بقلم د. ماهر عشم رئيس شركة كومتريكس للتجارة الإلكترونية _ أطلق البنك المركزي المصري، بالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية، سباق الابتكار لاستخدام حلول التكنولوجيا المالية لمعالجة التحديات الناجمة عن جائحة كورونا.
فعاليات السباق تتم بدعم وإشراف من مؤسسة FSD Africa وتنظيم DFS Lab بهدف تدعيم التعاون الدولي في أنشطة التكنولوجيا المالية والابتكار في ظل استمرار تداعيات جائحة كورونا.
FSD Africa هي شركة غير هادفة للربح في كينيا، وهي ممولة من المعونات البريطانية UKaid من حكومة المملكة المتحدة. الشركة تستثمر في المراحل التشغيلية الأولى للشركات الناشئة startups ، وتساعد المؤسسين على بناء أسس قوية والبحث عن توافق وتمويل بين المستثمرين والمبتكرين الأفارقة .
تلك المسابقة خطوة هامة نحو تحفيز المبدعين والتعاون والتكامل الإفريقي في المجال والاستفادة بالتعاون مع دول حققت نتائج شهد لها العالم في التحول لمجتمع لانقدي من خلال تبني التكنولوجيا المالية وتذليل العقبات أمامها.
البنك المركزي المصري واعٍ تمامًا لأهمية التكنولوجيا المالية والدور المحوري الذي لا غني عنه في دعم الاقتصاد ومد مظلة الشمول المالي لتشمل فئات جديدة من المجتمع ولزيادة المساحة اللانقدية في المعاملات المالية.
ومن منطلق دوره كمحفز لعملية التطوير وداعم لصناعة التكنولوجيا المالية، فقد قام البنك المركزي المصري في مارس 2019 بإطلاق استراتيجيته المتكاملة للنهوض بمنظومة التكنولوجيا المالية والابتكار والتي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة التكنولوجيا المالية. ارتكزت تلك الاستراتيجية على أعمدة خمسة:
1 -الحوكمة وبناء التعاون المثمر بين الأطراف المختلفة العاملة بالمجال لتحقيق التطور الدائم لتلك الصناعة.
2 -صقل المواهب والعمل على وفرة الكوادر البشرية العاملة بالمجال وتنميتها واجتذاب أفضل المواهب والعقول من الداخل والخارج.
3 -العمل على البيئة التشريعية وتطوير القوانين والقواعد وتراخيص التشغيل لتستوعب الإبداع في تلك المجالات.
4 -مساعدة المبدعين في المجال على إيجاد رؤوس الأموال اللازمة للمراحل المختلفة للدورة الحياتية الخاصة بالشركات الناشئة لتحويل تلك الأفكار إلى واقع.
5 -تحفيز الطلب والشهية الخاصة بالمؤسسات المالية العاملة في السوق على تبني تلك الإبداعات والعمل بها.
لم يتوقف المركزي عند الكلام والإفصاح عن السياسات التي قمت بترجمة جزء منها -لأني لم أجد على الموقع نسخة عربية– وكنت أتمنى أن أجدها حتى يستطيع الجميع الاطلاع على هذه الوثيقة المهمة وفعلها بخطوات حقيقية على الأرض أذكر بعضًا منها:
قام البنك المركزي المصري بإطلاق خدمات المختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية، والذي يعد بمثابة بيئة اختبار تسمح لمطوري خدمات التكنولوجيا المالية المبتكرة من اختبار تطبيقات التكنولوجيا المالية المبتكرة في الواقع وعلى عملاء حقيقيين، والتي لا يمكنهم تقديمها حاليًا في السوق المصرية إما لوجود معوقات رقابية أو لغياب القواعد الرقابية المنظمة لها.
أسس مركز التكنولوجيا المالية القائم على تشجيع التكنولوجيا والابتكار، حيث يعمل مركز التكنولوجيا المالية كمنصة موحدة تجمع أطراف منظومة التكنولوجيا المالية كافة في مكان واحد، بما فيهم رواد أعمال التكنولوجيا المالية، والمؤسسات المالية، والجهات الرقابية، ومقدمو الخدمات، وأصحاب الخبرات، والمستثمرون.
خصص المركزي مبلغ 1 مليار جنيه مصري لتمويل صندوق دعم الابتكارات بمشاركة المؤسسات الكبرى التي تركز على الاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية.
كما أنشأ آلية صندوق التمويل بمشاركة المؤسسات الكبرى التي تركز على الاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية، وذلك بهدف:
– إطلاق آلية استثمار مستقلة تشجع على الاستثمار في صناديق التمويل التي تركز على الاستثمار في مجال التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية بوجه خاص.
– الاستفادة من خبرة وقوة المؤسسات التمويلية المشاركة مع البنك المركزي في خلق منصة تمويل قوية ومستقلة، قادرة على توجيه خبراتها واستثماراتها لتعزيز نمو منظومة التكنولوجيا المالية.
في الوقت الذي أثمن فيه من جهود ومبادرات المركزي في تبني وتحفيز الإبداع والمبدعين في مجال التكنولوجيا المالية أرى أنه يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد في المحور الخامس الخاص باسراتيجيته للتكنولوجيا المالية والمتعلق بالمؤسسات القائمة وتحفيز طلبها على تلك الإبداعات. واستخدامها لتحسين جودة الخدمات المصرفية المتردية لدى كثير من البنوك والتي لنا فيها مقال آخر لضيق المساحة. فالتعاون القائم بين الشركات الناشئة والطلب عليها لا يزال محدودًا وكم من مسابقات فاز بها مبدعون ولم يتم الاستفادة من إبداعاتهم.
فالمؤسسات المالية عميقة وبها من يقاوم التطوير خوفًا من المجهول في نظم المعلومات الخاصة بتلك المؤسسات وعلى المركزي تبني تلك المبادرات وتفعيلها حتى لا تنتهي عند الفوز في المسابقات ولنا في هذا الموضوع بالذات حديث آخر بمشيئة الله.