فرانس برس _ أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس الاثنين، أن “كل العناصر” متوافرة لتشن روسيا “هجوما قويا” على أوكرانيا.
لكن الوزير الفرنسي لفت في الوقت نفسه، خلال مقابلة مع قناة “فرانس5” إلى أنه “ليس لديه في الوقت الحالي مؤشرات على تدخل وشيك لروسيا”.
وعلى ضوء التصعيد المتواصل للأزمة، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن “قلقه الشديد” من مخاطر نشوب نزاع عسكري، مشددا على أن “جميع القضايا – بما في ذلك الأكثر استعصاء – تُمكن وتجب معالجتها وحلها من خلال الأطر الدبلوماسية”.
يتواصل التوتر بين روسيا والغرب على خلفية نشر موسكو عدد كبير من جنودها قبل أسابيع على الحدود مع أوكرانيا وسط مخاوف من غزوها.
ومن المتوقع أن يدشن وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع خطة قد تفضي إلى نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جنوب شرق أوروبا ردا على التحركات العسكرية الروسية، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان مساء الاثنين أن “كل العناصر” متوافرة لتشن روسيا “هجوما قويا” على أوكرانيا.
وقال لمحطة “فرانس 5″، “هل تتوافر كل العناصر لهجوم قوي من جانب القوات الروسية في أوكرانيا؟ نعم هذا صحيح، إنه ممكن وبشكل سريع”.
وصرح بطريقة مباشرة أن “هذا ما قد يحصل” لكنه أكد أن ليس لديه في الوقت الحالي مؤشرات على تدخل وشيك لروسيا.
وأضاف لودريان “هل اتخذ الرئيس (فلاديمير) بوتين قراراته بشأن شن عملية أم لا؟ برأيي، لا شيء يشير إلى ذلك اليوم”.
وأكد أن “هناك وضعا عسكريا لا يُحتمل مع تصعيد يتزايد” معتبرا أن “الحاجة الملحة بالنسبة للجميع هي وقف التصعيد”.
الأمم المتحدة تدعو لمعالجة الأزمة دبلوماسيا
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الاثنين من أن الوقت قد حان “لنزع فتيل التوتر” بين روسيا والغرب بشأن الأزمة الأوكرانية، معربا عن “قلقه الشديد” من خطر نشوب نزاع عسكري.
وقال غوتيريس الذي كان قد تحدث في وقت سابق إلى وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، “حان الوقت الآن لنزع فتيل التوتر وتخفيف الإجراءات على الأرض”.
وفيما أبدى الأمين العام للصحافيين قلقه البالغ حيال التكهنات المتزايدة بشأن صراع عسكري محتمل في أوروبا، دعا إلى وضع حد “للخطاب التحريضي”.
وقال “نحن ببساطة لا يمكن أن نقبل حتى احتمال وقوع مثل هذه المواجهة الكارثية”، مشددا على أن “جميع القضايا – بما في ذلك الأكثر استعصاء – تُمكن وتجب معالجتها وحلها من خلال الأطر الدبلوماسية”.
ودعا غوتيريس جميع الأطراف إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والامتناع عن “التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة”.
وحذر من “أن التخلي عن الدبلوماسية من أجل المواجهة لا يعني تجاوز الحدود وحسب، بل هو قفز من فوق الهاوية”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن غوتيريس أكد لوزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديمترو كوليبا في محادثتين هاتفيتين بأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدما.
وأضاف دوجاريك للصحافيين بأن الأمين العام أعرب للوزيرين عن قلقه البالغ و”رحب بالمباحثات الدبلوماسية الجارية لنزع فتيل هذه التوترات”.
وأكد دوجاريك أن غوتيريس ما زال مقتنعا بأن روسيا لن تغزو أوكرانيا، وهو الموقف الذي عبر عنه خلال مؤتمر صحافي الشهر الماضي.
وقال المتحدث خلال مؤتمره الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك “لا أعتقد أن رأيه قد تغير بأي شكل من الأشكال”.
ويعمل لدى الأمم المتحدة 1,660 موظفا في أوكرانيا بينهم 1,440 أوكرانيا و220 أجنبيا.
وقال دوجاريك “لا توجد خطط لإجلاء أو نقل موظفي الأمم المتحدة” من أوكرانيا.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الخميس اجتماعه السنوي بشأن أوكرانيا واتفاقيات مينسك التي تهدف إلى إنهاء الحرب في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.