ارتفاعات قياسية لصادرات الحديد

85 دولة تستورد حديد صب الصلب بقيمة 584 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام

محمد فرج _ يواصل قطاع الحديد والصلب المصري انتعاشه، خاصة فيما يتعلق بالتصدير الخارجي في ظل استمرار حالة الركود النسبي بالسوق المحلية.

وأعلن المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية عن ارتفاع صادرات مصر من حديد صب الصلب بنسبة وصلت إلى 179% خلال الفترة من يناير إلى مايو من العام الحالي، مسجلة 584 مليون دولار أمريكي مقابل 209 ملايين دولار في الفترة الماثلة من العام الماضي.

E-Bank

القطاع يحتل المركز الثاني في قائمة الأعلى تصديرًا خلال مارس 2021

وذكر التقرير الشهري الصادر عن المجلس، والذي حصلت عليه «حابي» كاملًا، أنه تم التصدير إلى 85 دولة خلال هذه الفترة بإجمالي 584 مليون دولار أمريكي مقابل 209 ملايين في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وجاءت إسبانيا في قائمة أعلى الدول لصادرات حديد صب الصلب المصري بقيمة وصلت إلى 19.932 مليون دولار، تليها إيطاليا 17.558 مليون دولار، ثم السعودية بقيمة 67.347 مليون دولار.

تابعنا على | Linkedin | instagram

كما جاء قطاع الحديد والصلب في المركز الثاني في صادرات السلع المصرية بشهر مارس، وذلك بعد المنتجات الغذائية، مسجلًا 168.6 مليون دولار أمريكي قيمة تصديرية، مقابل 52.7 مليون دولار في مارس العام الماضي، وذلك وفقًا لإحصائية مصلحة الجمارك والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.

الربح بعد الخسارة

تحولت شركة حديد عز في الربع الأول من العام الجاري للربحية بعد 4 سنوات متتالية من الخسائر الكبيرة، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول الوضع الحالي للقطاع في السوق والتوقعات المستقبلية، والأسباب التي دفعت الشركة بالأساس لتحقيق صافي ربح في الربع الأول فقط بقيمة وصلت إلى 1.1 مليار جنيه لا سيما في ظل استمرار انحصار حركة البناء السكني بالمحافظات تأثرًا بالقرارات الحكومية بوقف إصدار تراخيص البناء مؤقتًا إلا باشتراطات جديدة محددة جرى بدء تطبيقها بعدد من المحافظات كمراحل أولى قبل التعميم على باقي المحافظات.

حديد عز: ارتفاع الصادرات من الأسباب الرئيسية لتحولنا للربحية

وحققت شركة حديد عز صافي أرباح في الربع الأول من العام الجاري بلغ 1.18 مليار جنيه، مقابل خسائر في ذات الربع العام الماضي بلغت 1.35 مليار، وارتفعت مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 13.49 مليار جنيه، مقابل مبيعات بقيمة 10.78 مليارات جنيه في الربع المقارن العام الماضي، بزيادة 11% على أساس ربع سنوي، في الوقت الذي استقرت فيه تكلفة المبيعات على أساس سنوي مسجلة تراجعًا بنحو 5% على أساس ربع سنوي.

وجاء ارتفاع المبيعات «الإيرادات» بدعم أساسي من الزيادة الملحوظة في مجمل أسعار البيع بنحو 41% على أساس سنوي و31% على أساس ربع سنوي إلى 11,945 جنيهًا للطن.

الأسباب الرئيسية لتحقيق الربحية

وتعليقًا على النتائج، قال مصدر مسؤول بشركة حديد عز، إن ارتفاع الصادرات كان من الأسباب الرئيسية لتحقيق الربحية بعد سنوات من تراجع حجم التصدير؛ نظرًا للظروف العالمية والمحلية جراء جائحة فيروس كورونا، موضحًا أن تراجع معدلات الإصابة بالفيروس وظهور اللقحات، ساهم في استئناف الأنشطة الاقتصادية بمعدلات طبيعية، مما ساعد أسواق الصلب على استعادة نشاطها، وأنه نتيجة لذلك، زاد الطلب على الصلب المسطح وتحسنت مستوياته السعرية.

