مدحت نافع: التأثير الأكبر لارتفاع أسعار الغاز سيظهر في صناعات الحديد والصلب والأسمدة
استخدام الفحم ووجود مصادر طاقة بديلة قد يقلل من الأزمة
هاجر عطية _ قال الدكتور مدحت نافع ، الخبير الاقتصادي رئيس الشركة العربية للسبائك، إن التأثير الأكبر لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي سيظهر في صناعة الحديد والصلب والأسمدة لأنها المستهلك الأكبر للغاز، موضحًا أن الألومنيوم سيكون أقل تأثيرًا نتيجة اعتماده على الكهرباء والتي تعتبر أكبر مستهلك للغاز الطبيعي في مصر.
أضاف نافع في تصريح خاص لجريدة حابي، أن معظم الكهرباء في مصر يتم إنتاجها من محطات تعمل بالغاز الطبيعي، وبالتالي فإن ارتفاع تكلفة الكهرباء يؤثر على صناعات كثيرة جدًّا مستهلكة للكهرباء وليس الغاز الطبيعي فقط.
وأشار نافع إلى أن بعض الشرائح المنتجة تحصل على دعم من الحكومة في شراء الغاز الطبيعي والبعض الآخر من المستهلكين يدفعون دعمًا تحت مسمى الضريبة المستترة، وهو يتعلق بمنتج مثل: الكهرباء، أما الغاز فإن الدعم يتم حسابه وفقًا لتكلفة الفرصة البديلة أي يتم حساب الدعم للغاز حسب سعر تصديره للخارج ووفقًا لسعره عالميًّا.
وأوضح رئيس الشركة العربية للسبائك أن العالم كله ينتظر موجة تضخمية، وقد بدأت البنوك المركزية في التأهب لها منذ بداية العام برفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي، ومنتظر استمرار الارتفاعات حتى نهاية العام امتصاصًا للصدمات التضخمية، مشيرًا إلى أن سبب الصدمات التضخمية يرجع إلى ارتداد الطلب بعد إغلاقات فيروس كورونا في عام 2021 إضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
ولفت نافع، إلى صعوبة توقع نسبة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في الفترة المقبلة، مؤكدًا أن هناك بعض العوامل التي قد تقلل من نسبة الارتفاع وهي وجود مصادر بديلة للطاقة، إضافة إلى زيادة الإنتاج من الاحتياطي الأمريكي، وعلى الرغم من ذلك فإن الشتاء القادم سيكون الأسوأ في أوروبا نتيجة غياب الغاز الروسي.
ونوه رئيس الشركة العربية للسبائك، إلى أن الانكماش الذي يحدث في العالم من انخفاض الطلب على الحديد والصلب والألومنيوم قد يحد من الأثر السلبي لارتفاع أسعار الطاقة.
وأشار نافع، إلى أن بعض الشركات قد بدأت بالفعل في استخدام بدائل للغاز الطبيعي مثل الفحم، وهو ما جعل بعض الدول الأوروبية تؤجل خطة إنهاء العمل بالفحم وهو ما ظهر بشكل واضح مؤخرًا.
وأوضح أن بعض المصانع التى تعمل بالغاز الطبيعي لا يمكنها العمل باستخدام الفحم، وهو ما يحتاج إلى إنشاء مصانع جديدة تعمل بالفحم وأنظمة الطاقة البديلة.
ولفت نافع، إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الشتاء القادم قد ينتج عنه إغلاق جزئي لبعض المصانع أو تخفيض طاقتها الإنتاجية، موضحًا أن السعر قد لا يتأثر كثيرًا وتتحمل الدولة الزيادة في التكلفة نتيجة وجود وفرة في إنتاج الغاز الطبيعي في مصر.