بقلم مصطفي عادل العضو المنتدب لشركة توين كابيتال للاستثمار
أصدقاء كثر شاركوا في هذا المنتدى الرائع والذي لم أحظَ أن أتابعه عن قرب ولكن أود أن أوجه لكم رسالة حب وشكر على تلك الصورة المشرفة لنا كدولة تسعى لتغيير صورتها الذهنية الكئيبة خلال سنواتها الأخيرة والتي لم يكن لغالبية الشعب يد فيها، بل فرضت لأسباب يعلم القائمون عليها أسبابها وما كان يجب أن يكون وما كان لا يجب أن يمر.
ولكن هنا ومع تلك الصورة البراقة لتعلموا أن في مصر ٦٠ مليون شاب لم يكونوا على صلة بهذا الحدث أو صاحبتهم تلك الضجة لما حدث في تلك البقعة الجميلة من هذا الوطن التي تسمى شرم الشيخ، كان هؤلاء الشباب وما زالوا أمثلة تحتذى بها في الجد والاجتهاد وقصص نجاح وفخر لم ولن تذكر، شباب لم يحملوا فقط سلاحًا على جبهات حربه ولكن حملوا عرقًا وكفاحًا آخر في ميادين عمل تستحق أكثر منا أن نزيح عنهم سطوة لقمة العيش ليبرز دورهم الحقيقي في بناء الوطن.
اعلموا أن هناك موضوعات تشغل عقول ونفوس كل من حضر هذا المنتدى أو متابعيه، أو حتى الهائمين يوميًّا على وجههم سعيًا وكدًّا من أجل حد أدنى كريم لأسرهم، ما يجول في خاطر الجميع ولم نلتفت للحديث أو غضضنا الطرف عنه، تلك الموضوعات والأمور في نظر الشباب الذي يتابعكم تمثلهم وتمثل قضاياهم في مصر والعالم، من زاوية قد لم تطلها أعينكم حتى اليوم، إما عدم اكتراث أو عدم وعي، أو في أغلب الظن هي قضايا ومسائل لا يجب أن تنظر أمام بريق هذا الحدث الفخم.
نعم نفخر وحقيقة وعن ثقه بكم، ولكن أرجو بعد أن عدتم وأخذتم حياتكم في مساراتها الطبيعية أن تظلوا على قناعة ويقين في قرارة أنفسكم بأنكم مثلتم فئة وحيدة من هؤلاء، تحدثتم ببعض ألستنهم ولكن هناك على أرض هذا الوطن من لم ترَهم أعينكم، وحان وقت أن تهتموا بدوائر أخرى هي تصنع بكل تأكيد واقعًا مختلفًا لهذا الوطن.
صورتكم مشرفة ولكن صورة هذا الوطن لن تظل تُجمل للعالم من خلال مؤتمرات ومنتديات ولا يجب أن تعود لتصدر للعالم من خلال ميادين ثورة واحتجاج، مصر يجب أن يراها العالم من المصانع وميادين العمل وأن نرى (صنع في مصر) على سلع تباع للعالم أجمع، أن نذهب نحن لـ 113 دولة كانوا في شرم الشيخ يسمعون منا ونستمع لهم، ولكن في صورة منتج وخدمة تستحق أن يقدروها.
أصدقائي، أن تعلموا أن غيركم يستحق بل وأفضل في بعض الأحيان في تمثيل مصر لا يقلل منكم بل يجعلكم تجتهدون من أجله، وأن تمثلوا على أرض الواقع شبابها، وألا تبرزوا فقط الجانب المضيء اللامع في هذا الوطن ولكن أن تنيروا الجانب المظلم والأكثر عتامة منه.
أشكركم من قلبي على صورة مصر الراقية، لم يتسع المجال لتشريفنا بباقة كانت ستضيف بُعدًا أجمل على منتداكم، ولكن هم القادمون وعلينا جميعًا أن نعمل معهم لأنهم لن ينتظروا إفساح المجال لهم، بل سينتزعون فخر مصر والعالم باجتهاد سيبهرنا جميعًا، شكرًا لكم وننتظر منكم من اليوم ألا يخدعكم بريق الأضواء وأن تجتهدوا لتنيروا لغيركم من شباب وشابات هذا الوطن طريقه، لتصبح مصر كلها منتدى أمل وحلم لشباب العالم طوال العام.
هذا العام المنتدى قد يكون أقل من عامه السابق في عدد الوفود الرسمية أو التعاطف الشعبي وقد يستمر في فقدان بريقه إذا لم نقدم للمجتمع صورة مصر التي نراها يوميًّا على شاشات التلفزيون في كل مكان حولنا، اذا لم ينتقل بريق هؤلاء الشباب وزهوهم على وجوه غالبية شباب وشابات مصر في صعيدها وأقاليمها المختلفة.
شكرًا لكم.. شرفتم صورة مصر التي نرسمها في أذهاننا كحلم، والقادم بكم وبغيركم من الشباب المصري الذي يتمنى فرصة أفضل للحياة ستصبح واقعًا وحقيقة، والتي لا يجب أن نضعها في إطار مبهر وفقط، يجب أن نصل لتكن شرم الشيخ هي مصر وشبابها المتعلم الراقي هناك هم كل شباب مصر في كل مكان، هي بلا شك الصورة الأفضل لوطن يستحق منا الكثير.