رنا ممدوح _ سادت حالة من التفاؤل لدى رؤساء شركات ومتعاملين بالبورصة المصرية تجاه المسار المرتقب للمؤشرات على المدى القصير، على خلفية مجموعة من الأخبار الجوهرية التي شهدتها سوق المال على مدار جلسات الأسبوع الماضي.
ومن بين هذه الأخبار، قيام تحالف صندوق مصر السيادي والمجموعة المالية هيرميس القابضة بتوقيع اتفاقية للاستحواذ على حصة نسبتها 76% من أسهم بنك الاستثمار العربي عن طريق زيادة رأسمال البنك إلى 5 مليارات جنيه، وبما يتوافق مع متطلبات قانون البنوك المصري.
وسوف يتم تنفيذ الصفقة من خلال إصدار أسهم زيادة رأس المال، على أن تقوم المجموعة المالية هيرميس بالاكتتاب في 423 مليون سهم بقيمة إجمالية 2.55 مليار جنيه.
وتصبح المجموعة المالية هيرميس بعد تنفيذ زيادة رأس المال أكبر مساهم في بنك الاستثمار العربي بحصة 51%، ويليها صندوق مصر السيادي بحصة 25%، بينما يحتفظ المساهم الرئيسي الحالي بنك الاستثمار القومي بحصة 24% المتبقية بعد إتمام الاستحواذ على حصة مساهمي الأقلية الحاليين وقبل الانتهاء من إجراءات زيادة رأس المال.
وشملت مستجدات سوق المال الأسبوع الماضي، التداول على أسهم شركة أنتجريتيد دياجنوستكس هولدينجز بي إل سي، المقومة بالجنيه المصري والتي تم قيدها بجداول البورصة قيدًا مزدوجًا مع بورصة لندن، والبالغ عددها 600 مليون سهم، حيث سيسمح بالتداول على الأسهم في بورصتي لندن ومصر.
وأغلق سهم الشركة اليوم الأول له في بورصة مصر متداولًا عند مستوى 18.4 جنيهًا مقابل 3.94 بسعر الفتح، محققًا صعودًا بنسبة 367.01%.
وتوقع المشاركون أن يساهم هذان المحوران في تحسن مسار مؤشرات البورصة خلال جلسات الأسبوع الجاري، مرجحين أن يستهدف المؤشر الرئيسي EGX30 الصعود نحو مستوى المقاومة 10900 نقطة ثم 11200 نقطة.
ولفت المشاركون إلى أن تحسن أحجام السيولة خلال الجلسات الماضية كان بمثابة مؤشر يعكس تأثير التغيرات التي طرأت على بعض القطاعات ومدى استجابة المستثمرين لها.
الجدير بالذكر أن مؤشر البورصة الرئيسي أغلق جلسات الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 0.33%، ليتداول عند مستوى 10731 نقطة، في حين حقق مؤشر EGX70 متساوي الأوزان صعودًا بنسبة 3.11%
وحققت تعاملات المستثمرين الأجانب بنهاية الأسبوع الماضي صافي بيع بقيمة 270.9 مليون جنيه، بينما سجلت تعاملات المستثمرين العرب صافي شراء بقيمة 189.5 مليون جنيه.
توقع إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، أن يطرأ تحسن واضح على مؤشر البورصة الرئيسي EGX30 خلال جلسات الأسبوع الجاري، وذلك بدعم من أداء سهم المجموعة المالية هيرميس، والمرجح أن يجني ثمار توقيع اتفاقية الاستحواذ على 76% من بنك الاستثمار العربي.
رشاد: مسار صاعد بانتظار المؤشر الثلاثيني بدعم سهم المجموعة المالية هيرميس
وقال رشاد، إن البورصة لديها أخبار جوهرية تحرك من المياه الراكدة لمسارها المنحصر بقالب عرضي منذ شهور، ولكن تزاحمت في ختام جلسات الأسبوع وهو ما لم يعط مساحة لإظهار مدى استجابة السوق لها.
