سمر السيد_ نظّمت سفارة ألمانيا بالقاهرة، بالتعاون مع الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، مساء الاثنين، ندوة تناولت سُبل تأهيل الكوادر المصرية الراغبة في السفر والعمل في برلين، مع التركيز على التدريب الفني واللغوي ومتطلبات الهجرة إلى سوق العمل الألماني.
وقالت فاطمة سليمان، نائب مدير المكتب العلمي للهيئة الألمانية للتبادل العلمي، إن الهيئة تُعد أكبر جهة مانحة للدراسة في ألمانيا، مشيرة إلى مرور 65 عامًا على تأسيس مكتبها في مصر، التي تُعد أقدم دولة تستضيف مكتبًا للهيئة خارج ألمانيا.

وأوضحت خلال كلمتها بالندوة، أن الهيئة تقدم استشارات تعليمية للراغبين في الدراسة بألمانيا، إلى جانب منح دراسية لاستكمال التعليم، لافتة إلى أن جزءًا أساسيًا من عمل الهيئة، بالتعاون مع وزارة التعليم، يركز على تأهيل الطلاب والمتدربين المصريين للعمل في ألمانيا.

وأكدت أن نقص الكوادر المؤهلة في ألمانيا يمثل واقعًا حاليًا، ما يدفع الهيئة إلى دعم الطلاب المصريين الراغبين في العمل والعيش هناك، من خلال إكسابهم المهارات العلمية والفنية، وتعريفهم بمتطلبات السفر والمعيشة وسوق العمل.
وأضافت أن الحاصلين على شهادات ألمانية يتمتعون بفرص أسهل للحصول على تأشيرات العمل، حيث تمثل تلك الشهادات مسارًا مختصرًا للدراسة والعمل في ألمانيا، مؤكدة أن دور الهيئة لا يقتصر على الربط بين الجامعات، بل يمتد إلى بناء جسور تعاون مستدامة بين مصر وألمانيا.
من جانبها، أكدت نيفين السيوفي، مدير قسم اللغة بمعهد جوته بالقاهرة، أن اللغة تمثل المفتاح الأساسي للهجرة، موضحة أن إتقان اللغة شرط رئيسي للاندماج في المجتمع الألماني وفهم ثقافته والمشاركة الفعالة في سوق العمل.
وأضافت أن المعهد يقدم برامج متكاملة للتحضير للهجرة، تشمل كيفية التقديم على فرص العمل والتأشيرات، بالتعاون مع هيئة التعاون الدولي الألمانية، والغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة، بهدف تحقيق التكامل في إعداد العمالة للسفر، مشيرة إلى أن برامج المعهد تمتد أيضًا إلى دول أوروبية أخرى ناطقة بالألمانية.
بدورها، قالت شهيرة واصل، ممثلة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، إن الوكالة تلعب دورًا محوريًا في تسهيل هجرة العمالة الماهرة إلى ألمانيا، من خلال برامج ممولة من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية.
وأضافت أن الوكالة تعمل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية في إطار مشروع المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، والذي يقدم استشارات شاملة للراغبين في الهجرة، تشمل إجراءات العمل، والتدريب المهني، والدراسة، ودورات اللغة، وبرامج الاندماج.
وأشارت إلى التركيز على قطاعات محددة، من بينها الإلكترونيات والمعادن، مع تأهيل العمالة لغويًا ومهنيًا، وبناء شراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص الألماني، لضمان استدامة التعاون وتسهيل دمج الخريجين المصريين في منظومة التعليم والعمل بألمانيا.
وفي السياق ذاته، أوضحت رئيسة القسم الصحفي بالسفارة الألمانية بالقاهرة أن السفارة رصدت ارتفاعًا ملحوظًا في طلبات الحصول على تأشيرات العمل، ما يعكس تزايد جاذبية ألمانيا كوجهة للعمل.
وأكدت أن السفارة تصدر تأشيرات للعمل الأكاديمي والمهني المؤهل، مشيرة إلى أن التدريب المهني يمثل عنصرًا حاسمًا في الحصول على التأشيرة، وأن الحصول عليها يتطلب وجود عرض عمل واضح وتأهيل فني مناسب، لافتة إلى أن تأشيرة العمل قد تليها إقامة دائمة مع إمكانية لمّ شمل الأسرة.
كما أشارت إلى نظام «كارت الفرص» كأحد المسارات المتاحة للباحثين عن عمل في ألمانيا من الحاصلين على مؤهلات معادلة، موضحة أن السفارة أصدرت خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 نحو 2000 تأشيرة عمل، بزيادة 30% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأكدت أن القطاعات الصحية والطبية تُعد من أكثر المجالات طلبًا في سوق العمل الألماني، إلى جانب وجود مسار سريع للتأشيرات للحالات التي يتوافر لها عرض عمل مباشر.











