على الأدوات التكنولوجية الحديثة بات ضرورة حتمية لضبط الجودة والتكلفة وتعظيم الإنتاجية.
من جانبه، أكد محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية أن الجودة وبناء السمعة يمثلان مفتاح نجاح الصادرات الزراعية المصرية، مشيرًا إلى أن التعليم الأكاديمي يجب أن يتكامل مع التدريب العملي، وأن التصدير الزراعي منظومة متكاملة تشمل الإنتاج والخدمات اللوجستية والتسويق الخارجي.
وانطلقت أمس فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية بمشاركة رفيعة المستوى ضمت عددًا من الوزراء، والسفراء، ورؤساء الجامعات المصرية والأجنبية، وأكثر من ستة آلاف مشارك من صناع السياسات والخبراء وقيادات المؤسسات العامة والخاصة، ووفود شبابية من الجامعات، في إطار دعم تمكين المرأة والشباب واستشراف وظائف المستقبل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.










