رويترز
تجاهلت السعودية مقاطعة غربية إثر مقتل الصحفي جمال خاشقجي مع استعدادها لإطلاق مؤتمر للاستثمار اليوم الثلاثاء بعد أن خيم عليه انسحاب العشرات من كبار قادة الأعمال والحكومات.
وما زال من المنتظر أن ينضم مئات من المصرفيين والمسؤولين التنفيذيين بالشركات إلى مؤتمر مباردة مستقبل الاستثمار الذي سيعقد في أحد فنادق الرياض الفخمة، وهو حدث سنوي يهدف إلى المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية بمليارات الدولارات في إطار إصلاحات غرضها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط.
لكن بينما اجتذب مؤتمر العام الماضي لفيفا من النخبة في قطاعات الأعمال من حول العالم، وهو ما جعل المؤتمر يكتسب لقب ”دافوس الصحراء“ غير الرسمي، شهد المؤتمر هذا العام انسحاب أكثر من عشرين من كبار المتحدثين إثر غضب دولي بشأن مقتل خاشقجي.
واختفى خاشقجي، وهو من المنتقدين بشدة لولي العهد السعودي، في الثاني من أكتوبر بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على وثائق لزواجه.
وبعدما ظلت السعودية تنكر على مدى أسبوعين تورطها في اختفائه، قالت الرياض يوم السبت إن خاشقجي لقي حتفه خلال شجار في القنصلية. وفي وقت لاحق، عزا مسؤول سعودي موته إلى الاختناق.
وتسبب الإنكار على مدى أسبوعين وتغيير الروايات في توتر العلاقات بين الغرب وأكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
وانسحب وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ووزراء بارزون من بريطانيا وفرنسا من المؤتمر إلى جانب مسؤولين تنفيذيين كبار ورؤساء مجالس إدارة نحو عشرة من كبرى الشركات المالية مثل جيه.بي مورجان تشيس و(إتش.إس.بي.سي) والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
وقال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية يوم الاثنين إنه سيحضر المؤتمر. كما ترسل روسيا وفدا كبيرا بقيادة كيريل ديميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر.
وتردد مسؤولون تنفيذيون كبار من شركات آسيوية في الانسحاب، ومن ثم فإن مشاركة مؤسسات صينية ويابانية قد تجعل المؤتمر الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام نشطا بما يكفي لتقول الرياض إنه نجح.
وليس للمؤتمر علاقة بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس بسويسرا.
ويخشى الكثير من البنوك الغربية وغيرها من الشركات خسارة أعمال، مثل رسوم ترتيب صفقات لصالح صندوق الثروة السيادي السعودي البالغة قيمته 250 مليار دولار، ويرسلون مسؤولين تنفيذيين أقل مستوى حتى في الوقت الذي يبقى فيه المسؤولون الكبار بعيدا عن المؤتمر.
لهذه الأسباب، فقد لا يكون للمقاطعة الغربية أثر يذكر في الأجل الطويل على الآفاق الاقتصادية السعودية. لكن المؤتمر يأتي في الوقت الذي يرى فيه الكثير من المستثمرين الأجانب خطرا يتمثل في أن قضية خاشقجي قد تدمر علاقات الرياض مع الحكومات الغربية.
وبلغ صافي مبيعات الأجانب في الأسهم السعودية 4.01 مليار ريال (1.07 مليار دولار) في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، في أكبر موجات البيع منذ فتح السوق أمام الشراء الأجنبي المباشر في منتصف 2015.
ويقام المؤتمر في فندق ريتز كارلتون بالرياض، الذي شهد احتجاز عشرات من الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين في حملة على الفساد بعد أيام فقط من اختتام مؤتمر العام الماضي.
وقال مسؤولون إن الحملة جمعت أكثر من 100 مليار دولار من مشتبه بهم من خلال تسويات مالية. لكن ذلك الرقم لم يتم التحقق منه ولم تعلن أبدا تفاصيل الجرائم المزعومة، وهو ما غذى مخاوف المستثمرين بشأن الشفافية القانونية.