سكاي نيوز عربية – ما تزال المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مستمرة، في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، الأمر الذي استدعى تحركات دولية على مختلف الأصعدة.
وانتهت، الأربعاء، جلسة المشاورات في مجلس الأمن المخصصة لدراسة الوضع في الأراضي الفلسطينية، دون الاتفاق على إصدار بيان بسبب معارضة الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن القدس “خط أحمر” ولا يمكن أن يتحقق السلام والأمن إلا بتحريرها، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية ستدرس كافة الخيارات لصد الهجوم الإسرائيلي.
وأوضح عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية إن “القدس خط أحمر وقلب فلسطين وروحها ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل”.
وأضاف أنه الفلسطينيون لن يقبلوا “بالأمر الواقع الذي يريد أن يفرضه الاحتلال في القدس من خلال استهداف الوجود الفلسطيني”.
وذكر أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.
وقال الرئيس الفلسطيني إنه سيتم دراسة “كل خياراتنا لصد العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا”.
يأتي ذلك فيما قرر المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل توسيع العمليات ضد قطاع غزة، مساء الأربعاء، في وقت لا يلوح فيه أي بادرة لتخفيف التصعيد، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع وتواصل إطلاق الصواريخ من الفصائل المسلحة في غزة.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني قرر توسيع ضرباته ضد قطاع غزة، واستمرارها لأسبوع على أقل تقدير، قابلة للتمديد.
ودمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى مكونا من 14 طابقا في مدينة غزة، الأربعاء، في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع لليوم الثالث.
ومن جهتها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عن إطلاق 130 صاروخا باتجاه مدن إسرائيلية، ردا على اغتيال قادة بالحركة وقصف برج سكني جديد.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية على مواقع عديدة لحماس في قطاع غزة ومقر قيادة الشرطة في مدينة غزة، بينما تواصل إطلاق الصواريخ من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس: “بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يظهر مجلس الأمن قلقه من خلال الاجتماع، ولا حاجة للمزيد”.
وذكر دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته “لا يبدو أن الولايات المتحدة تعتبر أنّ إصدار بيان يساهم في وقف التصعيد”.
هذا وذكرت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن: “نحث على وقف التصعيد لإنهاء الأزمة المستمرة في إسرائيل وغزة، ونشعر بالحزن على الأرواح البريئة التي سقطت في كلا الجانبين”.
وأضافت: “نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن شعبها وأرضها ، ونؤمن بالمثل أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يكون قادرا على العيش في أمن وأمان”.
التحرك المصري
ذكرت مصادر مصرية وفلسطينية رفيعة المستوى أن وفدا أمنيا مصريا وصل قطاع غزة حيث من المقرر أن يجري مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية بشأن التوصل لاتفاق تهدئة ووقف إطلاق نار متبادل مع الجانب الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد المصري سيلتقي قيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في القطاع.
ومن المتوقع أن يواصل الوفد المصري اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي لبحث كيفية التوصل لوقف إطلاق النار.
الموقف الروسي
ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، دعا إسرائيل، اليوم، إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية “على الفور”.
ونقلت الوكالة عن فيرشينين أيضا قوله إن موسكو دعت إلى احترام”الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس”.
الصين تدعو إلى ضبط النفس
عبر المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط جاي جون عن “القلق العميق” إزاء تصاعد الاشتباكات بين الفلسطينيين وإسرائيل، وحث الجانبين على التحلي بضبط النفس لتجنب سقوط المزيد من الإصابات والخسائر في الأرواح.
وفي اجتماع مع المبعوثين العرب وممثل جامعة الدول العربية في الصين، قال المبعوث الصيني إن بكين ستواصل حث مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراء بشأن الوضع في القدس الشرقية في أقرب وقت ممكن، وفقا لبيان وزارة الخارجية.
دعوة أوروبية للتوقف فورا
دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى “وقف فوري” للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية “لتجنب صراع أوسع”، في بيان صدر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل.
وقال بوريل إنّ “الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى باتجاه مدنيين اسرائيليين أمر غير مقبول. مع الاعتراف بحاجة إسرائيل المشروعة لحماية سكانها المدنيين، يجب أن يكون الرد متناسبا وخاضعا لأقصى درجات ضبط النفس”.
فرنسا تحث على تجنب “نزاع دام”
دعت فرنسا، الأربعاء، إلى بذل كل الجهود الممكنة لتجنب “نزاع دام” جديد في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسية إيف لودريان في مجلس الشيوخ: “دوامة العنف الدائرة حاليا في غزة والقدس فضلا عن الضفة الغربية ومدن إسرائيلية عدة قد تفضي إلى تصعيد كبير”.
وأضاف: “شهد قطاع غزة ثلاثة نزاعات دامية في أقل من 15 سنة. يجب بذل كل الجهود الممكنة لتجنب نزاع رابع”.
إيطاليا وألمانيا تنشدان وقف التصعيد
قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، اليوم الأربعاء، بعد محادثات مع نظيره الألماني إن إيطاليا وألمانيا تريدان إنهاء العنف فورا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأضاف الوزير الإيطالي في بيان: “نطلب بشدة من الجانبين اتخاذ إجراءات فورية تهدف إلى وقف التصعيد والتحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
من جهتها، اعتبرت الحكومة الألمانية أن من “حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه هجمات” حركة حماس الفلسطينية، وفق ما قال الناطق باسمها، الأربعاء.
وقال المتحدث شتيفن زايبرت: “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في وجه هذه الهجمات في إطار الدفاع المشروع عن النفس”، موضحا أن الحكومة الألمانية تدين “بشدة هذه الهجمات المتواصلة بالصواريخ انطلاقا من قطاع غزة على مدن إسرائيلية”.
وشدد أيضاً على أن الهدف من هذه الهجمات هو “قتل ناس بشكل عشوائي وتعسفي” مشيراً إلى أن ذلك “يجب أن يتوقف”.
وقال زايبرت “يبقى من الضروري أن يجري الطرفان حوارا للتوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع”.