وبلغ إجمالي صادرات الربع الأول لحديد عز 269 مليون دولار مقارنة بنحو 183 مليون دولار خلال الربع الأخير من 2020 بنسبة نمو 47% تقريبًا، حيث ارتفعت صادرات الصلب المسطح إلى 208 ملايين دولار خلال الربع الأول، مقارنة بنحو 137 مليون دولار خلال الربع الأخير من 2020.

كما ارتفعت صادرات لفائف حديد التسليح إلى 61 مليون دولار خلال الفترة، مقارنة بصادرات بلغت 46 مليون دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وأضاف في تصريحات لـ»حابي» أن حديد عز أولت اهتمامًا خاصًّا بتصدير الصلب المسطح، بفضل التقنية المرنة لفرن القوس الكهربي EAF، وأن الشركة باشرت بتوجيه طاقتها من الصلب في مصنع العين السخنة بالسويس، إلى التوسع في إنتاج الصلب المصهور سواء إلى درفلة حديد التسليح أو درفلة الصلب المسطح؛ لتلبية الطلب المتزايد، بالإضافة إلى مصنع درفلة الصلب المسطح المدرفل على الساخن HRC بمصنعي الدخيلة والإسكندرية، واللذين استمر الإنتاج فيهما بكامل الطاقة، فضلًا عن تعظيم الشركة من إنتاج التخانات الرقيقة thin gauges مستغلة الإمكانات الفنية المتقدمة في المصنعين، لتنافس في هذا السوق المتخصص محققة عائدًا أفضل.

وأشار إلى أن صادرات الصلب المسطح المدرفل على الساخن قفزت في الربع الرابع من عام 2020، إلى مستويات أعلى بكثير منه في الفترات السابقة من العام، حيث بلغت 263 ألف طن (أكثر من ضعف الربع الثالث من العام ذاته)، منوهًا إلى أن صادرات الربع الأول من العام الجاري حافظت على نفس المستوى المرتفع، مسجلة 259 ألف طن، كما وصل عائد مبيعات الربع الأول من العام الحالي إلى 208 ملايين دولار، مقارنة بـقيمة بلغت 136 مليون دولار في الربع الرابع من العام الماضي، بنسبة زيادة وصلت إلى 53%.

أضاف المصدر المسؤول بشركة حديد عز، أن المشاريع القومية الضخمة ومبادرات البنية التحتية الرئيسية كان لها دور محوري في دعم الاقتصاد ومنع مزيد من الانكماش سواء على مستوى الشركة أو القطاع ككل، وأن انتهاء فترة تعليق تصاريح البناء لمدة ستة أشهر في نوفمبر 2020، ساعد الطلب الكامن على زيادة استهلاك حديد التسليح، واستطاعت الشركة أن تنافس بفاعلية في الوقت الذي انعكست فيه زيادة أسعار المواد الخام عالميًّا على أسعار حديد التسليح فى السوق المحلية.

وشدد على أن السوق استوعب هذه الزيادات السعرية، مرجحًا فى الوقت نفسه أن يكون لصدور الضوابط والاشتراطات التخطيطية والبنائية الجديدة الصادرة في 18 ديسمبر الماضي تأثير إيجابي على الاستهلاك الفترة المقبلة.

وبلغت مبيعات الحديد المسطح للشركة 535 ألف طن بزيادة 66% على أساس سنوي، و12% على أساس ربع سنوي، بينما تراجعت مبيعات حديد التسليح تأثرًا بوقف إصدار تراخيص البناء مؤقتًا للقطاع السكني بالمحافظات المختلفة، حيث بلغ إجمالي بيع حديد التسليح بحديد عز 595 ألف طن بتراجع بلغ 37% على أساس سنوي، و30% على أساس ربع سنوي.

