مؤسسة التمويل الدولية وآميا باور توقعان شراكة لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجاوات في أسوان
وزيرة التخطيط: مشروع أبيدوس الثاني دليل على تسريع مصر للتحول إلى النمو المستدام منخفض الكربون
حابي_ أعلنت مؤسسة التمويل الدولية اليوم عن شراكة جديدة مع شركة آميا باور، إحدى الشركات الرائدة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ومع مؤسسة كيودين إنترناشيونال اليابانية، لبناء محطة طاقة شمسية كبيرة ونظام تخزين لطاقة البطاريات لزيادة إمكانية الحصول على الطاقة بشكل موثوق ومستدام في مصر.
تضم حزمة التمويل بقيمة 571.8 مليون دولار أمريكي أموالاً من حساب مؤسسة التمويل الدولية الخاص، إلى جانب أخرى مقدمة من الشركاء إلى شركة أبيدوس للطاقة المتجددة، بهدف تمويل إنشاء وتشغيل محطة أبيدوس الثانية للطاقة الشمسية بقدرة تبلغ 1000 ميجاوات. تضم هذه المحطة نظاماً متكاملاً لتخزين طاقة البطاريات بسعة 600 ميجاوات/ساعة، وتقع في محافظة أسوان بجنوب مصر.

سيوفر المشروع طاقة نظيفة بأقل تكلفة في مصر بإنتاج يصل إلى أكثر من 3 ملايين ميجاوات/ ساعة سنوياً، مع قدرة نظام تخزين البطاريات على توفير كهرباء خالية من الانبعاثات خلال ذروة الطلب ليلاً. وسيسهم المشروع في تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 1.6 مليون طن سنوياً، مما يدعم مصر في تحقيق هدفها بخفض الانبعاثات من قطاع الكهرباء بنسبة 37%، بالإضافة إلى هدفها الوطني المتمثل في استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 42% بحلول 2030. ومن المتوقع أن تسهم أعمال البناء لمحطة أبيدوس الثانية في توفير أكثر من 4000 فرصة عمل، وسيتم تخصيص أكثر من 95% منها للمصريين.

جدير بالاعتبار أن مؤسسة التمويل الدولية ستقدم قرضاً ممتازاً بقيمة 83.5 مليون دولار، إلى جانب حشد 465.2 مليون دولار بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم مؤسسة كاسا ديبوست اي بريستيتي، وبنك التنمية الهولندي، والوكالة الألمانية للاستثمار والتنمية، ومؤسسة الاستثمار البريطاني الدولي، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، والبنك الأوروبي العربي.
كما تقدم مؤسستان تمويلاً مختلطاً بشروط ميسرة بهدف تخفيض مخاطر المشروع وتشجيع وجذب الاستثمار الخاص. سيقدم صندوق التكنولوجيا النظيفة، وهو برنامج تابع لصندوق الاستثمار في الأنشطة المناخية، قرضاً ممتازاً بقيمة 20 مليون دولار، كما سيقدم برنامج تنمية القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدعم من حكومة هولندا، قرضاً ممتازاً آخر بقيمة 3.1 ملايين دولار، وستكون مؤسسة التمويل الدولية الهيئة المسؤولة عن تنفيذ هذين القرضين.
ويعتبر هذا الاستثمار الجديد بين بلدان الجنوب جزءاً من جهود تعميق وتعزيز الشراكة بين مؤسسة التمويل الدولية وشركة آميا باور لدفع مصر نحو التحول إلى الطاقة الخضراء، وذلك بعد مشروع أبيدوس للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات ومشروع أمونت لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات في عام 2022، وتمويل أول نظام لتخزين طاقة البطاريات على مستوى المرافق في مصر في بداية هذا العام.
ويمثل هذا المشروع أول استثمار لمؤسسة كيودين إنترناشيونال اليابانية في مصر.
ومن جانبه أكد حسين النويس، رئيس مجلس إدارة شركة آميا باور، أن المشروع يعكس قدرة الشركة على تحقيق الإنجازات بوتيرة سريعة وعلى أوسع نطاق ممكن.
وأضاف أن الأهمية الاستراتيجية للمشروع في دعم منظومة الطاقة بمصر دفعت الشركة إلى بدء أعمال الإنشاءات وتعزيز خطوات التنفيذ قبل استكمال تمويل المشروع، مشيراً إلى أن المشروع، كأكبر محطة للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أفريقيا، يمثل خطوة فارقة نحو الطاقة النظيفة، ويحقق فوائد ملموسة للبلاد عبر تعزيز أمن الطاقة، ودعم فرص العمل المحلية، وترسيخ أسس التنمية الوطنية طويلة المدى.
