محمد عبد الملك: تنمية المشروعات ضخ 425 مليون جنيه في 18 ألف مشروع ضمن مبادرة حياة كريمة
القطاعان التجاري والزراعي استحوذا على النسبة الأكبر.. و70% من القروض لمتناهي الصغر
إسلام فضل _ يلعب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة دورًا محوريًّا على مدار عقود في تمويل ومساعدة المشروعات والصناعات والحرف المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، في مختلف المجالات، حيث يقدم الدعم للمشروعات في مراحلها الأولية ومنذ كونها مجرد فكرة، وبالتالي كان لا بد أن يقوم بدور مؤثر في المبادرة الرئاسية التي تم إطلاقها مؤخرًا «حياة كريمة» والتي تستهدف تطوير قرى الريف المصري.
نخطط لضخ 1.4 مليار جنيه في 60 ألف مشروع خلال عام ونصف
وكشف محمد عبد الملك، رئيس القطاع المركزي للمكاتب الإقليمية في جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، عن استهداف الجهاز ضخ تمويلات بالتعاون مع عدد من البنوك ضمن مبادرة حياة كريمة، بقيمة تصل إلى 1.4 مليار جنيه، خلال عام ونصف العام، تبدأ من مطلع 2021 وحتى نهاية يونيو 2022، لصالح مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في 1413 قرية و52 مركزًا بالمحافظات، وذلك لإقامة 60 ألف مشروع متنوع زراعي وخدمي وصناعي، وتوفير نحو 100 ألف فرصة عمل.
أضاف عبد الملك في تصريحات خاصة لجريدة «حابي»، أن الجهاز قام بعمل دراسة في كل القري والمراكز بالمحافظات قبل بداية ضخ التمويلات وشملت هذه الدراسة العديد من المحاور الاقتصادية والاجتماعية والإحصائية منها عدد سكان كل قرية ونسب الفئات العمرية الموجودة بها ومواردها الطبيعية والفرص الاستثمارية المتوفرة بها سواء كانت مشروعات زراعية أو ثروة حيوانية أو حرفية أو تجارية وخدمية.
الجهاز ساهم في توفير 50 ألف فرصة عمل حتى الآن بالقرى ونسعى للوصول إلى 100 ألف فرصة
كما كشف عبد الملك، عن ضخ الجهاز تمويلات خلال 7 أشهر الأولى من العام الجاري في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ضمن مبادرة حياة كريمة بقيمة 425 مليون جنيه، لصالح 18 ألف مشروع، مضيفًا أن تلك المشروعات وفرت أكثر من 28 ألف فرصة عمل بنهاية شهر يوليو الماضي، لافتًا إلى أن الجهاز قام بتوفير نحو 50 ألف فرصة عمل من القرى حتى الآن.
وذكر أن المشروعات متناهية الصغر استحوذت على أكثر من 70% من قيمة تلك التمويلات، مشيرًا إلى أن قطاعي التجاري والزراعي حصلا على النسبة الأكبر ضمن تمويلات المبادرة.
نعمل حاليًا على اختيار أراضٍ لمواقع المجمعات الحرفية في نحو 20 محافظة
أضاف أن الجهاز يستهدف عمل مجمعات حرفية في 322 قرية في نحو 20 محافظة ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير قرى الريف المصري، موضحًا أنه يتم العمل حاليًا على اختيار مواقع تلك المجمعات بكل القرى المشاركة لتكون الأنسب من حيث الخدمات.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من اختيار أماكن الأراضي سيتم عرضها على الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري للموافقة عليها، لافتًا إلى أن الجهاز يستهدف عمل من 40 إلى 50 ورشة حرفية داخل المجمع تضم العديد من المشروعات الصناعية وذلك بجانب معرض لبيع المنتجات.
نستهدف إنشاء 40 إلى 50 مجمعًا للحرف ضمن المبادرة في 322 قرية
وتابع عبد الملك، أن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة له مكتب أو أكثر في كل محافظة، إلى جانب وجود قنوات إلكترونية لتواصل أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة بشكل أسهل.