وتابع: هناك العديد من التحديات التي كانت تعوق تحرك مسار البورصة بشكل صحي في طريقها إلى الزوال، ومنها تأخر بعض الصفقات الجوهرية والاستحواذ على بنك الاستثمار العربي واحدة منها، لافتًا إلى أن ضم هيرميس لحصة حاكمة من البنك يحولها لبنك استثمار متكامل يعظم من قيم القطاع ككل وليس شركة واحدة.
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، أن انخفاض أعداد الشركات المعروضة أمام المستثمرين، كانت من ضمن التحديات الرئيسية المسببة لانحصار السوق بقالب عرضي ضيق خلال الشهور الماضية، ولكن عودة الطروحات من جديد ساهمت في تذليل تأثير ذلك التحدي.
وقال رشاد، إنه خلال أول خمسة أشهر من العام الجاري استقبلت البورصة شركتين في قطاعات جوهرية، الأولى شركة تعليم لخدمات الإدارة والثانية تم قيدها الخميس الماضي وهي التشخيص المتكاملة القابضة في قطاع الرعاية الصحية.
ولفت إلى أن كلا القطاعين كان من أقوى القطاعات الجاذبة للمستثمرين حول العالم، وبعد جائحة كورونا الأخيرة ساعدت في تعظيم كل الشركات العاملة في القطاعات الدفاعية ويعد قطاعا التعليم والرعاية الصحية من ضمنهم، مرجعًا ذلك إلى التماسك والنمو الذي حققاه على مدار عام الجائحة.
استقبال شركة جديدة بالرعاية الصحية وتوقيع الاتفاقيات المنتظرة يرفعان من شهية المستثمرين
وقال إن استقبال شركة جديدة لها رصيد قوى من العلامات التجارية المؤثرة في سوق الرعاية الصحية بمصر ووسط تزاحم العروض على شركات القطاعات، من شأنه أن يزيد من استثمارات المتعاملين في البورصة، مما ينعكس إيجابيًّا على المسار القادم.
ومن جانبه توقع محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، أن يشهد مسار البورصة المصرية صعودا خلال جلسات الأسبوع الجاري، في إطار الأداء المعتاد له مابين صعود وهبوط غير منتظم منذ بداية العام الجاري.
فتح الله: ارتفاع مرتقب بأداء المؤشرات بفضل عمليات الشراء الانتقائية
وقال فتح الله، إن ذلك المسار مستمر إلى أن تشهد البورصة دعم حكومي وتحفيز يدعم من أداء السوق ويضعها في المكانة الصحيحية باعتبارها مرآة للاقتصاد، ومعرفة دوره الحقيقي في إثراء الاقتصاد الوطني.
ولفت، إلى أن البورصة تتمتع بفرص استثمارية قوية تجعلها محط جاذب لعروض المستثمرين، والتفاهت لاقتنصاها ومن ضمنها شركات قطاع الرعاية الصحية وخاصة بعد أزمة كورونا التي أكدت على أهمية زيادة الاستثمار بالقطاع.
وأكد العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، أن استقبال شركة التشخيص المتكاملة القابضة في أول يوم تداول لها بالبورصة المصرية بصعود 3.7 مرة، وذلك بعد أيام من الإعلان عن تقديم عروض استحواذ على إحدى شركات القطاع يؤكد مدى انجذاب المستثمرين لقطاع الرعاية الصحية.
ولفت فتح الله، إلى أن تأثير الانتعاشة في قطاع الأدوية كان يمكن أن يرتفع مداه أعلى من ذلك، ولكن تراجع نسبة أسهم التداول الحر للشركات وراء ضعف العائد على السوق ككل.
ننتظر مزيدًا من الدعم الحكومي لتعظيم استثمارات البورصة
وأكد على ضرورة تلقيح البورصة بمزيد من الاكتتابات الجاذبة للمستثمرين والتي تتركز بشكل خاص في قطاعات مثل المدفوعات الإلكترونية والتكنولوجيا والبترول.
