ياسمين عفيفي: السوق المصرية مازالت ناشئة فى التأمينات متناهية الصغر

البرامج الجماعية مازالت المسيطرة.. ولا توجد وثائق فردية مناسبة للدخول المنخفضة

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

ترى ياسمين عفيفي، استشاري في إعادة الهيكلة الإستراتيجية وإدارة المشروعات وتطوير المنتجات بسوق التأمين – أن السوق المصرية مازالت ناشئة فى التأمينات متناهية الصغر، بالرغم من أن بعض الشركات تحاول التوسع، لكن لا يوجد منتج واضح وصريح يمكن تسويقه للعميل.

E-Bank

وأشارت إلي أن هيئة الرقابة المالية والاتحاد المصري للتأمين نظما حملة لترويج بعض الوثائق متناهية الصغر وهي في حد ذاتها خطوة جيدة وإيجابية لنشر الوعي التأميني لهذه الشريحة من العملاء المستهدفين، ولكن يجب على جميع الشركات التي تقدم مثل هذا النوع من الوثائق أن تقوم هي الأخرى بالترويج لمنتجاتها وتوضيح كيفية الحصول علي الخدمة وتشجيع عامل المنافسة الذي سينعكس بدوره على تحسين السوق.

وعلى مستوى تأمينات الحياة، أشارت إلى أنه لا يوجد منتج متناهي الصغر إلا من خلال البرامج الجماعية على التمويل المتناهى الصغر، فالفرد لا يستطيع أن يذهب لشركة التأمين لشراء وثيقة حياة منخفضة التكلفة بشكل فردي، قائلة إن “وثيقة أمان المصريين” ناجحة ولكن لا يمكن تصنيفها على أنها وثيقة متناهية الصغر لأن قسطها فى حدود 500 جنيه، وتباع من خلال عدد محدود جداً من البنوك وهي الحكومية فقط.

وأشارت إلي أن هناك أسواقا كثيرة نجحت بصورة ملموسة وصلت لحوالي 2% من إجمالى عدد السكان مثل الهند فى تسويق المنتجات متناهية الصغر حيث وصلت أعداد الوثائق لما بين 140-300 مليون وثيقة في العام – ودول أخرى مثل إندونيسيا والفلبين وغانا وأوغندا، ويرجع هذا النجاح لعاملين رئيسيين، الأول هو وجود منتج متناهى الصغر بقسط بسيط، والثانى تنوع أساليب تحصيل القسط من العملاء بصورة سهلة وسريعة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

الشمول المالي سيدفع الشركات نحو ابتكار منتجات لشرائح أوسع.. والدعاية نقطة ضعف كبيرة

وتوقعت أن يساعد برنامج الشمول المالي الذي طرحته الحكومة والتحول نحو المجتمع اللانقدي فى تحفيز الشركات المصرية على التوسع فى الوثائق متناهية الصغر والتى تعد آلية التحصيل أحد أسباب عدم الاهتمام بها.

ونوهت بمبادرة سابقة تعاونت فيها مع واحدة من الـNGO كانت تستهدف توفير تأمين متناهى الصغر لمليون فرد من المستفيدين بخدمات المؤسسة، قائلة إنه بمقابل بسيط 7 جنيهات فقط، كان يتم توفير مبلغ حال الوفاة ويتضاعف فى حالة الوفاة نتيجة حادث، بالإضافة إلي تغطية مصاريف الجنازة.

ومع نجاح تلك المبادرة كان من المستهدف نشرها بصورة كبيرة بين منظمات المجتمع المدني وشركات وبنوك التمويل المتناهي الصغر.

ترويج “الطبي” مع “الحياة” وتغطية الأمراض السابقة لتاريخ الوثيقة.. أفكار تحتاج للعمل عليها

وأشارت إلي مجموعة من الأفكار التى من شأنها رفع الوعي وزيادة الطلب على خدمات التأمين، مثل بيع وثيقة التأمين الطبي مع الحياة بشكل جديد ومبتكر، أو والعمل على طرح وثيقة تغطي الأمراض السابقة لتاريخ بدء الوثيقة، وكذلك تنويع الوثائق الخاصة بالمرأة واحتياجاتها ومشاكلها وأمراضها، مشيرة إلي أن التأمين الطبي الفردي لم يأخذ حقه مقارنة بالتأمين الطبي الجماعي.

وأكدت أهمية التوسع فى استخدام التكنولوجيا والديچيتال فى تسويق المنتجات ومتابعة العملاء وتمتد من خلالها إلى تحصيل الأقساط لتوفير خدمات سهلة ومريحة للعميل في أي وقت وفي أي مكان، مشيرة إلي أنه لا يوجد سوى شركتين فقط تقدمان “الموبايل أبليكيشن” لعملائهما ويتم من خلاله بعض التوجيهات والتنويهات.

وقالت إن شركات التأمين خارج مصر تقدم نصائح مباشرة لعملائها من خلال الموبايل مثل نصائح طبية أو تقلبات الطقس وأقرب مراكز طبية ومراكز خدمة وسرعة القيادة المسموح بها أو تنبيه العملاء إلى أنهم تجاوزوا السرعة المقررة للقيادة فى منطقة ما، وهكذا، شركات التأمين صديقة للعميل ولا تتعامل معه على أنه زبون يدفع قسطا مقابل تعويض فقط.

وأكدت أن ضعف تسويق خدمات التأمين أحد التحديات الرئيسية، فغالبية الشركات لا تقدم دعاية لتفاصيل منتجاتها، وبالتالي مشكلة انخفاض الوعي التأميني تتزايد، وعلى الشركات المساهمة بدور أكبر فى رفع الوعي بأهمية التأمين.

الرابط المختصر