من جانبه صرح تاكيشي ميتسويوشي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كيودين إنترناشيونال، بأن المؤسسة تشرف بالمشاركة في هذا المشروع البارز في مصر والتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية وشركة آميا باور، مؤكداً التزام الجميع بتنفيذ المشروع بنجاح، ومشيراً إلى أن المشروع سيسهم بشكل كبير في دعم التنمية النظيفة والمستدامة في مصر وتسريع التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
تعقيباً على ذلك، قال شيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي لشمال أفريقيا والقرن الأفريقي في مؤسسة التمويل الدولية، إن الشراكة الإستراتيجية مع آميا باور تسهم في تنفيذ مشاريع طاقة عالية الجودة وتحقق أثر إنمائي مستدام وفعال في مصر وخارجها.
وأضاف أن توسيع نطاق حلول الطاقة النظيفة وأنظمة التخزين الذكية يساعد مصر على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة بشكل مستدام، فضلاً عن تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات والأزمات على المدى الطويل.
وأكد أن المشروع يعد نموذجاً حياً على قدرة التمويلات المبتكرة والشراكات القوية على تسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتوفير فرص عمل، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل.
ستقدم مؤسسة التمويل الدولية أيضاً إرشادات لشركة آميا باور حول كيفية تخفيف وإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية، بما في ذلك مراقبة ظروف العمل الآمنة والصحية، وإدارة أعمال المشروع بما يتماشى مع معايير الأداء الخاصة بالمؤسسة.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر، إن المشروع يعكس التزام مصر بتوسيع استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة، باعتبارها حجر الزاوية لأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والعمل المناخي. وأضافت أن المشروع، من خلال المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء والالتزام بالتحول الأخضر، يوفر الكهرباء النظيفة على نطاق واسع ويخلق فرص عمل جديدة، ويعزز تنافسية واستدامة منظومة الطاقة في الدولة المصرية، مشيرة إلى أن مشروع أبيدوس الثاني يبرهن على إمكانية تسريع تحول مصر إلى نموذج نمو مستدام وشامل ومنخفض الكربون عبر تنسيق السياسات العامة، التمويل الميسر، وقيادة القطاع الخاص.
ويتسق المشروع مع منصة المناخ التي تقودها مصر وبرنامج “نوفي” الذي يربط بين الطاقة والغذاء والماء، في إطار البرنامج الطارئ سريع المسار للطاقة المتجددة الذي تنفذه الحكومة المصرية بقدرة 4 جيجاوات، بهدف تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من خلال مصادر نظيفة وتنافسية، وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد.
كما يتماشى المشروع مع إطار الشراكة الإستراتيجية بين مجموعة البنك الدولي ومصر للسنوات المالية 2023-2027، الذي يركز على خلق فرص العمل، وتنمية رأس المال البشري، وتعزيز القدرة على الصمود أمام الصدمات الاقتصادية والبيئية.
ويسهم المشروع أيضاً في تحقيق الأهداف العامة لمبادرة “المهمة 300″، وهي مبادرة مشتركة أطلقتها مجموعة البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية، بهدف حشد جهود الحكومات الأفريقية والقطاع الخاص وشركاء التنمية لزيادة توفير الطاقة بأسعار معقولة، وتوسيع نطاق الحصول على الكهرباء، وزيادة كفاءة المرافق، وجذب الاستثمارات الخاصة، وتحسين التكامل الإقليمي في مجال الكهرباء والطاقة لدفع عجلة التحول الاقتصادي.
منذ عام 2017، دعمت مجموعة البنك الدولي وغيرها من شركاء التنمية تطوير مشاريع توليد 3.1 جيجاوات من الطاقة الشمسية و2.8 جيجاوات من طاقة الرياح. وقد قامت مؤسسة التمويل الدولية بدعم مشاريع بارزة مثل برنامج تعريفة التغذية بقدرة 1.4 جيجاوات في مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، بالإضافة إلى عدة مشاريع ضمن برنامج البناء والتملك والتشغيل، منها مشروع غرب بكر لطاقة الرياح بقدرة 252 ميجاوات، ومشروع أبيدوس للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات، ومشروع أمونت لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات.
وقامت مؤسسة التمويل الدولية باستثمار وتعبئة نحو 10 مليارات دولار في مشروعات استثمارية، ولديها محفظة عمليات استشارية تبلغ قيمتها 27 مليون دولار.
ويركز دعم المؤسسة للقطاع الخاص في مصر على التكنولوجيا المالية، وتمويل العمل المناخي، والصناعات التحويلية، ومشروعات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والمساواة بين الجنسين، وغيرها من القطاعات الأخرى.