وأشار إلى أن محور التنمية الاقتصادية يعتبر من أهم المحاور التى تعتمد عليها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتحسين مستوى المعيشة في المناطق المستهدفة وتشجيع الشباب والمرأة على التشغيل الذاتي والعمل الحر باعتباره من أهم أدوات زيادة الدخل وتوفير فرص عمل.
وقامت أفرع الجهاز بالتعاون مع المحافظات المعنية منذ بداية العام الحالي وحتى شهر يونيو بتنظيم ما يزيد على 500 ندوة لتوعية المواطنين على مستوى القرى والمراكز بالخدمات التي يقدمها جهاز تنمية المشروعات وكيفية الحصول على هذه الخدمات والاستفادة من التيسيرات الجديدة التي يتيحها قانون تنمية المشروعات 152 لعام 2020 في مجال تأسيس المشروعات وآليات الحصول على التمويل والحوافز الضريبية والمساعدات الخاصة بمجال التسويق.
وأوضح عبد الملك، أن جهاز تنمية المشروعات قام بناءً على هذه الدراسات الميدانية بإعداد 150 دراسة جدوى استرشادية للمشروعات الصغيرة التي يمكن تنفيذها بهذه المحافظات، وذلك كمرحلة أولى حيث يقوم خبراء الجهاز باستكمال إعداد المزيد من هذه الدراسات لمساعدة المواطنين وتشجيعهم على بدء مشروعات جديدة أو التوسع في مشروعاتهم القائمة مما يساعد على توفير فرص عمل لهم ولغيرهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية للريف المصري.
أضاف رئيس القطاع المركزي للمكاتب الإقليمية في جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، أن كل دراسة تحتوي على خطة عمل لدعم هذه الموارد وتعظيم إمكانيات كل قرية من خلال تدريب الشباب والفتيات على العديد من الحرف والصناعات لتأهيلهم لسوق العمل أو التشغيل الذاتي، كما يتم توفير دورات تدريبية متخصصة من خلال الجهاز تمكنهم من إقامة مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر وتعريفهم بالفرص التسويقية المتاحة، الأمر الذي يضمن نجاح هذه المشروعات وقدرتها على الاستمرار.
وأشار عبد الملك، إلى أن فروع الجهاز تقوم في جميع المحافظات بتقديم خدمات فنية متكاملة للمواطنين في هذه المناطق لتطوير مهاراتهم وقدراتهم لمساعدتهم على إقامة مشروعات صغيرة، كما تقوم وحدات خدمة المشروعات بالمحافظات بمساعدتهم في استخراج المستندات الضرورية لإقامة مشروعات جديدة أو تحويل مشروعاتهم غير الرسمية للقطاع الرسمي، بالإضافة إلى مساعدتهم في تسويق منتجاتهم مما يمكنهم من الاستمرار في مشروعاتهم والتوسع فيها.
وقال رئيس القطاع المركزي للمكاتب الإقليمية في جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، إن الجهاز قام بإعداد هذه الدراسة بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية ومن بينها وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والتموين والتجارة الداخلية والتنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضي والتضامن الاجتماعي والموارد المائية والقوى العاملة ومؤسسة حياة كريمة.
وتابع أن هذه الدراسات تتضمن أنشطة متنوعة، منها الصناعات المعدنية والزراعية والغذائية وتربية الماشية والاستزراع السمكي والصناعات البلاستيكية والجلدية والحرف اليدوية والصناعات النسيجية والمفروشات، مضيفًا أنه تم تحديد هذه الأنشطة وفقًا للموارد الطبيعية المتاحة بالقرى والمراكز المستهدفة من مبادرة «حياة كريمة» واحتياجات المواطنين فيها وذلك لضمان نجاح هذه المشروعات وقدرتها على الاستمرار.
وأوضح أن الجهاز يعمل على تنفيذ توجيهات الدولة وتوفير التمويلات اللازمة للتوسع في إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، خاصة في القرى الريفية المستهدفة من المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري لتوفير فرص العمل وتشجيع الشباب على استغلال الموارد المختلفة بقراهم ومحافظاتهم.