موديز: نمو قوي مرتقب في الاستهلاك.. واستبعاد عودة عمليات الإغلاق

الوكالة رفعت توقعات نمو التنين الصيني إلى 8.5% بدعم الأداء القوي للربع الأول

فهد حسين _ توقعت وكالة موديز، أن يتعزز النشاط الاقتصادي العالمي بشكل كبير هذا العام مقارنة بعام 2020، مقدرة النمو المرتقب لاقتصادات مجموعة العشرين بنسبة 6.1% مجتمعة في عام 2021، وبنسبة 4.4% في عام 2022، بعد انكماش بنسبة 3.2% العام الماضي.

وقدرت الوكالة في تقرير حديث لها، نمو الاقتصادات المتقدمة لمجموعة العشرين بنسبة 5.5% في عام 2021، و 4.0% في عام 2022، بعد انكماش بنسبة 4.7% في عام 2020.

E-Bank

وراجعت الوكالة توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2021 بالزيادة لجميع الاقتصادات المتقدمة لمجموعة العشرين، باستثناء اليابان.

وأفادت موديز، باختلاف التوقعات على نطاق واسع عبر الأسواق الناشئة، لا سيما في مجموعة العشرين باستثناء الصين، حيث تتوقع نموًّا بنسبة 5.2% في عام 2021 و4.1% في عام 2022، عقب انكماش بنسبة 4.9% في عام 2020.

وعدلت موديز توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين إلى 8.5% في عام 2021 من التوقعات السابقة عند 7.5%، انعكاسًا للنمو القوي الذي فاق التوقعات خلال الربع الأول، بعد نمو 2.3% العام الماضي.

تابعنا على | Linkedin | instagram

في المقابل، خفضت الوكالة توقعاتها للنمو في جنوب إفريقيا والهند، موضحة أن الموجة الثانية من الإصابات بالفيروس أضعفت نشاط الربع الأول لجنوب إفريقيا، في حين أنها ستعوق تعافي الهند الاقتصادي.

وقالت موديز، إن أكبر اقتصادين -الولايات المتحدة والصين- سيحققان مكاسب قوية بما يكفي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدفع النمو العالمي، رغم اختلاف التكوين الأساسي للنمو في البلدين بشكل كبير.

وأضافت أن الاستهلاك المحلي سيقود الانتعاش في الولايات المتحدة، مقابل الصادرات والاستثمار في الصين.

ونوهت موديز بتباين السياسة المتبعة في البلدين، حيث تتطلع إدارة بايدن إلى إحياء الاستثمار الأمريكي في البنية التحتية والتقنيات الجديدة من خلال قانون الوظائف المقترح، فيما تهدف الحكومة الصينية إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد تجاه الاستهلاك الخاص.

وأشارت إلى الانعاكسات القوية لزخم النمو في الولايات المتحدة على كل من المملكة المتحدة وكندا، فيما رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الاقتصاد المكسيكي لعام 2022 أيضًا، على خلفية النمو الأمريكي.

ولفتت موديز في تقريرها إلى أن الانتعاش في كوريا كان مدعومًا بالطلب العالمي القوي على صادراتها من الإلكترونيات وأشباه الموصلات بالإضافة إلى الدعم المالي، أما في أستراليا فيتم تعزيز النمو الاقتصادي من خلال السياسة الداعمة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأشارت موديز، إلى تحسن توقعاتها بالنسبة لمنطقة اليورو، والذي يرجع جزء كبير منه إلى ارتفاع وتيرة التطعيمات بعد بداية بطيئة.

أضافت الوكالة أن التطعيمات ستسهل العودة المطردة للحياة الطبيعية، بما يدعم احتمالية أن تكون عمليات الإغلاق واسعة النطاق والمضرة بالاقتصاد غير ضرورية.

وقالت موديز، إن المدفوعات الأولية من الجيل الجديد لصندوق التعافي في الاتحاد الأوروبي ستبدأ في التدفق في وقت لاحق من هذا العام، مما يدعم عمليات التعافي في إيطاليا وإسبانيا.

واشنطن تركز على سياسات إحياء الاستثمار وبكين تسعى لإعادة توازن الاستهلاك الخاص

وأضافت أنه علاوة على ذلك، سيخلق الانتعاش القوي في الولايات المتحدة، دعامة خارجية إيجابية لمصدري الصناعات التحويلية، مما يعود بالفائدة على الصين وكوريا وألمانيا واليابان.

وأفادت موديز، بأن التوسع المستمر في الاقتصاد الصيني سيخلق زخمًا إيجابيًّا لاسيما بالنسبة لشركائها التجاريين.

وتوقعت موديز لجميع الاقتصادات الناشئة في مجموعة العشرين، أن يترجم الطلب المكبوت على النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي تم بناؤه منذ مارس الماضي إلى نمو قوي في الاستهلاك المحلي على مدى عدة أشهر بمجرد تخفيف القيود في النهاية.

وأضافت أن المدخرات العائلية الزائدة والتي تراكمت خلال الجائحة ستدعم استهلاك الأسر .

في المقابل، فإن التوقعات الاقتصادية للعديد من بلدان الأسواق الناشئة أكثر جمودًا، بحسب موديز، التي نبهت إلى اختلاف الآفاق الاقتصادية لتلك البلدان، على الرغم من أن اقتصاداتها تواجه تحديات مماثلة، لا سيما أنها تمر بمراحل مختلفة من تفشي كورونا.

وأظهرت الموجة الثانية من الجائحة في الهند علامات بلوغ الذروة، فيما توجد اختلافات واسعة بين الولايات، أما في البرازيل، فلا تزال الحالات الجديدة مرتفعة، فيما انخفضت الحالات الجديدة في المكسيك وجنوب إفريقيا بشكل مطرد بعد أن بلغت ذروتها في يناير.

وفي تركيا المصنفة من قبل موديز عند (B2 سلبي)، فقد انحسرت الموجة الثانية التي بدأت في مارس منذ أن بلغت ذروتها في أبريل، بدعم من عمليات الإغلاق المشددة، وفي إندونيسيا كانت الحالات عند نصف مستوى ذروتها في فبراير، لكنها لا تزال مرتفعة.

وأضافت موديز، أنه بشكل عام، كانت الموجات الأخيرة في بلدان الأسواق الناشئة أسوأ من الموجات السابقة، من حيث الإصابات والوفيات، كما منعت الطفرات المتكررة في العدوى عودة الحياة الطبيعية.

زخم وتيرة التطعيمات يحسن آفاق نمو منطقة اليورو بعد بداية بطيئة

وأشارت الى أنه في حين أن جميع بلدان الأسواق الناشئة في مجموعة العشرين قد بدأت في تطعيم سكانها، كان توزيع اللقاح بطيئًا ومتقطعًا، مرجعة ذلك في جزء كبير منه إلى قيود العرض.

ورجحت الوكالة تسارع وتيرة التطعيم مع قيام العديد من بلدان الأسواق الناشئة الكبيرة، بما في ذلك البرازيل والهند، بتوسيع إنتاج اللقاح في الأشهر المقبلة.

وحتى يتم تطعيم جزء كبير من سكان بلدان الأسواق الناشئة ستكون عرضة لموجات جديدة متكررة من الفيروس.

الرابط المختصر