حمدي عبد العزيز: ارتفاعات الأسعار التاريخية للمواد الخام انعكست على جميع الصناعات

الألومينوم والنحاس الأكثر صعودا.. مع امتداد الاختناقات في توريدهما

شاهندة إبراهيم _ قال حمدي عبد العزيز، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات سابقًا، ورئيس مصنع أوتو كوول المتخصص في صناعة تكييفات وأطقم التبريد والرادياتير للسيارات والأتوبيسات، إن جميع أسعار الخامات والمعادن من النحاس والألومنيوم وغيره شهدت ارتفاعات سعرية في الفترة الماضية، وهو ما ينعكس بالسلب على تكلفة كل الصناعات الأخرى.

وأضاف عبد العزيز، أن أسعار المواد الخام عالميًّا وصلت لمستويات قياسية تاريخية، إلى جانب بلوغ البترول قممًا عالية كسرت حاجز 80 دولارًا للبرميل، لتنعكس هذه التداعيات على الصناعة بشكل عام، فضلًا عن أن مصروفات الشحن ارتفعت هي الأخرى بوتيرة سريعة.

E-Bank

وقفزت أسعار النفط لأعلى مستوى في ثلاث سنوات متجاوزة 85 دولارًا للبرميل يوم الجمعة الماضية، مدعومة بتوقعات بنقص المعروض خلال الشهور القليلة الماضية، وزيادة الطلب مع تخفيف القيود على السفر.

وانتعش الطلب مع التعافي من جائحة كوفيد-19، فضلًا عن تحول الصناعة عن الغاز والفحم باهظي الثمن، إلى زيت الوقود والديزل.

ومن المتوقع أن تظل الإمدادات العالمية تحت ضغط بفعل انخفاض حاد في مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي الولايات المتحدة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس الماضي إنه من المتوقع أن تعزز أزمة الطاقة الطلب على النفط بواقع 500 ألف برميل يوميًّا.

وتابع: هناك عدد من المصانع العالمية لا تعمل بطاقتها الإنتاجية الكاملة بفعل جائحة كوفيد – 19، وهو وهو ما ظهر جليًّا في وجود عجز جسيم في بعض المكونات، وبالأخص الداخلة في تصنيع السيارات. متوقعًا أن تواصل أسعار المواد الخام عالميًّا صعودها خلال الأشهر الستة القادمة.

وأوضح أن أسعار المواد الخام تتم مراجعتها على المستوى المحلي خلال مدى زمني يتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، سواء بالصعود أو الهبوط حسب الاتفاقيات المبرمة، ويأتي ذلك متماشيًا مع حركة بورصة الحديد والألومينوم والنحاس عالميًّا.

وأوضح رئيس غرفة الصناعات الهندسية سابقًا، أن مصانع الصناعات المغذية شريكة في التكلفة، مؤكدًا في هذا الصدد أن أسعارها تتحرك وفقًا لتغير المستوى السعري للخامات عالميًّا، أما في حالة بائع السلع الكاملة فإن الصورة تختلف.

وتطرق إلى أن مصانع الصناعات المغذية تتعامل مع كيانات فاعلة في السوق ولا يتم الاحتكاك مع الأفراد أو المستهلكين، وهو ما يجعلها بمنأى عن تداعيات وانعكاسات التضخم.

وقال إن أسعار خامات الألومينوم والنحاس هي الأكثر ارتفاعًا الفترة الماضية، مع وجود اختناقات في سلاسل توريدهما بشكل كبير للغاية، بحيث تستهلك مددًا زمنية طويلة لدخولها السوق.

وقفزت أسعار الألومنيوم في البورصات، الجمعة الماضية، حيث تجاوز سعر المعدن مستوى 3200 دولار للطن، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2008.

ويأتي الارتفاع في ظل صعود أسعار الطاقة في البورصات، حيث صعدت عقود «برنت» فوق مستوى 85 دولارًا للبرميل، وذلك للمرة الأولى في 3 سنوات.

وتابع رئيس مصنع أوتو كوول، أن مشاكل الشحن وأسعاره القياسية التاريخية، فضلًا عن نقص الحاويات بسبب اللجوء لبيعها خردة وقت الإغلاق الاقتصادي العالمي الأول، كل هذه تعتبر معوقات إضافية أخرى عصفت بالصناعة وقضت على آمال التعافي القريب.

وذكر عبد العزيز في تصريحاته لجريدة حابي، أن مصاريف الشحن شهدت زيادة كبيرة، وصلت الى نسبة 400% في بعض الأحيان.

وأختتم كلامه بأن المعروض من قطع غيار السيارات تأثر أيضًا بشكل عنيف، بفعل عجز إمدادات سلاسل التوريد، إلى جانب أن السوق المحلية تعاني بشدة من تفشي ظاهرة الفواتير المزورة في هذا النشاط، مضيفًا أن النظام الجمركي الجديد لعب دورًا مهمًّا في تضيق الخناق على المتلاعبين، قائلًا: «إن الممارسات المتبعة في سوق قطع الغيار سيئة للغاية».

الرابط المختصر