حديد التسليح عالي الجودة

واستطرد المصدر المسؤول بالشركة أن حديد عز حافظت على ريادتها الفنية لصناعة الصلب في مصر، وأن مواصلة الشركة إنتاج حديد التسليح عالي الجودة -الذي تم طرحه منذ نحو سنة ونصف- يعد تقدمًا للشركة على منافسيها.

ولفت إلى أنه يتمتع بخصائص فائقة في المقاومة، والقابلية للحام، والمرونة والملاءمة لأكواد تصميم الزلازل، إضافة إلى الوفر الكبير في الكمية.

وأشار إلى أن هذه الرتبة من الصلب بدأت تصبح تدريجيًّا المنتج المفضل من حديد التسليح في السوق المصرية؛ مما يعزز التفوق التقني للشركة.

وانخفض إنتاج حديد التسليح لدى حديد عز بـ 23% في الربع الأول من عام 2021 ليبلغ 715 ألف طن، مقارنةً بـ 932 ألف طن في نفس الفترة من العام السابق، وارتفع إنتاج الصلب المسطح بـ 40% في الربع الأول من عام 2021 ليبلغ 500 ألف طن مقارنةً بـ 357 ألف طن في نفس الفترة العام الماضي.

وبالنسبة للصلب المسطح، أوضح أن حديد عز أحد أهم مورديه في السوق المصري، حقق طفرة كبيرة، فبعد سنوات من استهلاكٍ محلي في حدود الـ 1.2 مليون طن سنويًّا، توسع حجم السوق إلى 1.5 مليون طن في 2020، مدعومًا بزيادة في الطلب من المشاريع القومية وارتفاع حجم استهلاك قطاع الدرفلة على البارد.

وقال إن الاستهلاك المحلي استمر خلال الربع الأول من عام 2021 بنفس المعدلات، حيث بلغ حجم مبيعات لفائف الصلب المسطح المُدرفل على الساخن الـHRC 519 ألف طن في الربع الأول من عام 2021، بزيادة قدرها 8% عن الربع الرابع من عام 2020.

غرفة الصناعات: أسعار التصدير المصرية تنافسية.. ونتوقع استمرار تحسن أداء القطاع مع ارتفاع أسعار البيع محليًّا

وفي نفس السياق، أرجع محمد حنفي مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أسباب تحول حديد عز للربحية إلى التصدير، إلى زيادة نسبة صادرات الحديد المسطح ولفائف الحديد.

ولفت إلى أن أسعار حديد عز تعد تنافسية بالنسبة للأسواق الخارجية التي تعاني من ارتفاع في التكاليف نتيجة قلة الإنتاج خاصة مع فترة الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح حنفي في تصريحات لجريدة «حابي» أن السوق المحلية لا تزال تعاني من حالة ركود رغم التحسن النسبي في ظل استمرار تشديد الحكومة على البناء السكني بالمحافظات تقنينًا لظهور عشوائيات جديدة، متوقعًا في الوقت نفسه أن تواصل شركة حديد عز وباقي الشركات تحقيق أرباح كبيرة فى الفترة المقبلة من العام لا سيما مع ارتفاع أسعار البيع في السوق المحلية بنسبة قاربت 51% منذ أكتوبر الماضي.

زيادة الأسعار محليًّا

وعن أسباب زيادة الأسعار محليًّا، قال إن السبب الرئيسي هو زيادة أسعار الخامات عالميًّا خاصة أن مصر لا تصنع أي خامات تذكر، نافيًا أن تكون المشروعات القومية الكبيرة قد ساهمت في تلك الزيادة، بالتأثير على حجم العرض والطلب بالسوق، قائلًا إن الدولة تنتج قرابة 200 ألف وحدة سكنية سنويًّا بينما البناء السكني للأهالي يصل إلى 700 ألف وأكثر.

