مجد الدين المنزلاوي: 76% نسبة التصنيع المحلي في منتجات طيبة للصناعات الهندسية
تحقيق الإستراتيجية مرهون بتواصل الحكومة وتفاعلها المباشر مع الشركات
فاروق يوسف _ دعا المهندس مجد الدين المنزلاوي، رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة طيبة للصناعات الهندسية، إلى تبني إستراتيجية واضحة تعتمد على التواصل والتفاعل المباشر مع العديد من الجهات المختصة، من أجل ضمان تحقيق مفهوم التصنيع المحلي، الذي يهدف إلى خفض حجم الواردات وزيادة الصادرات، وتعزيز نشاط الصناعة وزيادة عجلة الإنتاج، والمساهمة في توفير فرص عمل.
وأوضح في حديثه إلى جريدة «حابي» أن هذا التواصل ينحصر بين 3 جهات، أولاها الشركات الكبيرة التي تحتاج لمكونات وصناعات مغذية، والجهة الثانية الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ستقوم بتصنيع هذه المكونات، أما الثالثة فهي الحكومة باعتبارها الأداة التنفيذية والتحفيزية لهذه الكيانات للقيام بما هو مطلوب.
وأضاف أن الضلع الثالث من هذه الجهات وهو الحكومة، أهم ما في المعادلة، لأنها ستقوم بتشجيع صغار المستثمرين وتحديدًا الشركات الصغيرة لبدء تصنيع مكونات مغذية ومدخلات صناعية لجميع الشركات، وتوليها أهمية خاصة حتى تكون حاضنة لها، وتؤهلها لتعزيز صناعتها بما يؤهلها للقدرة على المنافسة في الصناعات المغذية مع الأسواق الخارجية.
وأكد أن العائد من عمليات التصنيع المحلي ليس ماديا فقط، بل سيعمل على رفع القيمة المضافة للمنتج المحلي، والحصول على سلاسل إمداد وتوريد قوية، الأمر الذي يساعد في زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق معدلات نمو حقيقية.
وأشار إلى أن شركة طيبة للصناعات الهندسية، استطاعت أن تصل إلى تحقيق نسبة 76% مكونا محليا في تصنيع جميع منتجاتها، لا سيما في نشاط التكييف المركزي، وهي أعلى نسبة موجودة في السوق المصرية، وذلك بفضل أنها ضخت استثمارات لإقامة مصانع تقوم بتصنيع المكونات المغذية لمنتجاتها.
وقال إن العديد من الدول الشقيقة باتت تتمتع بقدرة تنافسية عالية نظرًا لاهتمامها بالصناعات المغذية، والاعتماد على مراكز بحثية تكنولوجية متطورة، وذلك رغم أن تاريخ الصناعة المحلية أقدم بكثير من هذه الدول، ولذلك وجب التحرك سريعًا نحو تعميق الصناعة الوطنية بما يضمن تحقيق المستهدفات على مستوى الأداء الاقتصادي.
نحتاج حزمًا تحفيزية للشركات الصغيرة.. لتصنيع المكونات ومدخلات الإنتاج
ولفت إلى أن جمعية رجال الأعمال اتخذت خطوات نحو تحقيق هذا المفهوم، وتم عقد مناقشات واجتماعات مع جميع الأطراف المعنية، سواء المصنعون أو الحكومة، بل اتجهت أيضًا إلى إبرام تعاقدات مع بعض الجامعات المصرية، على رأسها جامعة عين شمس، للاستفادة من رسائل الدرجات العلمية للخريجين وتوجيهها إلى عمليات الابتكار للمجتمع الصناعي.
وأشار المنزلاوي إلى أن الشركة أقامت مصنعًا جديدًا بتكلفة استثمارية بلغت نحو 80 مليون جنيه، حيث تم افتتاح المصنع أكتوبر الماضي، وهو مخصص لصناعة معدات أجهزة التكييف، وبعض الصناعات الهندسية، ويأتي في إطار خطة توسع طيبة في السوق والتي تتضمن زيادة عمليات البيع، وتعزيز فرص التصدير، لافتًا إلى أن المصنع قابل لإضافة واستيعاب أي توسعات جديدة.
وأشار إلى أن المستثمرين في حاجة إلى مزيد من عوامل الجذب والتيسيرات، حيث خفض الفائدة، وترشيد أسعار الطاقة، وهي التي تمكنهم من تنفيذ خطط توسعاتهم بمرونة، وبصورة سريعة وفق خططهم الزمنية.
ولفت المنزلاوي إلى أن شركته تعتمد على خامات مستوردة من الصين وأخرى من اليابان، ما يعني أن أي نقص فيها قد يعرقل الإنتاج، لافتا إلى أن التصنيع المحلي أمامه فرصة واعدة إذا ما تم استغلال الظرف بأفضل صورة ممكنة، ولكن المهم هو تقليل الاعتماد على الخارج.
وأشار إلى أن الصناعات الهندسية من أكثر القطاعات التي ترتبط مصانعها باستيراد خامات من الخارج، وهو ما ظهرت تأثيراته خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن هناك العديد من المفات التي يجب التركيز عليها من قبل الحكومة خلال الفترة الحالية، تأتي في مقدمتها الرسوم التي يتم فرضها على معاملات القطاع الاستثماري.