أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أن استراتيجية مصـر الرقمية تم صياغتها فى إطار رؤية عمادها ومحركها الفاعل هو أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ونوه أنه يتم تنفيذها وفقا لمنهج عمل يعتمد على تشجيع الابتكار لتطوير وتطبيق البحوث العلمية والتكنولوجيا البازغة فى مبادراتٍ محددة تهدف إلى توفير حلول غير تقليدية لتحديات حياتية واجتماعية ملحة، فضلًا عن تنمية المهارات الرقمية اللازمة بما يتيح فرص متميزة للتعلم والعمل للشباب والمرأة.
جاء ذلك فى كلمته خلال مشاركته عبر الفيديوكونفرنس فى الدورة الرابعة والعشرين للجنة العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية CSTD والتى تنظم فعالياتها منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” خلال الفترة من 17- 21 مايو عبر الوسائل الافتراضية وبالمشاركة الفعلية.
وتدور جلساتها حول التقدم الذى تم إحرازه فى تنفيذ خطة عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات ومتابعة تلك النتائج على المستويين العالمى والإقليمى.
وأضاف طلعت فى كلمته أن وزارة الاتصالات قامت بإنشاء مركز الابتكار التطبيقي والذى من المقرر أن يكون مقره بالعاصمة الإدارية الجديدة بهدف إتاحة الفرصة لشـراكات ناجحة تجمع بين المتخصصين والأكاديميين والجهات المستفيدة والشـركات التكنولوجية الرائدة للعمل معا على ابتكار حلول فعالة لتحديات المجتمع المصـرى باستخدام التكنولوجيات الرقمية الحديثة.
واستعرض نماذج من مشروعات ينفذها المركز وتعكس مسارات القمة وأهداف التنمية المستدامة ويتم خلالها توظيف التكنولوجيات البازغة فى الارتقاء بحياة المواطن؛ ومنها مشـروع يهدف إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكرى لتجنب الإصابة بفقدان البصـر مما سيكون له أثر فاعل ونافع على حياة المواطنين خاصة فى المناطق النائية والريفية.
أضاف أن هناك مشـروع آخر يهدف إلى تطوير حلول لتخطيط العلاج الإشعاعى للسـرطان وتحسين بروتوكولات العلاج الإشعاعى والمناعى، بالإضافة الى تبنى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى قطاع الزراعة؛ حيث يتم تنفيذ مشـروع بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية والشـركات متعددة الجنسيات لاستخدام الذكاء الاصطناعى والتصوير الفضائى فى عدة مجالات منها الحصـر الزراعى للمحاصيل المختلفة باستخدام البصمة الطيفية.
ونوه أن هناك مشروع أخر بالتعاون مع وزارة الزراعة لتنفيذ مشـروع المرشد الزراعى المصـرى من خلال تطوير مساعد ذكى مدعوم باللغة العربية يقدم خدمة الإرشاد الزراعى للمزارعين بشكلٍ مباشر وشخصـى عبر تطبيق على الهاتف المحمول بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعى، ويقدم خدمات الإرشاد فى عدد من المجالات ومنها طرق الرى ومواعيد المحاصيل وأسعارها والتنبؤات الجوية وتأثيرها على المحاصيل، ويتم التباحث حاليًا لتنفيذ مشـروعات مشتركة لتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعى للتحليلات التنبؤية والزراعة الدقيقة.
وأشار طلعت إلى مشـروع “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية المجتمعية الشاملة فى مجال الزراعة” الذى تم الإعلان عن اختياره كأحد أفضل خمسة مشـروعات فى مسابقة جائزة القمة العالمية حول مجتمع المعلومات لهذا العام.
وأكد على اهتمام الدولة بأن يكون تطوير واستخدام التكنولوجيات الرقمية البازغة ملموساً من قِبل المجتمع ككل تحقيقًا لحياة أكثر رفاهةً وشمولًا ودمجًا لكافة فئات المجتمع وأطيافه وعلى رأسهم المناطق الأكثر احتياجًا والمناطق الريفية والنائية والأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، مع إيلاء المرأة اهتمام خاص.
وأوضح الجهود المبذولة ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” والتى تجمع فى طياتها عددًا كبيرًا من مسارات قرارات القمة ومن ثمَّ أهداف التنمية المستدامة التى تتلاقى معها سعيًا للوصول الرقمى الى ما يقارب 60 مليون مواطن فى 4500 قرية، على مدار ثلاث سنوات من خلال توفير البنية التحتية الرقمية وتحقيق الاتصال بالإنترنت للأماكن غير المتصلة، ومن ثم تقديم الخدمات الأساسية على نحو مرقمن.
ولفت فى كلمته إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة “خارطة الطريق من أجل التعاون الرقمى”؛ مشيدا بالمنهج المتكامل الذى تعتزم منظمات الأمم المتحدة تبنيه فى سبيل المشاركة الفاعلة فى الخطط الوطنية الطموحة.
وأكد على حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المشاركة فى كافة الفعاليات ذات الصلة للاستفادة من تجارب الدول الأخرى المشاركة، وتعزيز التعاون الرقمى باعتباره عاملًا محفزًا للوصول إلى التنمية المستدامة المنشودة.
كما أثنى طلعت على تقرير تنفيذ نتائج القمة العالمية حول مجتمع المعلومات وجوانبه المختلفة التى تناولت الجهود الدولية والإقليمية فيما يتعلق بالأركان الأساسية لمجتمع رقمى شامل ودامج، مع الحد من الجرائم الإلكترونية والآثار السلبية على البيئة، فضلاً عن احترام الخصوصية.
وكذلك أثنى على التجارب الناجحة لعدد من الدول المشاركة حول العالم؛ معربا عن تطلعه إلى أن يشمل تقرير اللجنة الذى سيرُفع الى المنتدى السياسى رفيع المستوى الخاص بمتابعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ تطوير آلية قياس تأثير التحول الرقمى واستخدام العلوم والتكنولوجيا الرقمية على الاقتصاد وعلى مستوى حياة الفئات المختلفة وخاصةً الأكثر احتياجًا فى مجتمعاتنا، بما يسهم فى دفع عملية التنمية المستدامة لصالح الجميع، دون استثناء.