ورجح العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، أن يقود صدى توقيع اتفاقية الاستحواذ على بنك الاستثمار العربي، واتجاه المجموعة المالية هيرميس نحو كيان بنك الاستثمار المتكامل مؤشر البورصة الرئيسي لاستهداف مستويات مقاومة خلال جلسات الأسبوع
وقال فتح الله، إن هذا ما ينتج عن تلك الاتفاقية من شأنه أن يقفز بأداء سهم المجموعة المالية هيرميس بالبورصة المصرية ليعوض جزءًا من تداعيات جائحة كورونا عليه وأبرزها تداول السهم أقل من القيمة العادلة له، لافتًا إلى أن أغلب الأسهم القيادية بعد الأزمة أصبحت تتداول بسعر أقل من قيمتها العادلة.
وعلى صعيد القطاعات المقيدة ككل، أشار إلى أن هناك 4 قطاعات حققت تماسكًا خلال العواصف التي شهدها أداء السوق، وهي قطاعات البنوك والبتروكيماويات والرعاية الصحية والصناعات الغذائية، متوقعًا أن تشهد نموًّا بالفترة القادمة.
وفي سياق متصل توقع عمرو حسين الألفي، مدير إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن تشهد مؤشرات البورصة انتعاشة خلال جلسات الأسبوع الجاري، راهنًا ذلك باستمرار صعود أحجام التداولات.
الألفي: انتعاشة مرتقبة للبورصة بعد العودة من موسم الإجازات
ورأى الألفي أن موسم الإجازات خلال شهر مايو الجاري كان أحد الأسباب الرئيسية وراء التحرك بصورة عرضية خلال الفترة الماضية، موضحًا أن هناك عددًا من الأخبار الجوهرية التي طرأت على سوق المال، ومن المنتظر جني ثمارها على المدى القصير.
وتابع: من ضمن الإيجابيات المستجدة جاءت النتائج المالية للشركات المقيدة، والتي شهدت تحسنًا واضحًا مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من استمرار تأثرها بتداعيات أزمة كورونا القائمة.
وقال مدير إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إنه خلال موسم الإجازات الماضي، دخلت شركة فوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية بديلًا لسهم السويدي إلكتريك في مؤشر MSCI، متوقعًا أن يعزز ذلك من قيم الشركات العاملة في القطاع.
زيادة حصة المؤسسات كلمة السر في تعافي مسار البورصة
وأشار الألفي إلى أن الانتعاشة المرتقبة بأداء البورصة المصرية تحتاج إلى مزيد من الحزم التحفيزية لتعيد شهية المستثمرين تجاه السوق المصرية، فعلى الرغم من استقبال الطرح الثاني خلال العام الجاري بتداول شركة التشخيص المتكاملة القابضة إلا أن ضعف نسبة التداول الحر لها يضعف من تأثيرها على السوق ككل.
وأكد أن التأثير المرتقب من الشركات المطروحة خلال آلية القيد المزدوج يظهر أكثر على المدى المتوسط مع إعلان النتائج المالية والتشغيلية لها، وحجم العائد على المساهمين من الأرباح.
وأوضح أن استحواذ شريحة الأفراد على الحصة الأكبر من التداولات اليومية ما زال يشكل تحديًا كبيرًا أمام عودة سوق المال إلى مسار التعافي، مشيرًا إلى أن تزايد المضاربات على أسهم الأفراد يزيد من تذبذب البورصة، خاصة وسط تراجع لحصة المؤسسات.
وأكد الألفي، أن الطروحات الجديدة وخاصة الحكومية هي أسرع تلقيح يساعد على زيادة مناعة البورصة، ويدفعها للاستفادة من الأخبار الجوهرية ويقلل من عمليات الشراء الانتقائية.
وتابع: هناك ضرورة قبل عودة الطروحات إلى النظر في عمليات التسعير للشركات المزمعة، للتأكد من توافقها مع متطلبات السوق الحالية بعد أزمة كورونا، مؤكدًا على أهمية الأخذ في الاعتبار أيضًا عامل الوقت المحدد للطرح.