لطفي منيب: «الأوزان الخفيفة» حل عملي للتغلب على تحديات صناعة الذهب
تنامي الطلب على السبائك بشكل أساسي وانحساره في المشغولات
شاهندة إبراهيم _ قال المهندس لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية إن التقنيات التكنولوجية الجديدة المستخدمة في التصنيع ساهمت في إنتاج منتجات بوزن خفيف، وجودة وصلابة وقوة أعلى، وهو ما مكّن الصناعة نفسها من التغلب على ارتفاع الأسعار.
وأشار منيب في تصريحات لجريدة حابي، إلى ضرورة الفصل بين أن صناعة الذهب تنقسم إلى شق متعلق بالمشغولات الذهبية بغرض الزينة، فضلًا عن شق آخر يرتبط بالسبائك والجنيهات والاحتفاظ بخام الذهب كنوع من أنواع الادخار ولمواجهة التضخم في الأسعار.

وأوضح أن الطلب يتنامى على السبائك بشكل أساسي في حين أنه ينحصر على المشغولات الذهبية نتيجة الضغوط الاقتصادية العالمية والمحلية التي تدفع الناس إلى شراء احتياجاتها الأساسية بل وتجد صعوبة في تدبيرها، ولذلك استخدام الذهب كحُلي يعتبر رفاهية ولا يندرج تحت بند الاحتياجات الضرورية.

ونوّه بأن تنامي الطلب على السبائك يحفّز استمرار وتيرة ارتفاع الأسعار، فيما عزا انحسار الطلب على المشغولات الذهبية إلى ارتفاع أسعارها وهو ما دفع المصانع لاتباع حلول مرنة من خلال الأوزان الخفيفة للمنتجات.
ونبّه نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، إلى أن صناعة الذهب تعاني من عدة مشكلات أبرزها ثبات الأجور تقريبًا وزيادة أسعار الخامات وهو ما يؤثر على إنتاجية المصانع كرد فعل طبيعي.
وعن توقعات أسعار الذهب، قال إن الأوضاع الجيوسياسية والعلاقات التجارية بين أمريكا والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا وفنزويلا، تعتبر المؤثر الأساسي والرئيسي في اتجاهات المسار السعري خلال الفترة المقبلة.
الذهب يسير في اتجاه عكسي بالنسبة للأسعار مع قوة الدولار
وفي السياق نفسه، أشار إلى أن الذهب يسير في اتجاه عكسي بالنسبة للأسعار مع قوة الدولار وفقًا للمتعارف عليه، فيما لفت إلى أن القرارات السياسية والعلاقات الأمريكية مع شركائها التجاريين ومع دول العالم تؤثر بشكل قوي على حركة الدولار.
وأكد على صعوبة توقع الخريطة المستقبلية لشكل العلاقات الأمريكية والدول الأخرى، نظرًا لأن السياسة الأمريكية قد تصدر قرارات مفاجئة تغير شكل العلاقات التجارية بينها وبين دول كثيرة قوية.
القرارات المفاجئة تؤثر بشكل مباشر على سعر صرف الدولار وينعكس بالتبعية على أداء الذهب
وتابع: وبالتالي القرارات المفاجئة تؤثر بشكل مباشر على سعر صرف الدولار وهو ما ينعكس بالتبعية على أداء الذهب سواء بالإيجاب أو السلب.
وشدد منيب، على ضرورة وجود معلومات مؤكدة بحيث يتم البناء عليها توقعات حركة الأسعار، خاصةً أنه بات هناك تحركات فجائية وغير معلومة من الرئيس الأمريكي، وهو ما يضعف التنبؤات ويجعلها غير سليمة.
وفي سياق مختلف، قال إن الرئيس الأمريكي أعلن ضمنيًّا عدم وجود تخفيضات في سعر الفائدة خلال العام المقبل على أن تبدأ دورة التيسير النقدي في 2027.
وأوضح أن التخفيض الأخير الذي أقره الفيدرالي الأمريكي بنسبة 25 نقطة لا يعول عليه في تغيير خريطة العالم الاقتصادية، مؤكدًا على أن التحديات الجيوسياسية هي المحرك الرئيسي لهذا التغيير.
وأشار إلى أن يوم انتخاب الرئيس الأمريكي كان سعر أوقية الذهب 2700 دولار، ومع بداية توليه الحكم في يناير 2025 انخفض سعر الذهب إلى 2600 دولار للأوقية وسط حالة من التفاؤل بحل أزمة روسيا وأوكرانيا ومزاعم حل المشاكل الاقتصادية مع تولي دونالد ترامب الحكم، إلى أن وصل سعر الذهب إلى 4200 دولار في الوقت الحالي.
أتوقع زيادة وانخفاض أسعار الذهب مع توافر الأسباب التي تدعم المسارين
ويرى أن الموقف ضبابي إلى أبعد الحدود نتيجة الإعلان عن الجمارك والضرائب المفروضة على الصين وتدهور العلاقات التجارية مع كندا والمكسيك والبرازيل والاتحاد الأوروبي، مضيفًا: «أتوقع زيادة وانخفاض أسعار الذهب مع توافر الأسباب التي تدعم المسارين، بمعنى أن استمرار التحديات يحفّز ارتفاع الأسعار، وفي حالة حدوث تقارب ما بين أمريكا وروسيا بما يدعم انخفاض الأسعار».











