حابي- شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الاجتماع الافتراضي للجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، الذي عقد اليوم على مستوى رؤساء الدول والحكومات؛ لمناقشة الموضوعات ذات الصلة بتغير المناخ.
كما شاركت في الاجتماع: الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والسفير محمد جاد، مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس السيسي، إن اجتماع اليوم يأتي في وقت شديد الأهمية على صعيد عمل المناخ الدولي بشكل عام، وعلى صعيد تحضيرات قارتنا الإفريقية للدورة 26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ التي تعقد في مدينة جلاسجو الإسكتلندية في نوفمبر المقبل بشكل خاص.
ونوه مدبولي إلى أن التقرير المقدم من رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ يشير بوضوح إلى أنه على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة كورونا على القارة الإفريقية، إلا أن القارة لم تتخلف عن الالتزامات الدولية بشأن تغير المناخ، بل استطاعت النهوض لمواجهة تلك التحديات والتحرك بشكل سريع وفعال لوضع خطط واستراتيجيات تمكنها من مواجهة تحدي المناخ في ذات الوقت الذي تتعامل فيه مع تداعيات الجائحة.
وأشار إلي أن برنامج التحفيز الأخضر ما هو إلا أحد مظاهر هذا الجهد الذي سيساهم في تعامل القارة مع الوضع الراهن بشكل أكثر كفاءة، مضيفا أنه في هذا الصدد، فإن مصر ترحب بتقرير رئيس لجنة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ وبمشروع القرار المقدم حول تعامل إفريقيا مع تغير المناخ والتعافي الأخضر من الجائحة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إنه: “بينما نجتمع افتراضيا اليوم، تجتمع مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ للمرة الثالثة خلال العامين الماضيين في مدينة شرم الشيخ، هذه المرة للمشاركة في الاجتماعات الافتراضية للأجهزة الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ”.
وأضاف أن هذه المنصة الإفريقية التي تستضيفها مصر لهي خير دليل على قدرتنا كأبناء قارتنا الإفريقية على إيجاد حلول إفريقية مبتكرة، ليس فقط للمشكلات والتحديات الإفريقية، بل والعالمية على حد سواء، حيث تمكن المنصة الإفريقية المجتمعة في شرم الشيخ في الوقت الراهن مفاوضينا من المشاركة بفاعلية في المفاوضات الافتراضية الجارية.
وتابع: “وفي الوقت ذاته التنسيق داخل المجموعة بشكل فعلي للوصول إلى مواقف أفريقية موحدة والحديث بصوت واحد في الموضوعات محل التفاوض، مع تطبيق إجراءات احترازية صارمة اتصالاً بجائحة كورونا”.
وشدد رئيس الوزراء على أن منصة شرم الشيخ الإفريقية التي تستضيفها مصر في الوقت الراهن إنما تأتي في إطار التفاعل المصري المستمر في موضوعات المناخ نيابةً عن القارة الإفريقية، سواء كان ذلك في إطار المفاوضات الرسمية لتغير المناخ، والتي تولت فيها مصر رئاسة مجموعة الـ 77 والصين خلال عام 2018، ومجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ عامي 2018 و2019، فضلاً عن رئاسة لجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة عاميّ 2015 و2016، حينما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرتين الإفريقيتين للتكيف والطاقة المتجددة خلال الدورة الـ 15 لمؤتمر الأطراف في باريس في 2015، أو الجهود الإضافية الجارية التي تبذلها مصر لتعزيز العمل المناخي.
وأشار إلى أن مصر ترأست تحالف التكيف والتحمل ممثلة عن القارة الإفريقية، بالشراكة مع جمهورية مالاوي والمملكة المتحدة، وذلك خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في 2019، بالإضافة إلى الرئاسة المشتركة لتحالف عمل التكيف، ومجموعة أصدقاء التكيف في نيويورك، علاوة على تمثيل مصر للقارة الإفريقية في صندوق المناخ الأخضر مع كل من تنزانيا وجنوب إفريقيا والسودان والجابون، وهو آلية التمويل التي تعتمد عليها الدول الإفريقية لتمويل مشروعات التكيف والحد من الانبعاثات في القارة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، في كلمته نيابة عن الرئيس السيسي، أن إفريقيا الموحدة كانت وستظل دائمًا أولوية لمصر، وأنه مع اقترابنا من الدورة الـ 26 لمؤتمر الأطراف في جلاسجو، فإنه من الأهمية بمكان أن تستمر القارة في التحدث بصوت واحد حول جميع الأمور المتعلقة بتغير المناخ.
وتابع: “وبينما يمثل مؤتمر الأطراف الـ26 فرصة لإفريقيا لتسليط الضوء على بعض أولوياتها وتحقيق نتائج حاسمة بشأن العديد من القضايا المهمة، إلا أنه خلال مؤتمر الأطراف الـ 27 المقرر في عام 2022 ستأخذ إفريقيا زمام المبادرة العالمية بشأن تغير المناخ”.
وأشار إلى أنها لحظة مناسبة لتحقيق أهداف القارة الإفريقية، وتوجيه العمل المناخي العالمي في اتجاه يتماشى مع الاحتياجات والأولويات الإفريقية، بشكل يأخذ في الاعتبار الظروف والاحتياجات الخاصة لإفريقيا.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه ومن هذا المنطلق، فإن مصر تقدمت بعرض لاستضافة الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف في 2022 بالنيابة عن القارة الإفريقية، مؤكداً التزام مصر الكامل باستضافة مؤتمر يترك إرثًا دائمًا للقارة بأكملها.
واختتم الدكتور مدبولي كلمته بنقل شكر وتحيات الرئيس السيسي، وتقديره للثقة التي تُمنح لمصر لتستمر في خدمة القارة الإفريقية في جميع الموضوعات ذات الصلة بتغير المناخ، وهو ما ستواصل مصر القيام به بشكل جماعي وشامل في مؤتمر أطراف إفريقي بامتياز.