وأظهرت أحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة يونيو الماضي، عن أن ارتفاع متوسط سعر الحديد المبروم 10، 13، 16 مم، مسجلًا في إبريل الماضي متوسط سعر بلغ 13354.68 للطن، مقابل 10415.99 للطن في إبريل العام الماضي.

وشدد حنفي على أن السوق المحلية لم تشهد تحسنًا كبيرًا إلا في حدود 10 أو 15% مقارنة بالوضع قبل القرارات الحكومية بوقف المباني، وأن القطاع يحتاج إلى تنشيط السوق المحلية، وذلك بتسهيل سريان منظومة اشتراطات البناء الجديدة والتي تساهم في عودة بناء الأهالي، وطرح الدولة أراضي مختلفة بالمحافظات، فضلًا عن تشجيع التصدير.

ونوه إلى أن المصانع تحتاج إلى خفض تكلفة الإنتاج التي تعد مرتفعة بالنظر للتكلفة العالمية، وذلك نظرًا لارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.

وذكر أن من المطالب الرئيسية لتشجيع التصدير، تدخل الحكومة لتمكين المصانع إجراء تسوياتها المالية مع وزارة المالية، ودفع المالية فرق المستحقات المتأخرة لهم، خاصة حساب ضريبة القيمة المضافة، وهي المستحقات التي لا تُسدد لصالح المصانع، نظرًا لعدم تسويتها لتحقيق الشركات خسائر.

وعن خفض أسعار الغاز للمصانع، أوضح مدير غرفة الصناعات المعدنية، أنه لا جديد يذكر في الأمر حتى الآن، وما زالت الحكومة تعد بالدراسة لاتخاذ القرار المناسب.

العشري: تحسن السوق المحلية وزيادة الصادرات مع وجود مخزون بأسعار مخفضة وراء تقدم نتائج القطاع ككل في 2021

كما أكد أيمن العشري رئيس مجموعة العشري للصلب، تحسن أداء القطاع وإجمالي المبيعات والأرباح في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بذات الربع العام الماضي.

وأرجع العشري في تصريحات لـ»حابي» أسباب تحسن النتائج إلى ارتفاع الطلب في السوق المحلي خاصة مع بدء عودة البناء السكني بالمحافظات، وزيادة حجم الصادرات خاصة لأعمدة الإنارة والزوايا والمواسير لا سيما في ظل وجود مخزون كبير بسعر منخفض لدى مجموعته وغالبية المصانع بالقطاع؛ مما ساهم في تحقيق الربحية وتحسن النتائج.

وطالب العشري بتدخل البنك المركزي لمنح امتيازات وتسهيلات للمصنعين وحوافز للمصدرين منهم، خاصة التسهيلات البنكية فيما يتعلق بقروض بأسعار فائدة أقل من الحالية على غرار ما يحدث مع بعض القطاعات الأخرى، فضلًا عن مطالبته بخفض أسعار الغاز للمصانع؛ للمساهمة في تخفيض تكلفة الإنتاج، لتعزيز تنافسية المنتج المصري بالأسواق العالمية، والطرح المحلي بأسعار أكثر تنافسية في السوق، بالتزامن مع الانفتاح المتوقع في عودة السوق السكني بالبلاد لسابق عهده مع بدء تعميم منظومة اشتراطات البناء الجديدة.

كما أكد كمال بشاي رئيس مجلس إدارة مجموعة بشاي للصلب في تصريح مقتضب لـ»حابي» تحسن وارتفاع مستوى المبيعات والربحية في الربع الأول من العام مقارنة بالعام الماضي، رافضًا الكشف عن أي إحصائيات أو تفاصيل أخرى في هذا الصدد.

يذكر أن الحكومة بدأت تعميم منظومة البناء الجديدة على مستوى جميع المدن بعد نهاية مدة التطبيق التجريبي للاشتراطات، وبعدما انتهت فترة التطبيق التجريبي للمنظومة الجديدة في 27 مركزًا ومدينة وحيًّا تم اختيارهم على مستوى المحافظات نهاية يونيو الماضي.

الرابط المختصر