تراجع الأسهم الأوروبية وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد وترقب قرارات البنوك المركزية

سي إن بي سي_ انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، متأثرة بتراجع حاد في قطاعي الدفاع والطاقة، في حين يدرس المستثمرون بيانات الوظائف المحلية والأمريكية المخيبة للآمال.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 % إلى 580.08 نقطة بعد أن حقق أمس الاثنين أكبر مكاسبه في يوم واحد منذ نحو ثلاثة أسابيع.

E-Bank

وانخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.59%، كما انخفض مؤشر كاك الفرنسي بنحو 0.23%، بينما انخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.68%.

stem

ونزلت معظم البورصات الإقليمية الرئيسية مع تراجع المؤشرين القياسيين في لندن وألمانيا 0.6 % لكل منهما.

وأظهرت بيانات مؤشر ستاندرد اند بورز جلوبال لمديري المشتريات تباطؤ نمو القطاع الخاص في ألمانيا للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر كانون الأول، في حين أظهرت تقديرات أولية أيضا توقف النمو تقريبا في فرنسا، وفق تقرير رويترز.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وفي الولايات المتحدة، أظهر تقرير وزارة العمل انتعاش نمو الوظائف أكثر من المتوقع في نوفمبر، لكن معدل البطالة بلغ 4.6 %.

وقال خبير أسواق الأسهم الأوروبية لدى مورنينجستار، مايكل فيلد”يحاول (المستثمرون) الآن التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات لأمريكية التي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي ومحاولة تحديد ما له قيمة منها وما ليست له قيمة”.

وأضاف “من المؤكد أن العناوين الرئيسية التي نشهدها اليوم عن ارتفاع معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات في الولايات المتحدة كافية لإخافة المستثمرين نوعا ما”.

وتراجع قطاع الدفاع بعد أن عرضت الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية على غرار ضمانات حلف شمال الأطلسي لكييف، وأفاد المفاوضون الأوروبيون بإحراز تقدم في المحادثات أمس الاثنين لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وهبط سهم راينميتال 4.6 %، وتراجع سهم هينزولت 3.7%، ونزل سهم ليوناردو أربعة %، وانخفض المؤشر الأوسع 1.8%، وهو أكبر تراجع يومي منذ أكثر من أسبوعين.

وتراجع قطاع الطاقة 1.9 %، مقتفيا أثر انخفاض أسعار النفط، وارتفع سهما شركتا الطيران إيزي جيت 3.2 % ولوفتهانزا1.3 %.

تظل التطورات في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا محط الأنظار، بعدما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال عطلة نهاية الأسبوع إن كييف مستعدة للتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى الناتو من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.

وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين يوم الاثنين إنه بعد “محادثات طويلة وجيدة جدًا” مع القادة الأوروبيين، أصبح المفاوضون “أقرب الآن من أي وقت مضى” إلى وقف الصراع.

وأغلق مؤشر Stoxx Europe Aerospace and Defense لقطاع الطيران والدفاع الأوروبي منخفضًا بنسبة 1.8%، حيث أنهت شركة Saab السويدية الجلسة متراجعة 4.8%.

كما أنهت شركتا Rheinmetall وRenk الألمانيتان الجلسة على انخفاض بنسبة 4.5% و4.3% على التوالي، وكانتا من بين الأسهم الأكثر تراجعًا في أوروبا يوم الثلاثاء.

ويستعد المستثمرون في أوروبا لأسبوع مزدحم بقرارات البنوك المركزية.

يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه الأخير للسياسة النقدية هذا العام يوم الخميس، ومن المتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة عند 2%. وكانت رئيسة البنك كريستين لاغارد قد قالت إن البنك سيُرجّح رفع توقعاته للنمو مرة أخرى في ديسمبر، بعد أن رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي إلى 1.2% في سبتمبر الماضي.

كذلك سيعقد بنك إنجلترا وريكس بنك ونروغيس بنك اجتماعاتهم الأخيرة للسياسة النقدية لعام 2025 هذا الأسبوع، وقد يكون القرار متقاربًا، لكن من المتوقع أن يُقدم بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة.

وفي المملكة المتحدة، أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية الصادرة الثلاثاء أن معدل البطالة ارتفع قليلًا إلى 5.1% خلال الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر، بينما كانت الشركات تنتظر الميزانية الخريفية المهمة. ويُعد هذا أعلى معدل بطالة في بريطانيا منذ الأشهر الثلاثة حتى يناير 2021.

كما أظهرت تقديرات الثلاثاء أن عدد الموظفين على جداول الرواتب انخفض بنسبة 0.5%، أو 149 ألف موظف، خلال العام حتى أكتوبر.

وكانت عوائد السندات الحكومية البريطانية، المعروفة باسم gilts، مستقرة بعد تحديث بيانات سوق العمل، بينما لم يشهد الجنيه الإسترليني تغيرًا يُذكر أمام كل من الدولار الأميركي واليورو.

وقال سورين ثيرو، مدير الاقتصاد في معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، في مذكرة بعد صدور البيانات، إن الأرقام تجعل خفض الفائدة من بنك إنجلترا “أمرًا لا مفر منه”.

وأضاف “إن الوتيرة المقلقة التي يتفكك بها سوق العمل تعني أن خفض سعر الفائدة يوم الخميس يبدو حتميًا، إذ ستزيد هذه الأرقام بلا شك المخاوف بشأن قوة الظروف الاقتصادية.”

كما تصدر أرقام التضخم في منطقة اليورو والمملكة المتحدة يوم الأربعاء، وهو ما قد يؤثر أيضًا على قرارات السياسة النقدية.

وسيُختبر صمود القادة الأوروبيين هذا الأسبوع بينما يناقشون تمويل أوكرانيا خلال قمة في بروكسل يوم الخميس، بما في ذلك احتمال استخدام مليارات من الأصول الروسية المجمّدة لدعم قرض بقيمة 210 مليارات يورو (246 مليار دولار) لكييف.

وتراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ بشكل جماعي خلال الليل، مقتفية أثر انخفاضات وول ستريت مع استمرار المستثمرين في الخروج من تداولات الذكاء الاصطناعي.

وفي الولايات المتحدة، تراجعت الأسهم بعد أن أظهر تقرير الوظائف المؤجل لشهر نوفمبر أن الوظائف غير الزراعية بلغت 64 ألف وظيفة، وهو تحسن مقارنة بتراجع 105 آلاف وظيفة في أكتوبر.

الرابط المختصر